الخميس، 8 نوفمبر 2012

الجميلية .. في القلب

غص مخفر ( الجميلية ) يوم الجمعة 1 / 7 / 2011 م بالمعتقلين من المظاهرة ( منهم بعض الأطباء و المحامين ، و ابن الفنان عمر حجو ) كما هدرت شوارع هذا الحي - الملتصق شرقا مع ساحة سعد الله الجابري و غربا بالرازي و سكة القطار - بصهيل الحرية الحمراء نهار بركان حلب في 30 / 6 / 2011م ، و قبلها في 13 / 6 من أمام عبارة السيديات ، و بعدها في 17 / 8 / 2011 م حتى 13 / 5 / 2012 م ، و ما بينهما

شاركت في إضراب الكرامة 11 / 12 / 2011 م وفي 2 / 6 و 16 / 6 / 2012 م ، و الطريف مظاهرة أطفالها غرة تشرين الأول الماضي قرب البريد ! حراك الجميلية و حساسية جغرافيتها و ترياق الحنين الحزين ، أيقظت تراكمات الماضي و تغاريد الغد .. كان هناك شهداء الثمانين يفوقون الثمانين ، ترى جامع الصديق - تأسس عام 1352 م - يزدان بوجوه صفوح حلاج و شقيقه أحمد و خالد كتكتة و عبد المعطي محفوظ و عمر ناصر آعا و غيره و غيره ، عتباته تعطرت بدماء البطل مصطفى قصار ، و مكبراته صدحت مرة بموشحات سيد النقشبندي رحمه الله .. اليوم دماء الشهادة تغسل الذاكرة و الشرف الرفيع ، الشهيد عز الدين خلف و عبد المنعم رجب و جمال ملص و حسام أرمنازي و محمد النجم ، كلهم نجوم الجميلية قتلوهم بدم بارد بدم بارد


حي الجميلية في قلب حلب ، دائرة معرفة و تنوع ، من الوالي الطيب جميل باشا - 1893 م - إلى عائلات الجابري و المدرس و فنصة و الميسر و الوفائي ، كان اسمها الحلبة ثم صار السليمية و كان فيها قصر سيف الدولة ، هي مزيج من التذكر و النسيان .. دار الأرقم دار الإخوان المسلمين في شارع اسكندرون ، و مسرح حلب الأوحد ، و مقهى العطري و الصالة الرياضية و المحكمة العسكرية و الأمن السياسي و حارة اليهود و القيمرية ، و سلورة حلاوة الجبن و المكتبة اليسارية التي اشتريت منها قصة ( جان دارك ) للمدرسة ، و دكان أبي لبيع الصباغات المستوردة ، إلخ إلخ .. كأنها أساطير مسطورة ، كأنه انشطار الزيف و انتظار الوليد


كأن لعنة الأسد تطاردنا .. لتعيد لنا إنسانيتنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق