الجمعة، 14 سبتمبر 2012

محطة بغداد

محطة بغداد ، هي حوزة الخطوط الحديدية السورية ، بناها العثمانيون في ( حلب ) سنة 1919 م بعد أن وضعت السفربلك أوزارها ، لتكون نقطة النقل لبغداد من الشام و المدينة المنورة

اليوم تعتبر من أكثر الأحياء تنوعا و عصرية .. جنوبا لا يفصلها عن ساحة سعد الله الجابري سوى ( الحديقة العامة ) التي كانت ملكا لنافع باشا الجابري ، أهداها له السلطان رشاد . و يحيطها من الشمال حي السريان ، و شارع الفيصل غربا و العزيزية شرقا ، و يتوسط استطالتها نهر قويق المتصابي


من أي أطراف الحديقة العامة لابد وأن يصافح ناظريك ، ذلك الجامع المهيب الرابض على غرة محطة بغداد ، إنه جامع عمر بن عبد العزيز - الخليفة الخامس - أو جامع الأستاذ الشيخ عبد الله ناصح علوان .. هذا الرجل الفذ أدهشني استقباله و ترحيبه بفتية صغار ، حين أخذني لزيارته إلى داره - جوار الجامع - الأخ الشهيد السعيد ( محمد أبو صالح ) أواخر السبعينيات ، فلم أعرف من كان أكثر تواضعا و توددا مع الناشئين منه ، ومن الأستاذ الرائع - محمد منلا غزيل - شاعر منبج المبرز . لقد رحل الشيخ د . عبد الله علوان بعد معاناة مريرة مع المرض ، و دفن في مكة المكرمة قرب السيدة أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - سنة 1987 م


محطة بغداد ، الحي الذي اقتطع من كبده عشرات الشهداء في الثمانينيات ، الشهيد سعد الدين علوان - بكر الشيخ - و الشهيد عزالدين علوان - ابن أخيه - و الشهيد لطفي مارديني و الشهيد عبد القادر نعساني و الشهيد عماد قصاص و الشهيد محمد السماني و غيره .. لم تسقط أحلامه في الهاوية ، و بقي يستشرف غده المشرق على حافة الحضور و الانتظار
في 16 / 6 / 2012 م استجاب و نفذ دعوات الإضراب العام ، و كان الرد مؤلما كالعادة .. إصابة العشرات و اعتقال العشرات و استشهاد الشاب خالد فتال


لا حدود للثورة في سورية ، طالما بقيت توسلات و مشاعر و أسئلة الناس ، تحت البسطار و الساطور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق