الأحد، 4 نوفمبر 2012

سر .. الخالدية

أهدى أبو الفرج الأصفهاني موسوعته ( الأغاني ) لمدينة حلب ، و أهدت حمص - العدية النجية الأبية - اسم ( الخالدية ) لشقيقتها الشهباء .. خلعته بدورها على حي ( العمران ) الحديث نسبيا - سمي وقتها على اسم الشركة المنفذة - و هو المنبسط شمالي شارع النيل و حتى تخوم جمعية الزهراء ، على الأطراف الشمالية الغربية لحلب

الخالدية سر ذائع من سيرة السيف المسلول ( خالد رضي الله عنه ) و ورقة من غصنه النضر ، يخترق أسوار الروح و الرتابة و العمر المعلب . أخذني إليها أكثر من مرة زوج خالتي ( محمود عرب سعيد ) أتذكر فيها الشارع الصاعد المشتهر لاحقا ببيع الخضار المقشرة الجاهزة للطبخ ( أطعمة الدلال ) و بعدها تعددت و تنوعت مجالاته التجارية ، إلى أن حدث نفسه بالثورة شريكا أصيلا مع الأحياء الأخرى و المناطق السورية .. الشهيد محمد أحمد العبو سقط دفاعا عن الحجر الأسود في 18 / 7 / 2012 م ، و الشهيد أحمد السيد سقط دفاعا عن حي صلاح الدين في 22 / 8 / 2012 م ، كلاهما من رحاب الخالدية


خرجت عشرات المظاهرات من جامع الغفران و العمران و الشافعي ، منها المظاهرة الطلابية في 24 / 5 / 2012 م .. الشهداء من الصغار و الكبار ، منهم أحمد دياب و أحمد عبد الرحمن و جمال أو جميل مراوي و حمزة عبد الكريم و محمد عبد الكريم و طلال شحرور ، تناثرت دماؤهم بقعا حمراء ، فامتزجت مع أوراق الزهور و النباتات في المعرض السنوي المعروف هناك


بتاريخ 5 / 8 / 2012 م اكتشفت 13 جثة مجهولة لشهداء قتلهم فرع الأمن الجوي المجاور ، و في 28 / 10 / 2012 م قصفوا فيها عائلة نازحة فأبادوها بالكامل .. النازحون حيثما تحركوا سقط السقف ذاته فوقهم ، حماهم الله من هذا النيرون و نيرانه ،، إنها تفاصيل و صفحات لن تنسى في سجل الحرية المضرجة ! تعبت الخالدية في حمص و تعبت الخالدية في حلب ، لكن الروح لم تتعب لم تتغير لم تتغبر


و إذا كانت النفوس كبارا .... تعبت في مرادها الأجسام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق