الثلاثاء، 19 مارس 2013

بستان الزهرة

كأنه من حسنه زهرة .. كأنها من حسنها بستان
في الطريق إلى وسط المدينة ، و بعد الملعب البلدي بجانب محطة المحروقات ، يقع موقف باص ( بستان الزهرة ) الحي الذي أنشئ على مساحة من الروابي و الحقول المنتشرة على ضفتي النهر ، جنوب الفيض و شمال بستان القصر ، غربي المشارقة و شرقي الأنصاري ، أواسط الخمسينيات الميلادية


بستان الزهرة ، متنزه أبي فراس الحمداني و أحلى متنزهات حلب القديمة التي عاث فيها ( نقفور ) فسادا سنة 962 م ، مررت منه و حواليه مئات المرات ، و أعجبت باسمه الأنيق الناعم و تمازجه العمراني ما بين أبنية سكانية و محلات تجارية و خصال تقطن مع شقائق النعمان ، أعظم هذه الخصال ( الحرية ) التي راح الزهراويون يبحثون عنها و يستشرفون حضورها ، أسوة بكل سورية و السوريين
زهرة الحرية تفتحت هنا بمظاهرة الأحرار في 2 / 12 / 2011 م ، و في جمعة المنطقة العازلة 20 / 12 / 2011 م ، و في الإضراب الشامل التام يوم السبت 2 / 6 / 2012 م . حرائر الحي شاركن في مظاهرة 17 / 7 / 2012 م لله درهن ، و تجليات التمرد على الظلم و المظالم تترى .. يقولون يا ظالم لك يوم


هو من الأحياء التي تحب العيش و تحب الكرامة ، مدرسة خديجة الكبرى للبنات تميزت بصفحتها على الفيس بوك ، و أرتال الشهداء مهرما أعظمه من مهر . العشرات قضوا هنا قصفا و قنصا منهم الطفل ذو السبع سنوات عند جامع حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - في 3 / 10 / 2012 م ، و الشهيدة ثناء العمر ذات العشرين ربيعا التي أصابوها في 23 / 2 / 2012 م فبادر 4 من الثوار المسلحين شهامة و فدائية لإنقاذها ، فاستشهدوا جميعا !!!! الشهداء أحمد ركبي و أمير شاهين و عمر الشريف و محمد عربية و محمد نديم صافي ، هم بعض أهلنا و بعض دمنا المقدس المهراق .. الراجمات و الطائرات الإبليسية البهلوانية تصب نارها و عارها على أنحاء بستان الزهرة في 26 / 8 / 2012 م ، كراج الحجز نقطة تماس مؤقتة مابين الثوار و أوباش الأسد ، مابين بستان الزهرة و المنشية الجديدة


كل ما تفعله ( لن ) يكسر الروح يا بشار العار ، نحن نحب الحياة أكثر مما تحب الموت ، حي على الفلاح حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر

العبارة .. في حلب

حي ( ا ل ع ب ا ر ة ) رمز لوداعة حلب و لحبرها الجوري الذي لا ينفد ، هو يتوسط كل المدينة وسطية و صندوق عجائب و ذكريات .. تجاري سكني سياحي سياسي ، يمثل نبض الحياة و حيويتها . منه تعبر لأنحاء الشهباء في اتجاهاتها الأربعة : العزيزية و قويق شمالا ، و بستان الكلاب و الكتاب جنوبا ، و المنشية و التلل شرقا ، و شارع بارون و ساحة سعد الله الجابري غربا . ضريح الفيلسوف السهروردي من ناحية ، و سينما أوغاريت من ناحية !! مبنى الأوقاف و مقر حزب البعث و من تحته محل الشهيدين الشريكين الرائعين ، عبد العليم صباغ و د . نذير زرنجي ، لبيع الألبان و أجبان الحلوم 

جامع العبارة بمنارته المربعة الأنيقة ، صممه المهندس مصطفى اليازجي و افتتح سنة 1965 م ، مؤذنه الأول فنان الإنشاد صبري مدلل - كان إمامه جارنا في سيف الدولة من فلسطين شديد السمار ، توفي كهلا و شاهدت جنازته و بقيت بعدها سنوات أتوهمها ليلا ، رحمه الله - و على بعد خطوات الكنيسة العتيقة الرابضة بتخومه تسمع أجراسها ممتزجة بنسيج التسامح و الإلفة العميقة ، و على زاويتها وكيل ( أكاي ) الذي اشتريت منه نسخ الكاسيت لتسجيل أشرطة أبي الجود ، مرات كثيرة . و على امتداد جادة الخندق محلات السمان و الصباغ ، و أروع مذاق للشيكولاتة و جوز الهند


كل شيء يوحي بالعبور و التنوع و التألق ، لكن الفراق ضيف اللقاء ، فالعبارة صغيرة و هادئة و شاهدة عيان ، عماراتها الوقفية مثار التباس و ارتياب مالي منذ إدارة د . صهيب الشامي ، و بعض مصالحها الصناعية صودرت بحجة أن أصحابها من ( عصابة ) الإخوان المسلمين !! مكتب جبهة التحرير الأرترية أغلق أبوابه و فرع البعث - القائد للدولة و المجتمع - ذهب لمنطقة أخرى و لم يعد ، و جريدة الجماهير بلا جماهير 


القنص و القصف و القتل المجاني و الدماء التي تسقي أرصفتها و أشجارها ، ديدن يوميات العبارة .. و حتى يحصل العبور و التغيير

الاثنين، 4 مارس 2013

الشيخ خضر .. لا يكذب أهله

شاهدت عشرات المقامات للخضر - عليه السلام - في أماكن كثيرة ، بعض الصوفية يعتقدون بخلوده .. حي الشيخ خضر في حلب خالد بشهدائه ، خالد ببطولاته و شهرة شيخه القرآني التي لا تضاهى

في 10 / 12 / 2011 م قامت أسماء الأسد الأخرس بزيارة لنادي التميز - مدرسة مجدل شمس - و قدمت الوعود المعسولة للأهالي هنا بالمستوصف المنشود ، بتزفيت الشوارع الفرعية ، بإصلاح محولات الكهرباء ، بتشغيل الشباب العاطل عن العمل إلخ إلخ .. أكثر من 50 مدخنة لمعامل السباكة تنشر السموم في أنحاء الحي الشعبي الشهم ، الذي يطلقون عليه ( حارة التنك ) ربما استخفافا بنظام النظافة و تنظيم المهملات ، و الذي جعل منه متميزا متحضرا متمردا على أكاذيب الأسد الأخرس


لم تف أسماء بوعودها بل قام زوجها في 5 / 8 / 2012 م بقصف مدرسة النازحين ، مما أسفر عن استشهاد 4 سيدات و إصابة العشرات .. شهداء كثر صغار و كبار و عجائز قتلهم السفاح الإسخريوطي ، منهم الطفلة ديانا حمدون - 10 سنوات - و السيدة صبوح عزيزي و العم محمد الحسين - 84 سنة - و الشباب أحمد ديبو و أحمد حمادة و مراد زيدان و مجد تلجيني و مالك السيد و خالد عثمان و خليل أرنب و عمر دحدوح و ناصر خلوف


أحد الأطفال أصيب عمدا برصاص قناص يوم 28 / 2 / 2013 م ، و جامع ( عبد الله بن عمر ) كان شاهدا و نذيرا و سراجا منيرا بمظاهراته الرافضة للرافضة و للأمر الواقع الذي يريدون !! سليمان الحلبي البطل جاره القبلي و قبلته ، و حي الصاخور شرقه المشرق و بستان الباشا غروبه الذي لا يغرب .. الشيخ فارس الولي الوفي العارف و عين التل جيران الشمال و الشمائل ، و هو الرائد الذي لا يكذب أهله


الإمام الخضر كان البصر و البصيرة و الغيب و الخير ، قال له موسى : هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ؟ قال إنك لن تستطيع معي صبرا و كيف تصبر على مالم تحط به خبرا ؟؟


الخبر اليوم نصر مؤزر لثورة الخير و الحق و الحرية ، رغم كل الدم و الدمار و الأسى و الأذى

الأرض الحمراء

أكتب كلماتي من القاهرة ، قرب بيت الشاعر أحمد شوقي ، قرب من كتب للشآم سنة 1925 م : سلام من صبا بردى أرق .... و دمع لا يكفكف يا دمشق / و للحرية الحمراء باب .... بكل يد مضرجة يدق

الأرض الحمراء في حلب على طريق الباب ( باب بزاعة أسطورة الريف و أسوارته ، دخلها المسلمون سنة 16 ه بقيادة حبيب بن مسلمة ) هي عين المدينة الشرقية ، حاجبها الأعلى جبل بدرو - بدر الشهداء - و رمشها السفلي كرم الميسر ، و طريقها باب الحرية الحمراء . سواقي الدماء تنتشر في روابيها الباكية على أطفالها و أبريائها و أحبابها ، في 22 / 2 / 2013 م كان موعدها الأدمى مع صاروخ المجزرة !! ههههههههه يظن نفسه انتصر على شعبه ، هذا الجاهل الجهول ويله من غضبة شعبه و يله من غضبة الحق و أنياب الحرية

عذرا لكم ، أتمعن في أسماء الشهداء الأطفال فيغلبني دمعي ، لم أستطع تدوين أسمائهم الغالية أو تصور أجسادهم الغضة الممزقة وهم ينتشلون من تحت الأنقاض ، أنقاض الإنسانية المهترئة التي تترك وحشا سفاحا هكذا دون أن تلجمه .. أطفال لا ذنب لهم بشيء و لا دور لهم بشيء ، تركوا ألعابهم وراءهم و تركوا لهذا العالم القذر حقائبهم المدرسية الحزينة و دفاترهم الممزقة ، و ذكريات أرض الدم الجوري الأحمر، التي كانت قبل نصف قرن أرض الفستق الحلبي الأخضر
حسبي الله و نعم الوكيل
حسبي الله و نعم الوكيل

ملحوظة للسفاح : في مصر الكنانة التقيت بالعديد من ألوان الطيف السياسي ، كلهم - رغم تناقضاتهم - يتفقون على كراهيتك يتفقون على تأييد ثورة الشعب السوري العظيم