الاثنين، 26 نوفمبر 2012

باب قنسرين

هو الباب 5 الذي أعبر عبيره ، لكنه الباب 1 حميمية و حنينية و مصابيح مغروسة في الأضلاع ! خارجه غربا برية الكليماتي و قبر أبي و عظام جدي و ابن عمومته الشيخ أحمد شنون الحجار النبوي و حي الكلاسة ، و باطنه المحمص و العادلية - جامع الشيخ الرباني عبد القادر عيسى ، تأسس سنة 1555 م - و قلعة الشريف و كل حلب القديمة ، بناه سيف الدولة و جدده الملك الناصر في 654 ه فكان من روائع الحصون و الحاميات ، في دركاته 4 أبواب متتالية و خان و طاحون و قبر الولي الشهير خليل الطيار و البيمارستان الأرغوني و المباني الأثرية و الأوابد التاريخية

قنسرين ( بالسريانية وكر النسور ) تبعد 30 كم جنوب غرب حلب و تعرف الآن بالعيس ، أساسها آرامي و فيها مقام النبي صالح ، كانت مدينة و حاضرة فصارت قرية صغيرة .. لكن بابها هنا استبدل خريفه ربيعا و ماضيه نشرا و نشورا ! مسجد الطرسوسي أمام الكريمية إمام حراك الحرية في باب قنسرين ، أحيانا كانت مظاهراته يوما بيوم كما في 27 و 28 / 9 / 2011 م ، و أحيانا شهداؤه مجازر جماعية كما في 21 / 9 / 2012 م حين سقط 5 مدنيين بقذيفة هاون ، و 21 / 10 / 2012 م حين سقط 8 شهداء منهم عائلة كاملة ( حسن فاخوري و والدته و شقيقته ) . و رغم قلة قاطنيه تعرض للقصف العنيف في 1 / 10 / 2012 م ، و رغم قلة قاطنيه خرج أحراره في 12 / 10 / 2012 م !! في سنة الثمانين و أمام جامع الرومي قتلوا عائلة قوجة ، و قتلوا أحمد درويش ، و الآن يقتلون حسن خياطة و كل هؤلاء


الجاهلية المكشرة و أكدارها و أدبياتها قوارير عتيقة ، قدام قوانين التغيير و الأقدار الحقانية .. آلاف النازحين آلاف الجرحى عبروا عبارته ، لكنه لن ينزح لن يجرح - و هو مثخن الجراح - قرر أن يصنع ذاته و يسقي زيتونه ، يدا بيد و ساعدا بساعد

كرم الجبل

الله أكبر ، نحن نصعد القمة نحن نسمع الهمة .. كرم الجبل ، إشراقة الأحياء الشرقية و سنامها و سناها ، زمامه لا إكراه لا كراهية لا استبداد لا استعباد ، ثقلت موازينه شهامة و شهادة و أحجارا من ضوء القمر

لفتتني فيه مظاهرة 20 / 7 / 2011م و مظاهرة 20 / 7 / 2012 م ، ما بينهما صفحات تمرد و ثورة و مظاهرات قيصرية لا تكل أو تتراجع !! لهذا كتبوا على جدرانها المدمرة قبل انسحابهم في 10 / 11 / 2012 م : نحن رجال الأسد ، عجبي

أشهر سكان هذا الحي عشيرة البطوش الشهيرة بصناعة البرغل - القمح المجفف - و صناعة الكرامة .. سيذكر التاريخ أن مظاهرة خرجت تحت القصف بتاريخ 7 / 8 / 2012 م ، و أن 17 حبيبا مدنيا استشهد في 1 / 10 / 2012 م بقذائف العار ، و أن أجزاء دمرت من جامع عبد المجيد المصري يوم 23 / 10 / 2012 م .. التوأمان بعمر سنة واحدة ( أبوهما الشهيد ياسر عفورة و أمهما الشهيدة فاطمة فارسي ) قضيا عصافير إلى الجنة يرفرفان في فيافيها الخضراء ، نهار 29 / 7 / 2012 م

الطفلة الشهيدة فاطمة جزماتي و سميرة بطوشي و مطيعة شوكة و عمر قبلاوي و عقيل قبلاوي و مصطفى قبلاوي و محمد الجابر و محمود مداراتي و محمود الأشقر و محمود السيد و عبد الكريم عمري و علاء طاووز و بشير غول و بركات كمكوم و حسن فارسي و زكريا المحشي ، قرابين قصص للمقهورين و المترقبين


يقع الجبل جنوب العرقوب شمال قارلق و الشعار شرق ثكنة هنانو ، أعلن في الإعلام عن تحريره عسكريا في 18 / 11 / 2012 م .. جامع الإسراء و جامع الشيخ عبد الله سراج الدين - رحمه الله - و جامع المصري و مستوصف ميسلون و الكرم و الجبل ، كلما نبض عرق في قلبي منها ، قلت : آآآآمين

الخميس، 22 نوفمبر 2012

الجابرية .. والطفل

جدتي الطيبة ( نانا صباح ) مرآة عذوبة و مرح مذبوح ، ذهبت معها أياما لمنزل شقيقها محمد في ( الجابرية ) و تعرفت على آفاق جديدة رحيبة .. دوما أنجرف لتلك الليالي ولا أتجلد ، القطة الحجرية التي أخافتني في العتمة و ابنة خالي إيمان التي صنعت معها بيوت البراءة و اللعب و ناديا و ليلى و الحديقة القريبة و الفرن المزدحم ، تتبدل الصور و تبقى الجابرية شهيرة صغيرة كبيرة

هو حي تم تخطيطه سنة 1325 ه و ينسب للحاج ضياء الجابري - أمين الفتوى - الذي كان متصرفا بعقاراته هناك ، يقع إلى الشمال من قلعة حلب ، شرقي السليمانية و الحميدية .. من بين سطوره و سطوعه يبزغ اسم جامع ثوبان - رضي الله عنه - و منبع التظاهرات السلمية ، كان الشبيحة فيه لا يرقبون في الأحرار شأوا ولا شفقة ، اعتدوا عليهم بالسواطير و الحراب في 23 / 6 و 2 / 8 / 2011 م يوم نصرة حماة الفداء ، و كذلك في 14 / 8 و 15 / 8 / 2011 م بعد التراويح يوم نصرة الصاخور و اللاذقية


يقول الإعلامي أحمد موفق زيدان ( قناة الجزيرة 15 - 8 - 2012 م ) أن النظام المستهتر جند 170 ألف شبيح لخنق مدينة حلب ، عدا الأمنيين و الحزبيين و زبانية لبنان و إيران ! هؤلاء لم يجدوا حائلا دون نهب البيوت و الدكاكين في 15 / 9 / 2012 م ، أو دك مدرسة عبد المطلب بالمدفعية الثقيلة ، أو قصف الشقيقة ( أقيول ) من تحت الجسر في 17 / 9 / 2012 م


في الجابرية أيضا اختطف شبيحة الماردل الشاب محمد قطان يوم الثلاثاء 28 / 8 / 2012 م ، ثم رموه جثة هامدة أمام الكبار و الصغار . الشهيد الطفل أنس ريشي و أحمد المصري و أحمد الخلف و وحيد مامو و غسان الصيرفي ، كلهم أحياء من الحي ، عند ربهم يرزقون


الشاب عبد القادر دهني ، التبست عليه الحقيقة و آثر جانب السلطة السوء ، لاقى حتفه صريعا في ريف إدلب .. ليته كان مع قومه و هويته


أقاصيص لا تنته و مداد من مدد الثورة العظمى ، لا تسبيح بعد اليوم بحمد الأسد - سيد الوطن - المزعوم ، و لا مكان لتماثيله و أوثانه و أوباشه

الشيخ سعيد رقم 1

في حرب 6 / 10 / 1973 م أسقطت طائرة إسرائيلية في منطقة الشيخ سعيد ( وقتها أخذني أبي مع صديقه محمد سويد لرؤية حطامها ، رحمهما الله ) وفي 7 / 11 / 2012 م أسقطت طائرة حربية في ذات المكان !! المقاومة هي المقاومة و الحق هو الحق و الأرض عربية عربية ، بكل التذكارات و الجذور و رايات الحرية إذ تتنفس

كانت قرية قريبة - جنوبي المدينة - تتفرق في بساتينها مياه قويق سواقي و سقيا ، ثم صارت ضاحية تضم صناعات ضخمة كالإسمنت و المطاحن و الدباغة و محطة المعالجة و المسلخ الآلي ، ثم شملها العمران و إذ بها امتداد الثورة في الثورة .. الشيخ سعيد أكبر أحياء حلب مساحة و أقلها سكانا - 30 ألف نسمة - فيها ضريح و مشهد الصوفي الصالح سعيد - وسعه و حسنه الأمير خيري بك الطويل - يحدها شرقا المطار الدولي و شمالا الفردوس و الدعدع و غربا السكري و السكة ، مدخله الجغرافي جسر الحج و مدخله الوجداني شهامة و رجولة و بارودة ، هب منتفضا و منتصرا للباب و الأتارب و عندان و تل رفعت ، و متصديا لشبيحة آل ميدو
في 23 / 7 / 2012 م أعلن عن تحرير حاجزه العسكري ، و في 30 / 10 / 2012 م أعلن عن تحرير كامل الحي بعد يوم فقط من تدمير منارة مسجد عمر بن الخطاب .. قبل ذلك سقط 7 شهداء و عشرات الجرحى مقابل الفرن بقذيفة مبصرة يوم 11 / 8 / 2012 م ، لكن القصف الأعمى طاول كل شيء في 11 / 11 / 2012 م


الشهيدة منتهى حمو قتلت داخل بيتها في 31 / 10 / 2012 م ، و الشهيد محمد بركاوي قنصوه قرب مستشفى الحياة في 3 / 10 / 2012 م .. الشهداء أحمد خطاب و حسين الأحمد و عبد الله مردغاني و علي أبو السمايح شموع و شامات في ثورة الطريق و طريق الثورة


الشيخ سعيد رقم 1 في التصنيع الثقيل ، رقم 1 في الرؤية الوطنية و الخريطة العمالية .. ثغر حلب البسام

الأحد، 18 نوفمبر 2012

الأكرمية والذئاب

عواء الذئاب يشق صفو ( الأكرمية ) و برك الدماء المتناثرة كأنها المسك الأحمر و الأسود ! عندما كنا نعبرها في السبعينيات عائدين من بنيامين - قرية غربي حلب فيها مقام النبي بنيامين بن يعقوب - نسمع بعض العواء البعيد ، يضفي على تلك البراري الرهبة و الارتياب

شبت الأكرمية كما جامع البراق لم تبال بمشيب الأهوال ، و كأنها براءة الصدق و الدهشة في لحظة عشق استثنائية .. فجأة صرخت من أعماقها ( يا الله ) لم تكن تعترض على بشاعتهم ، فلماذا يعترضون على غفرانها ؟. هي صدى الأعظمية شرقا و حنين الحمدانية جنوبا ، وجعها كان مختفيا و جراحها متوارية ، سرقوا صباها و صبيانها و غدها المنتظر


خرج أحرارها في 10 / 1 / 2012 م يردون على الخطاب الركيك لابن جلا ، و في 13 / 1 / 2012 م خرجوا لدعم الجيش الحر ( قرارهم ما حك جلدك مثل ظفرك ) مظاهراتها المتواترة خلدت مدارس طيفور و العمر و بنت الشاطئ - المفكرة المصرية عائشة عبد الرحمن 1913 / 1998 م - و صبيحة 27 / 1 / 2012 م كانت تكبيراتها تطاول السحاب في عليائه نصرة لحمص و حماة و الساحل ، لم يمنعها الظلام أو تخيفها الأنياب منتصف ليل 5 / 3 / 2012 م فأقامت مسائية ثورية . الشهداء الغوالي أيمن رجو و محمد نبهان عطار و عبد الله بستاني و عبد الرحمن حميشة و عبد الكريم عسكري و سعيد بطايحي قليل من كثير ، فالذبح الجماعي بدون هوية هواية الذئاب ، عشرات الشهداء قضوا حتفهم في 9 / 7 / 2012 م ، الإعدامات الميدانية حصدت 45 شابا شهيدا في 5 / 9 / 2012 م ، و في 24 / 9 / 2012 م اكتشف فيها 8 شهداء .. المضحك المبكي ذلك الضرب المبرح لطفل صغير أمام الفرن في 25 / 9 / 2012 م ، على البيعة


الأكرمية كربلاء حلب ، نفس الله كربتها و كربة كل سورية ، ياآآآآآآ رب

عيون العامرية

في القرآن الكريم : سيعلمون غدا من الكذاب الأشر / 26 - 54

رفيق لطف - من قناة الكوثر - ادعى من شاشة الفضائية السورية في 12 / 11 / 2012 م ، أن أهالي حلب يطالبون الجيش بتدمير منازلهم ، حتى يتخلصوا من العصابات المسلحة !! من رأى مظاهرات عباد الله الرحمن الرحيم في حي ( العامرية ) الأسبوعية و نصف الأسبوعية و الليلية و النهارية ، سيندهش بمدى محبتهم لجلاد الوطن


مظاهرات جامع آل بيت النبي و جامع البدوي - الذي قصف في 8 / 11 / 2012 م - و مدرسة الصناعة ، بادلهم النظام فيها حبا بحب و من الحب ما قتل ، فقتل الطفل مصطفى مهملات برصاصة قناص في 22 / 10 / 2012 م ، و قتل أنس مهملات و محمود دعاس و سعد ويسي و زكريا عوفي و خالد قيلش و حسن عبد الفتاح و حسين نمر و فاضل أمين و يحيى روم و يحيى بيزمية و عمر دابك ، خرج بجنازة الشهيد عمر دابك رجال و نساء العامرية في 21 / 4 / 2012 م


في 7 / 11 / 2012 م رمى النظام 10 جثامين مجهولة على قارعة الطريق ، و قبل 50 يوما ألقى جملة براميل تي إن تي بوقت واحد .. الشهيد المسن الذي قتلوه في 17 / 9 / 2012 م لم تعرف هويته
العامرية في بغداد أيضا مولعة بالشهادة ، قصفوا ملجأها الشهير بتاريخ 13 / 2 / 1991 م ، و استشهد وقتها 400 مدني ! لكن التنهدات لم تعد تهطل من أشجار عامرية حلب ، صارت نصف بسماتها دماء و نصف بطولاتها فداء ، في 17 / 9 / 2012 م قام أحد ثوارها بإلقاء قنبلة يدوية داخل دبابة .. من عيونها الذارفة تلحظ عمق الألم و لمعان الأمل


العامرية أو ( تل الزرازير ) جنوب غربي المشهد و حلب و شمالي الراموسة ، أنشأت معظمه مؤسسة الإسكان العسكرية ، و هدمت معظمه فوهات مدافعها الثقيلة ، كما في الفيلم المؤرخ 11 / 8 / 2012 م

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

السليمانية .. الحكيمة

اجتهد المشاء بالنميم أن يشعل الفتنة مابين الغالبية المسيحية في ( السليمانية ) و محيطها المسلم ! قام بتفجير سيارة مفخخة في 18 / 3 / 2012 م ، و بث بدائه ملايين الإشاعات قبيل انسلاله منها .. خير رد كان مسيرة الشموع و الشراكة يوم الخميس 5 / 4 / 2012 م
تأسس حي السليمانية في حلب سنة 1313 ه ، فكان فيصلا ما بين الشرق و الغرب ، الميدان و السريان و جنوبي الشيخ مقصود . و هو ينسب لسليمان الجلبي - أحد أصحاب البساتين هناك - و ربما يعرف باسم حارة الخياط ، نسبة للمحامي جرجس سمعان الخياط
تحضرني على تخومه صورة جامع التوحيد ذي الأربع مآذن ، و كذلك عيادة أم كربو للعلاج الطبيعي - والدة المذيع مهران يوسف - في شارع النيال المؤدي لمدرسة المعري و مقر المخابرات السياسية . و على امتداد طريق السليمانية الرئيس غربا ، شارع عبد الله يوركي حلاق ( 1911 - 1996 م ) و هو شاعر وطني له قصيدة شهيرة بمدح نبي الإسلام - عليه الصلاة و السلام - منها : إني مسيحي ، أجل محمدا .... و أراه في سفر العلا عنوانا


انطلقت بواكير مظاهرات السليمانية بتاريخ 26 / 4 / 2011 م و 29 / 6 و 19 / 10 / 2011 م ، و أضرب الحي في 2 / 6 / 2012 م بعد قرابة شهر من قمع النشاط الطلابي في 9 / 5 ، لإثبات حقيقة الانتماء الحضاري لمسيحيي المشرق ، و أنهم جزء لا يتجزأ من أوركسترا شعبنا .. أيضا قام الفتان بمحاولة تصفية حساب في 24 / 7 / 2012 م ، لكن عملية التفجير انفضحت قبيل ثوان فقط من حدوثها ، لم يشف غليله إطلاق الهاون في 10 / 4 / 2012 م . سارع بقصف دير الأرض المقدسة في 30 / 8 / 2012 م ، ثم قصف كامل الحي في 9 / 10 / 2012 م ، ثم إصابة كنيسة اللاتين في 11 / 11 / 2012 م


وارتان مطفيان سقط بقصف السليمانية في 26 / 9 / 2012 م ، و قبلها في 8 / 9 سقط 3 شهداء بقذيفة هاون ، و قبلها في 27 / 7 سقط 4 شهداء أيضا .. عند التلفون الهوائي قمعوا تجمع الأحرار 4 / 7 / 2012 م ، و اختطفوا الشابين الكرديين حجي علي مصطفى و عبد الرحمن محمد في 11 / 10 / 2012 م


قهوة الجمال حولوها لأحد فروع سيريا تيل ، إنما ثقة الحي بتاريخه و وشائجه لم تتبدل !! نطقت حكمة السليمانية بالشرح و ألم نشرح : أيها اللواص وريث الطائفية ، لعبة الصليب و الهلال مو شغلتك ، مالك خبزة عنا ، ورينا عرض كتافك

مهداة للمناضل السوري الكبير الأستاذ جورج صبرا ، مع خالص التحية

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

محنة المحافظة

حي سكني أنيق متنوع التضاريس و المشارب ، جرحاه أكثر من شهدائه و معتقلوه أكثر من جرحاه .. آلاف الضحايا مروا من هنا حيث فرع أمن الدولة - رقم 322 - ولم يرجعوا ، منذ عشرات السنين أو عشرات الأسابيع

هذا المربع المخابراتي يتربع في أحلى بقعة ، و يتربص الدوائر بكل حلب و ريفها ، ذكرته منظمة أفاز في 9 / 1 / 2012 م كواحد من أسوأ مراكز التحقيق ، رئيسه العميد أكرم محمد ( في الثمانينيات كان عمر حميدة يساعده سيده أليف وزة ) !! يقابله قصر المحافظ و من ثم القنصلية الروسية ، من معالمه الفرنسيسكان - الفرير - و نقابة المهندسين و جمعية المحاربين القدماء و دار التوليد و .. سوق الإنتاج ، مركز السحر و السعد لكل الأطفال كل صيف ( افتتح أول مرة أيام جمال عبد الناصر سنة 1960 م ) وهو يعرض المنتجات الصناعية و الزراعية السورية


المحافظة - شرقي الجامعة و غربي الجميلية و جنوبي السبيل - حي قرر أن لا يبقى أسيرا أو كسيرا ، قرر أن يواجه الخناجر بالحناجر و أن يكون زرقاء اليمامة . جاءه الثوار يوم 3 / 7 / 2012 م و ضربوا القرصان بجبهته ، رد أوباشه بالقصف العشوائي
في 2 / 6 و في 4 / 6 وفي 25 / 8 وفي 12 / 10 / 2011 م خرج أحرار المحافظة نصرة للمحافظات ، و في 19 / 7 / 2011 م خرجوا من جامع الفتح .. يوم 20 / 11 / 2011 م غيروا أسماء الشوارع لأسماء الشهداء ، شيعوا محمد ورد و يوسف الجبولي و ميشيل أسود


استهدفت المحافظة بالمدفعية الثقيلة في 10 / 10 / 2012 م ، و العقوبات الآنية هي انقطاع النت و الآنتريك و المياه ! العبوات الناسفة كما في 29 / 5 / 2012 م فركة أذن إضافية .. في 13 / 5 / 2011 انشق مساعد أمني و في 10 / 10 / 2012 انشق مساعد آخر ، كلاهما تحدث عن الأساليب الإبليسية لكتم الصوت و منع الصورة . رغم ذلك خرجوا من جامع السبيل و غيره في 2 / 7 / 2012 و 10 / 8 / 2012 م ( هو جامع الشباب المسلم إمامه الأستاذ جميل عطار الذي تدمروه 15 سنة ، و كان خطيبه الشيخ أبا الخير زين العابدين ) عل المحنة بفرع أمن الدولة تتبدد ، و يقام الوزن بالقسط


اجتزته كثيرا في طريق جامع الرحمن و خطيبه الموفق سيرجية ، رحمه الله ( التقيت مرات في الباص بأبي دجانة مؤذن المسجد و منشد الثمانينيات ) و مرة في حزيران 1979 م ذهبت مع أمي لفرع المخابرات ، نسأل عن أخي سليم المعتقل لديهم ، لكن الحراسة الحديدية طردتنا من البوابة
أعتقد أن الأستاذ فاتح الراوي ، كان يسكن حي المحافظة

السبت، 10 نوفمبر 2012

بلليرمون و الليرمون

ماذا فعل الأسدان بالجيش السوري ؟؟ الأب أفشله مع المحتل ، و الولد حشره لتقتيل شعبه !! رأيت على اليوتيوب فيلما لهروب الدبابات داخل الأحياء ، عند حاجز ( الليرمون ) الذي أطبق عليه الفتية الأبابيل في 5 / 11 / 2012 م ، و شر البلية ما يضحك

بلليرمون ، قرية سابقة اعتمدت - بقرار جمهوري - كحي حلبي سنة 1981 م ، تقع شمالي المدينة على طريق اعزاز الدولي المؤدي لمعبر السلام . اسمها سرياني ( يعني مكان الدعاء للإله بعل أو بل ، وفق المؤرخ علاء السيد ) و عمرها آلاف السنين .. تعاملت معها السلطة كاللقيط ، و تركتها في قلب الصقيع تخمد نيرانها - بقيت مرة 40 يوما دون ماء - و شبهتها الدائمة المخالفات و العشوائيات ، و هكذا أثارت شهية اللصوص و شهوانية العلق

 
الحاجز البائد عند الدوار شرق شمال الجندول ، كان يمتد مئات الأمتار و ضحاياه بالعشرات ، معظمهم دفنوا ولم تعرف هوياتهم ! و شهداء عرف منهم : أحمد عبود و أحمد صبحي صالح و أحمد كلزية و أحمد الشريف و محمد الخطيب و موفق سراج و مأمون الجاسم و عبد الإله الحداد - وهو ولادة منبج البحتري - و فادي اسكيف و ديبو اسكيف و عمر كركتلي .. الشهيد خالد الجندي طلب منا أن نذكره عندما نحتفل بالنصر ، روحي فداء عيونك يا حبيبي

البلاغة الإيجاز و بلليرمون هي الليرمون ، بطولات و بسالة تقطر من صفحاتها . أحرارها هبوا لفزعة إخوانهم كرات و مرات ، لكنها الآن مشوهة التضاريس بكثرة الحفر التي سببتها براميل المفترس ، و الدمار مر على كل شيء حتى مسجد معاذ و جامع أبي بكر و الشركة السورية للنفط
الذي أسقط حاجز الليرمون ، ومن قبله جدار برلين ، ومن قبله الإتحاد السوفييتي .. شيء شبه وحيد هو ( الكذب ) و الثورة السورية ثورة على الكذب ، لا ريب

الخميس، 8 نوفمبر 2012

الجميلية .. في القلب

غص مخفر ( الجميلية ) يوم الجمعة 1 / 7 / 2011 م بالمعتقلين من المظاهرة ( منهم بعض الأطباء و المحامين ، و ابن الفنان عمر حجو ) كما هدرت شوارع هذا الحي - الملتصق شرقا مع ساحة سعد الله الجابري و غربا بالرازي و سكة القطار - بصهيل الحرية الحمراء نهار بركان حلب في 30 / 6 / 2011م ، و قبلها في 13 / 6 من أمام عبارة السيديات ، و بعدها في 17 / 8 / 2011 م حتى 13 / 5 / 2012 م ، و ما بينهما

شاركت في إضراب الكرامة 11 / 12 / 2011 م وفي 2 / 6 و 16 / 6 / 2012 م ، و الطريف مظاهرة أطفالها غرة تشرين الأول الماضي قرب البريد ! حراك الجميلية و حساسية جغرافيتها و ترياق الحنين الحزين ، أيقظت تراكمات الماضي و تغاريد الغد .. كان هناك شهداء الثمانين يفوقون الثمانين ، ترى جامع الصديق - تأسس عام 1352 م - يزدان بوجوه صفوح حلاج و شقيقه أحمد و خالد كتكتة و عبد المعطي محفوظ و عمر ناصر آعا و غيره و غيره ، عتباته تعطرت بدماء البطل مصطفى قصار ، و مكبراته صدحت مرة بموشحات سيد النقشبندي رحمه الله .. اليوم دماء الشهادة تغسل الذاكرة و الشرف الرفيع ، الشهيد عز الدين خلف و عبد المنعم رجب و جمال ملص و حسام أرمنازي و محمد النجم ، كلهم نجوم الجميلية قتلوهم بدم بارد بدم بارد


حي الجميلية في قلب حلب ، دائرة معرفة و تنوع ، من الوالي الطيب جميل باشا - 1893 م - إلى عائلات الجابري و المدرس و فنصة و الميسر و الوفائي ، كان اسمها الحلبة ثم صار السليمية و كان فيها قصر سيف الدولة ، هي مزيج من التذكر و النسيان .. دار الأرقم دار الإخوان المسلمين في شارع اسكندرون ، و مسرح حلب الأوحد ، و مقهى العطري و الصالة الرياضية و المحكمة العسكرية و الأمن السياسي و حارة اليهود و القيمرية ، و سلورة حلاوة الجبن و المكتبة اليسارية التي اشتريت منها قصة ( جان دارك ) للمدرسة ، و دكان أبي لبيع الصباغات المستوردة ، إلخ إلخ .. كأنها أساطير مسطورة ، كأنه انشطار الزيف و انتظار الوليد


كأن لعنة الأسد تطاردنا .. لتعيد لنا إنسانيتنا

الاثنين، 5 نوفمبر 2012

جمعية الزهراء

من العجائب أن حلب وقد بلغت من العمر عتيا ( 10 آلاف سنة ) قد أنجبت أحدث أحيائها الراقية ( جمعية الزهراء ) منذ ربع قرن فقط !! و أن يكون فيها مجمع المخابرات الجوية و الشريحة البشعة التي تستحل المحرم و تدنس المقدس ، اللواء ديب سلامة و العقيد زهير بيطار و المقدم ماجد و النقيب وعد إلخ .. إنهم أعوان اللواء جميل حسن ( شاع قوله لمعلمه : اسمح لي بقتل مليون لأنهي الثورة ثم أذهب إلى لاهاي ) تورطوا ليس في مسؤوليتهم عن المنطقة الشمالية و التجسس على الدبلوماسيين و مكاتب السفر ، بل في اقتراف جرائم ضد الإنسانية و ترويع الأبرياء و الأحرار و القصف قريب و بعيد المدى

في 11 / 3 / 2012 أعدموا ميدانيا 8 معتقلين ، وفي 15 / 9 / 2012 قتلوا 6 آخرين و ألقوا بجثامينهم قرب حاجز كفر حمرا ، و في 2 / 10 / 2012 رموا بجثث 15 شاب على أبواب الحي ، وفي 4 / 11 / 2012 قتلوا 13 مواطن معتقل .. إنه غيض من فيض


جمعية الزهراء أزهرت بشهدائها البررة و نجومها التي لا تنطفئ ، أحمد هاكة و أحمد خليف و أحمد فاعور و أحمد الفصيح و باسل حمادة و بشير الشامي و تركي خصيم و صالح عطار و محمد غالية و محمد أبوراس و ياسر دعبول ، و سعد الدين ريحاوي و ابنه مازن و شقيقه ( وجدوا جثامينهم عند دوار المالية في 11 / 8 / 2012 ) و جنبا إلى جنب خرجت مظاهراتها الموارة بالحرية ، من جامع كعب و جامع فاطمة و جامع سعيد و جامع حمزة و جامع محمد الشامي ، من جامع حمزة هتفت لتريمسة الجريحة في 24 / 7 / 2012 م .. ومن قلب العتمة و انقطاع الكهرباء ليلة 24 / 12 / 2011 م خرج أحرارها كالشهب لنصرة حمص الحبيبة


من مدارس الطبري و البيروني و جرير ، و أمام بيوت الشهداء أنس أورفلي و رفاقه الأبطال ، لم ينقطع صوت الثورة و هديرها و زئيرها !! جمعية الزهراء الأصغر سنا و الأكبر سنانا ، باترينة حلب من الشمال الغربي و غربي المحلق و شمالي الجامعة و الجمعيات ، من أكثر المناطق شهامة و شهادة و هواء نظيفا عليلا


أختم بما كتبه الشاب المختطف من الفرع الجوي في 2 / 11 / 2012 م ( سام غنوم ) المسيحي الوطني عضو نادي الجلاء : حرمت الكتابة عن وطني فحجبت حريتي عن مطالبتي بها ، فبدأت أنسج من الأفكار خوف السطور و رعشة الكلمات و سطوة الموت

الأحد، 4 نوفمبر 2012

سر .. الخالدية

أهدى أبو الفرج الأصفهاني موسوعته ( الأغاني ) لمدينة حلب ، و أهدت حمص - العدية النجية الأبية - اسم ( الخالدية ) لشقيقتها الشهباء .. خلعته بدورها على حي ( العمران ) الحديث نسبيا - سمي وقتها على اسم الشركة المنفذة - و هو المنبسط شمالي شارع النيل و حتى تخوم جمعية الزهراء ، على الأطراف الشمالية الغربية لحلب

الخالدية سر ذائع من سيرة السيف المسلول ( خالد رضي الله عنه ) و ورقة من غصنه النضر ، يخترق أسوار الروح و الرتابة و العمر المعلب . أخذني إليها أكثر من مرة زوج خالتي ( محمود عرب سعيد ) أتذكر فيها الشارع الصاعد المشتهر لاحقا ببيع الخضار المقشرة الجاهزة للطبخ ( أطعمة الدلال ) و بعدها تعددت و تنوعت مجالاته التجارية ، إلى أن حدث نفسه بالثورة شريكا أصيلا مع الأحياء الأخرى و المناطق السورية .. الشهيد محمد أحمد العبو سقط دفاعا عن الحجر الأسود في 18 / 7 / 2012 م ، و الشهيد أحمد السيد سقط دفاعا عن حي صلاح الدين في 22 / 8 / 2012 م ، كلاهما من رحاب الخالدية


خرجت عشرات المظاهرات من جامع الغفران و العمران و الشافعي ، منها المظاهرة الطلابية في 24 / 5 / 2012 م .. الشهداء من الصغار و الكبار ، منهم أحمد دياب و أحمد عبد الرحمن و جمال أو جميل مراوي و حمزة عبد الكريم و محمد عبد الكريم و طلال شحرور ، تناثرت دماؤهم بقعا حمراء ، فامتزجت مع أوراق الزهور و النباتات في المعرض السنوي المعروف هناك


بتاريخ 5 / 8 / 2012 م اكتشفت 13 جثة مجهولة لشهداء قتلهم فرع الأمن الجوي المجاور ، و في 28 / 10 / 2012 م قصفوا فيها عائلة نازحة فأبادوها بالكامل .. النازحون حيثما تحركوا سقط السقف ذاته فوقهم ، حماهم الله من هذا النيرون و نيرانه ،، إنها تفاصيل و صفحات لن تنسى في سجل الحرية المضرجة ! تعبت الخالدية في حمص و تعبت الخالدية في حلب ، لكن الروح لم تتعب لم تتغير لم تتغبر


و إذا كانت النفوس كبارا .... تعبت في مرادها الأجسام

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

الأنصاري الشرقي

في الياروقية غربي حلب القديمة ( اليرق بالآرامية هو الأخضر ) رأت امرأة صالحة رؤيا لشيخ يقول : انظروا قبر صاحب رسول الله ، سعد بن أيوب الأنصاري . فلما ذهبوا للمكان المرشد إليه وجدوا قبرا و جثمانا ، اتخذوا عليه مسجدا و انتسبت المنطقة بجبلها و سهولها و بساتينها إلى .. الأنصاري ! المفارقة أن ضريحا آخر في المحلة بمصر لسعد الأنصاري - رضي الله عنه - الذي كان من قادة جيش عمرو بن العاص

بيتان يعودان بذاكرتي إلى هناك ، بيت الحاج بشير أبو اصطيف - ابن عم أبي - و بيت الحاج عبد السلام أبو كامل - ابن خالة أبي - أول حي الأنصاري الشهير و شرقيه ، لم أكن أدري أننا كنا نعيش أحلى أيامنا ! في عدد الغارديان البريطانية 30 / 10 / 2012 م حديث عن دمار حلب الحالي ، كأسوأ دمار لمدينة كبيرة بعد برلين في الحرب العالمية الثانية 1945 م ، إنه عقاب الوحوش البشرية و امتحان شجاعة الشعب ، دون أن تظهر النتيجة و لن تظهر و هيهات أن تظهر


في لحظة ملامسة الحقيقة يتقدم التاريخ و ترتفع قبضات القبضايات ، ثورة المجتمع السوري هي العاصفة الممتدة من حوران للحسكة ، تقتلع بالضرورة محاكم التفتيش و عقود الزيف و الشذوذ .. قطعوا الماء و الكهرباء و الإتصالات و المواصلات عن الانصاري الشرقي ، قصفوها بالمدفعية الثقيلة من منطقة الراموسة ، ردت بمظاهرات التضامن الأنصارية مع سيف الدولة ( الساعة الثانية و الثالثة ليلا .. هل تصدقون ؟ ) . في 23 / 5 / 2012 م خرجت عدة مدارس متجاورة في وقت واحد تهتف للحرية و شروق الشمس ، و في 30 / 7 / 2012 م استهدفوا مستشفى زرزور ، وفي 10 / 9 / 2012 م استشهد فيها 4 أحرار - و جل سكانها أحرار و أنصار - و في 5 / 10 / 2012 م احترق منزل بكامل سكانه


استشهدت الشابة هبة وتار بتاريخ 3 / 10 / 2012 م ، و استشهد عمر حردان - طفل بعمر سنتين - و أحمد درويش و ابراهيم مخزوم و صلاح قمند و فادي قمند و ياسر عرب و يحيى دبلوني و غيره و غيره . العنف الدموي و البطش المدمر و حرق الأخضر و اليابس ، لم يمنع مظاهرات جامع الرحمة و جامع البتول و جامع العباس ، شارع السنديان لن تركع سندياناته بعد الآن كما حي السكري المجاور ، كما كل أحياء حلب