الجمعة، 14 سبتمبر 2012

مظاهرات الأعظمية

أبهرتني مظاهرة ( الأعظمية ) في 8 / 6 / 2012 م ، كانت بعشرات الآلاف يتماوجون كالبحر و يهدرون كالرعد ! هي واحدة من مظاهرات و إضرابات و اعتصامات كثيرة شهدتها الأعظمية ، كما في 24 / 4 و 12 / 5 و 31 / 5 و 2 / 6 و 16 / 6 و 15 / 7 / 2012 م

الأعظمية ، الثورة و الأمسيات و الترتيل ، حي بلا تجاعيد . أبى إلا أن يكون أول مستقبلي الضيوف و العائدين من طريق الشام ، يخترقه شارع عريض يصل ما بين مدخل حلب و حي صلاح الدين ، فيه قصر الضيافة الرسمي و جامع طارق بن زياد و مدرسة الإباء العربي .. كنت في الصف الأول الإبتدائي و كان أخي فخر الدين في السادس ، بقي أياما يبكي ولا يأكل لأن أحد أصدقائه توفي جانب تلك المدرسة ، بعد أن سقط عليه عامود الإنارة . و سنة 1978 م ذهبت معه لبيت رفيقه أيمن علوان ، على أطراف الأعظمية - قبل انتقالهم إلى شارع كلية العلوم - كانا يعملان مجلة حائط لثانوية عبد الرحمن الكواكبي ، خططها لهما جد أيمن لأمه الأستاذ المبدع عبد الصمد كيالي ، رحمها الله كانا في نفس الصف و استشهدا معا في 17 / 2 / 1980 م


آخر مرة صليت العصر في جامع طارق ، كان الشهيد محمد محلول - الطويل القامة - يتوسط مجموعة من الأطفال في درس تحفيظ . و على مقربة من هناك رأيت الأخ الصوفي عبد الله سباهي ( شقيق الشهيد الشهم الدمث عبد الغني سباهي ) لم تكن وقتها الكثير من العمارات ، في إحداها كان يسكن الشهيد ياسر إدلبي - لاعب الكرة في فريق عباد الرحمن - كم كان يترنم بأبيات إقبال : ليس في الوقت فراغ فاعتزم / و املأ الدنيا بأعمال شريفة .... أنت نور الأرض تهدي أهلها / لن يرى غيرك في الأرض خليفة

الأعظمية اليوم تشتعل ، و هاهم أحرارها و حرائرها ينتصرون بكل إصرار لأطفال الحولة و أبرياء الحراك و أكابر سورية . لقد أقامت الدنيا في 24 / 6 / 2012 م لتعذيب و حرق شباب كلية الطب ، باسل أصلان و مصعب برد و حازم بطيخ . و على أرصفتها و هاماتها أسيلت دماء الحب و الشهادة ، استشهد عبد الفتاح حلاق ، و محمد محبك ، و باسل حازم ، و زكريا معراوي ، و معاذ لبابيدي ، و حسام أرمنازي ، و أحمد وفائي ، و محمد سفريني ، و ماهر العزاوي ، ومحمد المغراوي ، و غيره


و على إثر الإمام أبي حنيفة و أعظميته في رصافة بغداد ، مضت مظاهرات الأعظمية الأبية .. إمام أهل الرأي عذبوه و سجنوه و مات حرا ، و أهالي حي الأعظمية هنا أقسموا على إحياء الحرية ، بكل الثمن الخضيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق