الجمعة، 14 سبتمبر 2012

حلم الحمدانية

أيام الصبا كنا نتسكع غربي حي صلاح الدين ، في تلك البراري الرحيبة المهيبة .. ننقب عن جذور العرقسوس اللذيذ و أحيانا نجمع زهور البابونج الفواح ، الذي يغطي - في الربيع خاصة - أهداب ( حي الحمدانية ) قبيل إنشائه . كانت تنتشر هناك خيام البدو الرحل ، يبيعون اللبن و الحليب الطازج لجيرانهم القريبين . نمشي هناك و نلف حول الحفرة الكبيرة التي ستكون ملعبا عظيما في يوم ما ( استاد الحمدانية صممه البولندي كوش وافتتح جزئيا بعد 30 سنة بمساعدة تركيا ) كانت أحلامنا كمنمنمات الحكايا ، يلدن كل عجيبة

زعموا أن هذا الموقع سيكون سكنا للعسكريين فصار للمدنيين ، و كانت شققه بالمجان فصارت بالملايين ، و كانت حدوده صغيرة فتوسع لأقسام و مساحات . الأهم أنه لما استقر و نما عوده و رأى سيل البكاء و الدماء من أقاصي حوران و حمص و حماة ، قال : لااااااا
و يزعمون أيضا ( في قناة الميادين ) أنه حي موال اشتطت به الدار ، بينما تدعس مجنزراتهم و مدرعاتهم شوارعه العريضة . مئات القناصين يتفشون كالجرب في أسطحته و منائره ، و ألوف الأوباش يعبثون بجدائله و حقائبه ، و حدائقه


ليسوا بعنترة و ليس بالقنيطرة ، و سيرته المسك ليس بيد أحد تزويرها .. نحن على بعد آلاف الأميال عرفنا اسم الشهيدة وفاء العيسى وابنتها الشهيدة فاطمة و ابنها الشهيد إبراهيم ، و وصلت مواساتنا لآل الشهيد إبراهيم عبد الرحمن السلقيني ، و سجلنا جزعنا لاستشهاد طالب الحقوق ( حسن واصل ) الذي قتلوه صبرا في فرع المخابرات الجوية ، ولاستشهاد راجح العيسى ( فجروه داخل دكان رزقه ) و عبد الله لبنية ( رموا بجثمانه قرب بيته ) و أحمد أبو الخيل و محمود هناية وإحسان صادق و محمد الحسن و محمد سعودي و محمد نجمة و محمد ..... و


عرفنا أسماء مساجده : الفاروق و عثمان و الحسن و الكاساني و السيدة زينب ، و الرضوان ( بنته محسنة من آل رضوان ) من مظاهراته و إبائه تلحظ تمرده على المستعبد المستبد ، تشاهد أجساد شبابه تروسا لقيم الخير و الحق و الحرية ، يخترقها رصاصهم الذليل و لا يصل شغاف يقينها .. يقين الفجر البازغ الباسم ، القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق