الجمعة، 28 ديسمبر 2012

حيوا .. الراشدين

مكث الراشدون في خلافتهم 30 سنة ، و ترجل من حي الراشدين 30 شهيدا !! مجزرة 29 / 9 / 2012 م كانت الأكثر ترويعا
حتى سنوات قليلة كان جمعية سكنية بيضاء ( معظم حجارة حلب بيضاء ) اشتهر أن لا ماء ولا مجاري ولا مدارس و لا مصحات فيه ، رغم وجود ألف عائلة على الأقل و رغم أنه لا يبعد عن القلعة سوى 9 كم و عن حلب الجديدة 2 كم ، شمال غرب الحمدانية و جنوبي المنصورة .. وضعوا هناك - فقط - مجمع البحوث العلمية ، مستجيبين بطريقتهم لوصايا عالم النفس الإنساني إبراهام ماسلو - 1908 / 1970 م - في سلم الحاجات البشرية ، استجابة تذكر بالحراثة في البحر


السوريون على الفطرة و الحسنى ، بعضهم ظن خيرا بالطبيب الوريث بشار حافظ الأسد ، صدقوا وعوده و عهوده و ثرثرته الكثيرة ، توهموا منه وصف الشاعر : ولا أحمل الحقد القديم عليهم / و ليس رئيس القوم من يحمل الحقدا .. و حدهم أبناء المفكر جودت سعيد كتبوا ( لا ) في استفتاء آب 2000 م ، اعتقلوهم أسابيع تأديبا و تأنيبا و فركة أذن


مركز البحوث هذا بات مركز المباحث و المصاوب ، حراسته قتلت يوسف النجار و أصابت امرأة و طفلا عمره 3 سنوات . في 1 / 7 / 2012 م خرج أحرار الراشدين من جامع الراشدين نصرة للحولة ( حولة الحسن و الحسام ) رد السفاح كان جاهزا ، قصف عشوائي في 7 / 7 و 8 / 7 / 2012 م .. معارك ضارية انتهت بطرد الباطل من مركز البحوث في 17 / 9 / 2012 م ، رد السفاح كان جاهزا باستهداف محولات الكهرباء الحديثة و القصف من مدفعية الزهراء ، طيران الميغ و السوخوي يخترق جدار الصوت و جدار الحياء
في 30 / 11 / 2012 م هدموا مئذنة عثمان بن عفان - حزن عليه أبو بكر و غضب عمر و تألم علي - و في 18 / 12 أجهزوا على المزيد .. رضي الله عن الراشدين و العشرة المبشرين


أقول لسيرغي لافروف الذي أشاهده على الشاشة : الجغرافيون أجدادنا أطلقوا على قومكم في خرائطهم ( بلاد يأجوج و مأجوج ) و في القرآن الكريم أنهم مفسدون في الأرض !! سيعود السد ثانية مع بلادك و أقوامك و سياساتك

ثورة السكري

عرف الشعب طريقه  في ( حي السكري ) و اختار أن يكون ظهيرا لثورة الشعب السوري العظيم ، مروءة ، و شهامة ، و بسالة ، و تضحية . رفع صوته و سواعده حتى الشمس ، و سكب من دمه بسخاء حاتم الطائي ، و منذ 15 / 3 / 2011 م وهو لا يخاف في الشهادة لومة لائم

أواسط السبعينيات كان حيا صغيرا و كنت طفلا صغيرا ، أذهب مع أصحابي إلى محل والدهم هناك ، نحمل إليه ( مطبقية ) الغداء فيكافأنا بفرنكين لكل واحد ، نشتري بهما خسا  زاهيا من دكان الخضرة و نغسله من مضخة أحد آبار المزارع في طلعة المشهد . أتذكر ملامح الرجل الغامض الذي ذاع صيته ( أبو العمرين ) و اسمه سليم حيدر ، كان يخرج من بيته على حصان أشهب و يلبس اللباس العربي الفلكلوري المزركش ، شخصيته تشبه الممثل محمود مرسي - عتريس السينما المصرية - يتفرق الناس من طريقه و يزجون تحياتهم المضطربة له : على راسي خالي أبو العمرين

حي السكري ، آخر أحياء حلب في جنوبها الغربي ، يحده من الشرق خط القطار و منطقة الشيخ سعيد ، و غربا الأنصاري الشرقي و أطراف المشهد ، و بوابته الأوسع و الأهم هي من جهة جسر الحج - نقطة وداع و استقبال قوافل الحج قديما - و في السنوات الأخيرة توسع لحدود تل الزرازير و الراموسة الصناعية جنوبا ، و بات مكتظا بسكانه المحليين و المختلطين ، و مزدهرا بحركته التجارية الناشئة ! إنه حي شعبي بسيط و طيب و محافظ ، قدم - وقد حصحص الحق لديه - أروع أمثلة الوفاء و المؤازرة لأشقائه و شركائه على أرض الوطن المستيقظ ، و تحمل تبعات ذلك قصفا و نسفا و مذابح فاجرة لا ترعوي .. و من الطريف خروجه للتظاهر صبيحة عيد الفطر 1433 ه وسط أطلال عماراته المتهدمة

لقد استشهدت فيه عائلات بأكملها ، مثل أسرة الشهيد مصطفى زريق و زوجته فاطمة عرعور و ابنهما أحمد ، ذبحوهم كالأغنام داخل بيتهم . و كذلك الصيدلانية الشهيدة آسيا الباشا و أطفالها ، و العائلة التي قضت بالقذائف المجرمة ليلة 4 / 5 / 2012 م . و استشهد أطفال مثل أقراص العسل ، طارق عقيل و بدر الدين صادق و سواهما ، و كذلك عجائز كالعم سمير حمشو .. ناهيك عن عشرات الأحرار و الأبطال ، محمود كردية ، أحمد ستر ، محمد قصاب ، يحيى كسبو ، مهند عثمان ، أحمد حلاق ، حمود جرك ، منهل محمد ، عبد الهادي الشامي ، حسين مسطو ، أحمد محبك ، عمر موفق ، عمر دباك  و غيره و غيره ، و ما يزال قطار الشهادة سائرا

كنت أتمنى أن يكون مختار السكري ( عبد الفتاح توتنجي ) مع أبناء شعبه ، لا أن يأسره الجيش الحر في 19 / 8 / 2012 م بتهمة التشبيح ، ولا حول ولا قوة إلا بالله

ثورة السكري و السكاكر ، هي ثورة النور و العدل و الشرف والهوية ، أدخلت هذا الحي للتاريخ من أوسع أبوابه.

الأشرفية .. نموذجا


منتصف ثلاثينيات القرن الماضي ، ابتدأ البناء على تلك الهضاب الواقعة شمال غرب مدينة حلب ، و التي كانت وقفا عثمانيا للمدرسة الأشرفية قرب اسطنبول . و بالتالي نشأ ( حي الأشرفية ) الطريف - و غير المتطرف - بتركيبته السكانية مابين غالبية كردية و أقليات عربية و شركسية و تركمانية ، و أيضا مسيحية ففيه دير قديم و كنيسة واسعة يراها الداخل للحي من جهة الجنوب .. هذا الحي أراد أن يضرب المثل بوحدة أبنائه و ترابطهم الوطني و تمازجهم الثوري ، فاشتعل الوعد في مشاعره و حناجره ، و تحدى مختلف الظروف و المكائد ، و مضى يفتت تحت أقدامه صخور المعاناة و عذابات السنين ، لكي تحلو المسيرة و تتحرر الحياة و يسترد مفقوداته

أيام رمضانية قضيتها فيه لدى خالتي التي كانت تسكن هناك سنة 1980 ه .. تستهويك موزاييكه و ألوانه العرقية الأليفة و المتآلفة فأنت عربي كلاسي و جارك كردي ( أو كوردي ) عفريني و جارك الآخر ريفي حريتاني و هذا مارديني تركي و هكذا ، و الجميع تجمعهم قبة المسجد الجميل بمئذنتيه الشاهقتين ، كنا نراهما من دوار الكرة الأرضية آنذاك . أذكر فيه توافد البسطاء و الطيبين لزيارة ( الولي ) المدفون داخل مسجد آخر الخط ، و كذلك الألحان الفلكلورية الكردية العذبة و سيمفونية ( الطبل و المزمار ) و رقصات القرويين و زغاريد الفرحة ، و كذلك دار العجزة و أغصان أشجاره و أريج أزهاره ، و محلاته المتنوعة و المكتنزة بالتسامح و الحب الكبير

توسعت الأشرفية كثيرا في العقود الأخيرة ، و ضمت العديد من التجمعات العمرانية كحي بني زيد ، و لعل أسماء معالمه توحي بمقدرته الفذة على العيش الطبيعي و المشترك في ظل قواسمه الحضارية و الإنسانية الغلابة ، فهذا جامع صلاح الدين الأيوبي و تلك حديقة طارق بن زياد إلخ . و هو عكس ما تروج له السلطة الغاشمة من بث للأكاذيب و نشر للأراجيف عن الوحدة الوطنية المهددة بدون نظامهم الظلوم ، و حتى في الثمانين قدم كوكبة من خيرة أبنائه ، كان منهم الشهيد عمر كعكة الذي قضى تحت التعذيب

الآن اختارت الأشرفية السبق في الثورة ، فخرجت منها مئات التظاهرات و شهدت عشرات الاعتصامات سيما أمام فرع الأمن الجنائي ، و كانت من أكثر الأحياء التزاما بدعوات الإضراب و العصيان المدني . قدمت أول صحفية شهيدة بتاريخ 10 / 3 / 2012 م ، و قبل ذلك و بعده قدمت الكثير من الشهداء الأشارفة ، الشهيد محمد سيدو ، الشهيد عدنان ديبو علي ، الشهيد كمران مصطفى ، الشهيد جلال محمد علي ، الشهيد فرحان قوجة ، الشهيد يحيى جمال ، الشهيد أحمد حبلص ، الشهيد محمد حداد ، و غيره

الأشرفية نموذج مشرق واعد لإعلان الثورة الحقيقي : واحد واحد واحد الشعب السوري واحد .. الأشرفية في القلب

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

رحيل التمثال

التصفيات الميدانية في مدخل حلب الغربي أول طريق الشام ، عند عقدة التمثال القديم ( من ذلك 4 شبان أعدموا بالرصاص يوم 9 / 11 / 2012 م في الغابة القريبة ) هي بعض شلالات الدم السوري التي استساغها و استعذبها منحبكجية الوثن ، رغم تكسير مئات الأوثان لأسرة الأسد كما في حي الشهباء بتاريخ 21 / 7 / 2012 م

الحواجز المتفشية من دوار الموت أو الحمداني أولا ، و حتى دوار الموت أو الباسل جهة دارة عزة ، مرورا بالجسر و النفق مكان ( التمثال ) القديم و نزولا للكرة الأرضية ، تورطت باعتقال الآلاف و تقتيل المئات .. الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكدت في 22 / 12 / 2012 م اعتقال 40 ألف مواطن من محافظة حلب


كانت منطقة الصنم أو التمثال مشكاة المدينة ، أوائل السبعينيات كنا نذهب إليها أويقات الأصيل و أيام الربيع . تلك الفلالي المديدة و شمس المغيب و هجمة القمر تأسر ألباب الإنس و الجن ، قرقرة الأراجيل و روائح الشواء لم تكن تشدني ، من يصدق ؟؟ الذي يدغدغ أحلامي كان منظر أعمدة الإنارة المتتالية البيضاء كسلسال فضة على جانبي الشارع ، ولا أحلى !! وسط المستديرة هناك كان تمثال الخصب ، رجل الفلاحة و من حوله أسدان و أدراج و نوافير ملونة و حشد أزهار مختلفة الأنواع و متنوعة الأريج ، تتناغم مع المكان الوحشي كتناغم النجوم مع العتمة . أنجز هذا النصب في 1968 م النحات وحيد استانبولي - 1940 / 1994 م - و وقت أزيل منذ 6 سنوات وضعوا هيكلا حديديا على الدوار البديل ( الحمداني ) قبل 500 م تقريبا من الغرب ، فيما صنع عبد الرحمن مؤقت التمثال البرونزي لباسل الأسد ممتطيا مهرته - وزنه 8 أطنان - عند الدوار الثاني .. الخليفة الرشيد كافأ رجلا ماهرا بإدخال الإبر ببعضها من بعيد بمائة دينار و عاقبه بمائة جلدة ، لتبديده موهبته . الشيخ نسيب الرفاعي نزع بمطرقته تمثال صورة جمال عبد الناصر في إحدى مدارس حلب سنة 1961 م ، كما سمعت من أخي رفعت


رحل التمثال إلى المجهول لكن نغمة الماضي لن ترحل .. لن يلتق مع تماثيل هولاكو إلا إذا انكسر أحدهما

باب .. اللون الأحمر

على بعد مائتي متر شرقي المدرسة السلطانية ( قبالة بوابة القلعة وافتتحت في عهد الملك العزيز الأيوبي سنة 620 ه ) وضعوا موقف باص سبير الحسبي ، هو سبيل الحسبي و الماء السلسبيل الذي كان يتدفق من قصر الشيخ يوسف الحسبي منذ 1280 إلى 1395 ه .. و على بعد عشرات الأمتار شرقي هذا الحي المملوكي الذي ينسب لعالم الأمراء و أمير العلماء ( عثمان بن أحمد بن أوغلبك ) وما بين بابي الحديد شمالا و النيرب جنوبا يقع باب الأحمر و جامع باب الأحمر المبني سنة 885 ه ، لكن باب الأحمر لم يعد يؤدي لقرية الحمر - ظاهر حلب - ليس لأنه هدم مطلع القرن الرابع عشر الهجري فحسب ، بل لأن الدم القدسي يغطي كل بقعة من أزقته و ممراته التراثية الدامعة ! أخذوا أحجاره إلى الرباط العسكري في 1885 م ، و أخذوا أحراره إلى الأمن العسكري في 2011 م

عندما أنظر لهذه البقعة من حلب القديمة ينفرم قلبي ، كل الأسى الإنساني و مالا يخطر في الخاطر فعلوه ، لم يتركوا إفكا أو إفسادا يعتب على شواربهم ، صبغوا كل الألوان باللون البشري الأحمر .. الشهيدة ميساء جليلاتي و الشهيدة وهيبة حسكور و الشهداء إبراهيم الآغا و أحمد المزيدي و محمد الحموي و محمد أطرش و عبد الرحمن طويلة و عبد الغفور أبو شعر و علي سليمان و يوسف منصور ، و أسرة سعودي في 8 / 8 / 2012 م و الشهداء المجهولين في القذف المدفعي الملعون يوم 21 / 10 / 2012 م ، ضحايا ضحايا ضحايا
باب اللون الأحمر و جامع الحموي و عتبات الصيادي و الخلف و الأمير عثمان و النزيف الأحمر ، ورود جورية قانية يصل شذاها كل أفق و كل شفق


في حي ( صلاح الدين ) فقط أكثر من ثلاثمائة شهيد !! ماذا تريد الباطنية أكثر من ذلك ؟؟

ملحوظة : ما أقوله ليس لوحة سيريالية قشيبة ، أو تغريدة تويتر

السبت، 22 ديسمبر 2012

الموكامبو .. و الأعظم

ارتبط اسم هذا الحي الراقي بمطعم و منتزه كان هناك مطلع السبعينيات - بعدها صار صالة للمفروشات - و الكلمة ليس لها ترجمة سوى علاقتها بفيلم سينمائي ظهر سنة 1953 م من بطولة كلارك غيبل ، وقتئذ قال منتجه أنه قصد بموكامبو معنى ( الأعظم ) و المعنى في قلب المنتج . و لأنه يقع مابين السبيل شرقا و الشهباء غربا و الخالدية شمالا و أقصى شارع النيل ، أحسب أن بعضه كان العمران و الأندلس بعضه .. أحيانا تنتقل الأسماء و تختلف فالبحرين - مثلا - كانت تطلق على الإحساء أو المنطقة الشرقية في الجزيرة العربية

طيلة عقود و عناقيد الموكامبو تداعب توقي و شوقي دونما تفسير ، الكثير من عوائل حلب التاريخية استقرت هنا على التخوم الشمالية الغربية . حادثة تفكيك العبوة الموضوعة داخل علبة مكياج في 26 / 4 / 2012 م - معلومات عكس السير - ترمز لصورة و صوت الحي ، و كذلك للعروق العميقة غير المرئية مابين السوريين و شرائحهم المجتمعية ، فالشعب اليوم متحد موحد بفكرة التغيير و استحقاقات كسر قيوده ، متناسج بدمه و حبره و مزاجه


في 2 / 6 و 1 / 7 / 2011 م كما 19 / 1 / 2012 م مظاهرات تحت وابل الرصاص !! و صبيحة 2 / 2 / 2012 م غرد أحرار الموكامبو مع عصافيره الملونة تذكيرا بحماة الشقيقة و الصديقة و نواعير الأنين ، رفعوا علم الاستقلال ولافتة : لن نركع أبدا لن نركع .. تظاهروا في 8 / 5 أمام مأكولات باباي ، واعتصموا بذكرى النكسة 6 / 6 و في 28 / 7 و 9 / 8 و 2 / 9 / 2012 م كانوا يهدرون حقا و حرية و حراثة ، حرائر و صبايا تمردن على الأزياء و أحمر الشفاه ، شغلتهن قضية الوطن الأكبر الذي ضج على الورم و الذبح اليومي و الفرامانات العرفية ، خرجن بعطرهن الجديد و جهرهن الأبقى في 21 / 7 / 2012 م


هذا المستبد لا يستح أو يرعوي ، قذائفه سقطت قرب باتشي في 26 / 10 / 2012 م ، و قصفه تواصل في 24 / 11 و 26 / 11 و 28 / 11 / 2012 م .. قطع الكهرباء 5 أيام متواصلة عن منطقة الماركات ، أصاب 4 أشخاص بالرصاص الحي في 4 / 12 / 2012 م . المستشفى العسكري آل إلى مخلب قط بترسانته و فوهاته ، في قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية رهط من الموكامبو ، سبعة في يوم واحد هو 30 / 8 / 2012 م

المسلمية .. و المشاة

أبو فرات ( العقيد يوسف جادر ) قائد اقتحام مدرسة المشاة في 14 / 12 / 2012 م ، لخص قبيل استشهاده بلحظات صدقية و مقاصدية الجيش الحر ، أعرب عن تأثره وتوجعه من سقوط الضحايا و تدمير المدرعات و المركبات .. كأن قدر الثورة السورية ركوب الأسنة و قدر أبي عبيدة بن الجراح أن يسربل أباه بسيفه

المسلمية ، ضحى حلب و ضاحيتها ( 40 كم شمالا و 15 كم المدرسة أو الكلية ) على طريقها من مستديرة الجندول و حتى الحدود الدولية ، مستشفى الكندي و السجن المركزي و المنطقة الحرة و معسكر التدريب الجامعي ، و مخيم حندرات الفلسطيني ( صليت الجمعة فيه مع الشهيد أيمن الخطيب صيف 1979 م ، و لفتني وجود تابوت داخل الجامع ! ) افتتح كل هذه السهول المكتظة بالمزارع و المنتزهات حبيب بن مسلمة - رضي الله عنه - و .. عند دخول المحتل البريطاني حصلت قرب حريتان - جنوب غرب المسلمية - معركة مع العثمانيين بتاريخ 26 / 10 / 1918 م ، انتهت بمقتل القائد الإنكليزي الذي أقاموا له نصبا و ضريحا معروفا


العم قويق الآتي من عنتاب التركية إلى المسلمية إلى حيلان و العويجة ( نادي التورينغ ) إلى عين التل ، كان - و قناته العتيقة - نهر الريف الحلبي الأشهر واستطاع تخليد تاريخه و تأريخ خلوده ، حتى المسلمية صارت مسمى للعديد من قرى وادي النيل في مصر و السودان و غيرهما


كانت مدرسة المشاة - مساحتها 3 أكيال مربعة - المعقل الأخطر ميدانيا في صب حمم الجحيم من دباباتها و مدافعها ذات المدى البعيد على كل المنطقة ، سيما اعزاز و تل رفعت و عندان ، استشهد براجماتها مالايحصى قبل هروب عميدها آدم سليمان تحت جنح الظلام . الأرض هنا لم تشهد فقط المعارك الطاحنة و القنابل العنقودية و الانشطارية ( أسقطت طائرة ميغ يوم 12 / 2 / 2012 م ) بل شهدت عصيان السجن المدني في 12 / 8 / 2011 م


كانوا يلقون الخبز من الحوامات على العسكريين المحاصرين في المشاة كما يوم السبت 1 / 12 / 2012 م ، كانوا يقتلونهم إذا استجابوا لنداءات الثوار و رجاءاتهم المدوية بمكبرات الصوت !! كان أول الشهداء المقتحمين محمد سالم ، تبعه الملازم أول أحمد طلاس و الناشط الإعلامي أحمد ليلى و عمار العاصي و عمر البيانوني و محمود مبيض و محمود عبود و حسن درويش و خالد يحيى و وضاح ناصر ، و محمد رجلة القادم من حرستا الشآم ، و غيرهم رحمهم الله جميعا


السؤال اليانع : إلى متى تتعاقب الحرائق على قلبي و وطني ؟؟

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

الجلوم الكبرى والصغرى

من مكتبة أخوي الكبيرين سليم و رفعت ، قرأت ألف ليلة و ليلة ، لم أجد مثل ( الجلوم ) حيا تتمثل فيه أساطيرها ، بيت عمتي أنموذج عمران عربي بنافورته و شجيراته و فنه و أفنانه !! للجلوم المقسمة إلى كبرى و صغرى و الممتدة من العقبة شمالا و قنسرين جنوبا ، مذاهب في تفسير التسمية منها : جل القوم ، فهم من العلا الغربي لحلب القديمة . اشتهرفيها من الغابرين المشايخ نجيب خياطة و جميل عقاد و محمد كلال ، ومن الأحياء اللواء ( محمد الفارس ) رائد الفضاء السوري ، الفنان صباح فخري لم يهاجم ثورة السوريين كما فعلت ميادة الحناوي

الأزقة الضيقة و المغلقة هنا ، كم أضاعتني و أنا أتشاطر لأختصر الطريق إلى الخالة أم ربيع - الزوجة الأولى لمعلمي في السوق إسماعيل عطار - أحمل لها حاجياتها من السقطية ، وتر التسامح المتصل من مسجد أبي يحيى لكنيسة الشيباني ( أقيمت في القرن 12 م ) لا يضاهى أو يضارع ، مثل الصخرة المغناطيسية المعروفة للحي . باب السعادة ( أنشأه الملك الناصر سنة 654 ه) مابين الكلاسة و باب أنطاكية ، بقي خرقا بعد عين ، يجاوره زعتر الناصر و حلويات الطرقجي و الفوال الحمامي و مزار الشيخ شهاب الدين - من قادة صلاح الدين - و .. في أحد أيام صيف تموز 1980 م أخرجوا كل الذكور المدنيين و مددوهم على الزفت اللاهب فوق بعضهم كاليبرق ، بعد استهداف دورية راجلة . تلك الفترة سقط شهداء بالجملة من أل حفار و حماد ، و من الذين عرفتهم عبد الرحمن شعبان قصاب - من نجوم فرقة أبي الجود - و جمال عيار و جمال بي و محمد رسلان


يتشابه التاريخ لكنه لا يكرر نفسه ، في سنة 2012 م استشهدت الطفلة نور آلا - 8 سنوات - و هناء دليل ابنة بنت خالتي في 3 أيلول ، و عبد الله دليل و فراس رحمو و أديب تلي و يوسف بوادقجي و محمد بعيج و مصطفى مخزوم و زياد حمامي - سائق قنصه حاجز خربة غزالة في 18 / 9 / 2012 م - و ذات النهار كانت عمدان الدخان تتصاعد من الجلوم ، القصف الجوي و البري أورث دمارا هائلا .. رأيت فيلما يندى له جبين العالم ، رجل مصاب و زوجته يهربان مذعورين من قناص في 11 / 12 / 2012 م
و أمام هول الحدث توقفت شهرزاد عن الحديث

الأحد، 16 ديسمبر 2012

الفرافرة .. الهديل و الهدير

أسمع أنباء العدوان على حي ( الفرافرة ) فأعود إلى ارتعاش الطفولة ، أنتعش من معين أسوار القلعة و أحيائها و حكاياتها . قصف الجائر هنا نصف تاريخ حلب ، يا للعار ، أورد الأمة أهوالا و ما زال يكابر !! في 7 / 8 و 8 / 8 و 6 / 10 و 2 / 11 و 30 / 11 و 1 / 12 و 2 / 12 / 2012 م هدم بمدافعه و نيرانه الدور و القصور و المعالم ، كما مدرسة سيف الدولة و النجاة

في الجغرافيا تمتد الفرافرة من شمال القلعة و المدرسة الإسماعيلية ، إلى حدود الجديدة شمالا ، و البياضة شرقا و باب النصر و السبع بحرات غربا . و في الهوية هي ملمس الزمن خصوصية و عراقة و حضارة رابضة ، و في الشخصيات هي موطن المفكر المبتكر عبد الرحمن الكواكبي و شاعر الإنسانية المؤمنة عمر بهاء الدين الأميري و الداعية الشهيد أمين يكن . قيل إن اسمها بسبب غزارة مياهها عن سائر الأحياء ، فيها أول دار للحكومة و أول سجن و أول حمام للسلطان صلاح الدين .. كنت أفرح لزيارة بيت عمي جانب جامع العثمانية ( المدرسة الرضائية أنشأها سنة 1143 ه عثمان باشا ) و أتذكر هناك شجرة التوت و مقام النسيمي و قهوة البرتقال و عظمة الصمت ، في حاراتها سكون الأحياء و هدوء الحياة ( لا تسمع فيها لاغية ) كان لا يخترقه سوى هديل الحمام - كقيثارة حزينة - و حفيف الأشجار يصل من داخل البيوت العربية و القناقات التركية ، و الآآآآن تسمع هدير المروحيات و هجوم المجنزرات و المدرعات
المدرسة الشعبانية ( أسسها شعبان آغا بن أحمد و كان مديرها الشيخ عبد الله سراج الدين ) تعرضت للدمار الجزئي ، كانت ما تزال تبكي أستاذها ( محمد عثمان جمال ) المفقود منذ 1980 م .. تلك السنة افتقدت الفرافرة لفيفا من فلذاتها ، الشهداء من آل إدلبي - المحامي أمين و نجليه أسامة و أنس - و حسان كرزون و محمد دبابو و ناظم عنداني ، والده الشيخ عمرعنداني حمامة مسجد الهندي جنوبي العثمانية . إلى الشمال منه خوخة الأرمني العجوز وانيس ، كثيرا ما أوصلنا له الطعام من امرأة عمي


العثمانية أيضا منبر الداعية الشيخ أحمد عز الدين البيانوني - رحمه الله - و حواليها آل الشريف و المدرس و المرعشي و القدسي و اليكن

المقام المبارك

باب المقام .. و الحب من اللمحة الوحيدة ! عندما رأيته أحد أيام الثمانين دخل قلبي و روحي ، و من أكون بجانب نور الدين الشهيد - 511 / 569 ه - تقي الملوك الذي عشقه و جدده و زخرفه و عطره و كان يتعبد فيه ؟

من أسمائه ( الباب القبلي ) و قد افتتح عبقا و عبورا إلى مقام الخليل إبراهيم - عليه السلام - و مقامات الصالحين و الشيخ الحزين جنوب شرق حلب القديمة ، أثناء ولاية الملك العزيز بن غازي قرابة 612 ه ( تولى السلطة و عمره 3 سنوات !! ) وإلى حقبة المرداسيين كان مايزال كنيسة جرى تجديدها سنة 420 ه .. يلاصقه غربا مسجد و مقامات الأربعين وليا و خان الشاوي ، و من عوائله آل بيك و بوشي و الشعار و الناصر


أحيي باب المقام و نافذة التاريخ و أترقب - في مقبلات الأيام - تقبيل عتبات شهدائه : الحسين فردوسي و الصالح بلوة و محمد طوطح و نضال ناعورة و عائلة الأورفلي - الذين استشهدوا ببرميل بارود - و محمد حجار - الدرويش المقتول تعذيبا - و محمد ديبو حجار ( قنصوه في السبع بحرات و دفع أهله 100 ألف ليسمح لهم الجائر بسحب جثمانه ) و أيضا .. كان هناك محمد حجار من ضحايا الثمانينيات ، و محمد جوخة و محمد قرقناوي و محمد حمامي و عادل حشيشو ، رحمهم الله . تربة مخضبة بمدد الإباء و دماء الأباة ، إنه الحي الذي ولد فيه علامة حلب و مفتيها د . إبراهيم السلقيني سنة 1934 م


يروي دارفيو - قنصل فرنسا - أنه في عام 1680 م كان يوجد في حلب 75 قنصلية ، و يروي الأحرار أن منطقة باب المقام شهدت 75 مظاهرة سنة 2011 م ، كما في 30 / 6 و17 / 7 و 12 / 8 و 18 / 8 . و يروون كذلك أن المدفعية في 26 / 2 / 2012 م ، دكت منطقة باب المقام المبارك


أول السطر : هدم الحجاج الكعبة سنة 73 ه و هدم هولاكو حلب سنة 658 ه و هدم تيمورلنك حلب سنة 803 ه و هدم الزلزال حلب سنة 1237 ه .. بنيت الكعبة ثانية و بنيت حلب ثانية و عاشرا


السوريون أقسموا أن يهدموا أوثان الأسد ، السوريون يقولون لباب المقام و الشيخ الحزين : لا تحزن إن الله معنا

لأنه .. الشيخ فارس


لم نشهد الولي البستاني الحلبي الشيخ فارس ، لكننا شهدنا شهامة حيه و شجاعة شهدائه .. لم نعرف أولئك التجار الحضارمة الذين نشروا دعوة التوحيد ، لكننا عرفنا آثارهم و مكارمهم جنوب شرق آسيا و مدينة أمان الله و ألوف جزر الهادي و الهندي
شرشه أخضر مو يابس ( جذر النبات بالسريانية ) و هو مثل موروث عن نضارة الشيخ فارس !! كان من أقران الشيخ الأكبرعبد القادر الكيلاني مطلع القرن السادس الهجري ، لا يشق غباره و لا صلاحه .. أما هذا الحي الصغير حجما و الكبير نجما ، فإنه يقع جنوب عين التل و غربي الحيدرية - شمالية حلب - أنشئ ستينيات القرن الماضي على عتبات شيخه و مسجده الأشرف ، و عندما أزفت الثورة صار قلبها الدافئ و نبضها الدامي ، بل شيخها القابض على الجمر و الثائر على الجمر ، تتجلى الحقيقة فيه و تتجمل جلية الحق


في 29 / 9 / 2012 م قصفوا هناك مبنى الإعلاميين و المراسلين ( قرب مدرسة مجدل شمس ) لا يريدون لشمس الشهود أن تشرق ! قصفوا من مسافات سحيقة صالة سيبال و النقشبندي و معالم الحي الأبي و مناراته ، سابقا رد على عدوانهم بالإضراب الشامل في 2 / 6 / 2012 م ، و رد ثواره بإسقاط طائرة الميغ التي أرادت قتل الشيخ فارس في 7 / 11 / 2012 م


الطفل محمد نور الخطيب - 12 سنة - و الطفل محمد عبدو الخطيب - 10 سنين - قتلا داخل بيتيهما .. شهيدان و عشرات المصابين بقذيفة ابن سبأ يوم 27 / 10 / 2012 م ، الشهيدة ميساء قبلاوي و 5 شهيدات نازحات من البوكمال الباسلة في 15 / 9 / 2012 م . الشهداء داوود داوود و فؤاد عبد المجيد و فارس عبد الكريم و علاء أبو شعبان و صبحي الشريف و صالح الشريف و صهيب عبود و محمود عكرش ، كلهم من غراس الأرض الطيبة


لأنه الشيخ فارس ، كانت مظاهراته متوالية لا تتثاءب ، ذات ملامح شيخها الولي

الاثنين، 10 ديسمبر 2012

باب الفرج

قلب المدينة المعاصر ، و المعتصر ألمعية و أسبقية و أريحية .. باب الفرج

لم يوجد منذ 1904 م ، لكن وجد منذ عهد الملك الظاهر غازي ( ابن صلاح الدين ، والي حلب من 581 إلى 613 ه ) كان أصغر الأبواب إنما أكثرها شهرة و أحلاها مسمى . أمامه تماما برج الساعة المربع و المتربع وسط الساحة ، المدهش بمقرنصاته و دربزوناته ! أشرف عليه تصميما و تنفيذا النمساوي شارتيه ، أيام رائف باشا سنة 1899 م


أنشئ البرج مكان قسطل السلطان سليمان القانوني ، غربي مسجد بحسيتا التاريخي - 1350 م - و شمال غرب حلب القديمة ، و إذ به رمزا لكل حلب و ميادينها و أوتيلاتها و وكالاتها التجارية سيما الساعات و السلع ( ساعة البرج معطلة و عقاربها متوقفة منذ تسلط الديكتاتورية ) و في ذاكرتي أن المرة الوحيدة التي جلست فيها بالمقهى ، كانت بصحبة أبي - رحمه الله - منتصف الطريق الموصل للمتحف و الشرطة السياحية ، جنوبي حي بستان الكلاب ( غل آب بالفارسي أو ماء الورد ) و كذلك زرت مرات المكتبة الوطنية جنوب الساعة و جارتها ، مقابل الشيراتون الجديد - و هو من استثمارات مجموعة الخرافي الكويتية - و جهة المنشية أكلت من فلافل أرزة لبنان و شربت من عيرانه اللذيذ ، قبل أن يهدمه حسين بطاح


باب الفرج ، الذي منح اسمه لإحدى قرى الحسكة و الجزيرة ، كان مقصلة أو مشنقة للقاتلين و السفاكين - رأيت بعضهم معلقا على الأعواد - و هو اليوم يتململ و يدندن ألحانه العميقة الجارحة ، اشتاقته البطولات السالفة و سوالف المواقف و الأجداد .. في 30 / 6 / 2011 م تجمع 100 فدائي يهتفون بصرخة الحق و الحرية ، لم يبالوا بشبكات الشبيحة و أشباه الرجال ! خرجوا أيضا في 27 / 6 و 1 / 7 و 3 / 7 / 2011 م ، و يوم 21 / 7 امتلأت أرصفته و عبارات عماراته بمناشير التغيير ، التغيير القاني الممهور بالشمس و شلالات الدم الغالي


معارك كثيرة في معترك باب الفرج ، كما في 15 / 3 و حتى 9 / 11 / 2012 م .. العشرات من مجهولي الهوية استشهدوا ، الناشطون لم يدونوا سوى اسم : رشيد البكور في 21 / 8 / 2012 م على حد معرفتي

الراموسة العجيبة

مساحتها 200 هكتار و مساكنها لا تذكر ، ذكرها ياقوت الحموي و كانت حلبة تحول في تاريخ سورية الحديث ، مدرسة المدفعية و مذبحتها في 16 / 6 / 1979 م فتحت بوابة الصراع الدموي ( نفذها النقيب المناوب إبراهيم اليوسف و مجموعة استثأرت و استأثرت بالقرار ) التيار الإسلامي العريض لم يرتضيها ، لكن الأسد الأب استثمرها و استحلبها لبسط قبضته

من يحدق في المرافق الصناعية يستهويه الدور العجيب لهذه المنطقة ، منذ أواسط الستينيات وهي تصنع هياكل السيارات و القاطرات ، كنا نمشي إليها أحيانا للرياضة فنصل لتخوم كلية التسليح العسكرية ، ثم نعود و الشمس لم تعد هناك ! بقي اسم الراموسة آراميا عمره 5000 سنة ( مطر الست عشتار ) افتتحت حلب في 637 م ولم يفرض المسلمون مفرداتهم ، لم يفعلوا مثل تودور جيفكوف في بلغاريا 1984 م و لا مثل البعث العربي مع الأكراد ، بقيت عشتار الحب و الحرب خبرا عن حقبات و وثنيات


الراموسة ، جنوب غرب حلب و آخر أحيائها جهة الأنصاري و صلاح الدين .. في 19 / 2 / 2012 م وصلها شباب الأسد و شبيحته ، كسروا المحلات و عاثوا و سبوا و شتموا و أغلقوا معمل الغاز و حاصروا عماله ، و يوم 24 / 5 / 2012 م خرجت مظاهرة طلابية من مدرسة الصناعة ، و في 2 / 6 / 2012 م أضربت متضامنة مع المناطق السورية


نصبوا هناك مدافعهم - داخل كلية المدفعية - قصفوا كل حلب و ريف حلب ، بشرا و شجرا و حجرا ! في 5 / 6 / 2012 م قصفوا حيان و بيانون ، و في 26 / 10 / 2012 م أطلقوا 14 صاروخ أرض أرض ، صار صوت الراموسة سوطا


الشهداء هنا لا يحصون ، كلهم أو جلهم طرائد لفوهات الجريمة ، كلهم أو جلهم من عابري السبيل صغارا و بالغين .. الشهيدة فاتن حاج علي و منى قريجي ، و الطفلة التي كانت تمرح داخل سيارة أهلها في 23 / 9 / 2012 م ، و الطفل أحمد الحسن و عبد الله علي محمد و محمد علي نداف - تحت جسر الراموسة - و إلياس كيورك و أحمد عرب و عزيز الظاهر و شهيد عشيرة بني خالد يوم 17 / 9 / 2012 م و الرجل المقتول تعذيبا قرب جمعية الريادة ، و غيرهم و غيرهم


في بدر رأى بلال - مؤذن الرسول - جلاده أمية بن خلف ، استل سيفه قائلا : لا نجوت إن نجا .. الأحرار أحرقوا الكازية العسكرية في 3 / 8 / 2012 م ، الأحرار استلوا سيوفهم و سواعدهم يقولون للأسد الولد : لا نجونا إن نجوت

باب النيرب .. والنيرب


أتلمس ثريات الألوان و صرير الحاضر الماضي في ( باب النيرب ) و تجاعيد هويته !! بناه الملك الأشرف برسباي - 780 / 841 ه من المماليك البرجية - وهدمت بقاياه أوائل الثلاثينيات ، من عوائله آل باذنجكي و مكانسي و دعدع و حميدة


قرب قرية أو محلة النيرب جنوب شرق حلب ، أقام الفرنسيون المطار العسكري وفي ثكناتهم - بعد الجلاء - سكن النازحون من فلسطين ( في 11 - 7 - 2012 م استشهد 11 من أبناء المخيم ذبحا ) ثم توسع المطار فصار مدنيا ودوليا .. النيرب الملتحقة ببابها تزرع الورد الجوري و الفستق و الزيتون ، وهي سريانيا الأرض المنبسطة و عربيا الرجل القوي ! هناك أيضا قرية النيرب شرقي إدلب بحدود 10 كم


عقود عجاف أحال النظام هذا الحي العريق إلى شيكاغو ، و نشر شركه و شراكاته في كل الأطراف و منهم بعض عشيرة البري ( أُعدم زعيمهم زينو يوم 1 / 8 / 2012 م بعد مجزرة المضافة ) خلف قابيل تركض الخطايا و مدافع الثوار لا تتخلف .. في 31 / 7 / 2012 م كان الطيران يرجم باب النيرب ، وفي 31 / 8 تدمر جزء كبير من جامع جلال الدين ، بتاريخ 18 / 10 / 2012 م كان القصف يصب أوار نيرانه على المدنيين و النيربيين ، قتلوا الطفلة دعاء فرواتي - 7 سنوات - و الطفل محمد شوا و الطفل عبد الكريم السخني و الطفل عمر حردان و الشهيد ناصر المنصور - أثناء محاولته إسعاف مصاب - و إبراهيم دباس و أحمد كلزية و محمد طبشة و محمد ديب شادي و عبد الغفور جليلاتي و فايق الغش و طارق البنشي و نبيل اللابد ، و حسين علوش أثناء محاولة انشقاقه في الرقة نهار 17 / 10 / 2012 م


المظاهرة العارمة في 5 / 5 / 2011 م كانت تهتف لدرعا و حوران ، وفي 10 / 6 / 2011 م هربت عناصر الأمن و الشبيحة من المتظاهرين ، و كذلك في 16 / 6 و 30 / 6 و 1 / 7 / 2011 م يوم بركان حلب .. في 31 / 7 / 2012 م سيطر الجيش الحر على ساحة الملح و المخفر ، و اشتبك مع حاجز مدرسة الصناعة الخامسة و حاجز سوق البقر


أهالي باب النيرب يتحدون الجلاد و يدحرون ظلمته ، تظاهروا بعد الفجر في 20 / 8 / 2011 م الموافق 10 رمضان المبارك

الاثنين، 3 ديسمبر 2012

ترانزيت العزيزية

ما شهدنا إلا بما علمنا .. آية كريمة 81 / 12

الكثيرون شاهدوا ( شادي حلوة ) مساء 2 - 6 - 2012 م يؤكد على الفضائية السورية من حي العزيزية ، أن حلب هادئة و متيمة و ممتنة لسيد الوطن ! ركض عليه أحدهم بالحذاء و هو يصيح : الإعلام السوري كاذب


العزيزية في مدن و بلدان عديدة ، سكنت سنوات في عزيزية مكة المكرمة مجاورا و متتلمذا للأساتذة علي الطنطاوي و محمد قطب و السيد سابق و ماجد عرسان الكيلاني ، و في دارة المهندس غازي شبارق - رحمه الله - قضينا أجمل الساعات ، كانت كالترانزيت مثلما كانت عزيزية حلب ترانزيت باص الجامعة ، مئات المرات مررت بها في الطريق لسيف الدولة من شارع بارون .. شارع بارون الأكثر ترتيبا و غنى ، شريان العزيزية الممتد جنوبا حتى المتحف الوطني ، فيه فندق بارون ( بني في 1911 م و تملكه عائلة مظلوميان ، الملك فيصل الأول سكن الغرفة 215 و الروائية أجاثا كريستي سكنت الغرفة 213 ) و فيه سفريات الكرنك و الزيتوني ، شعرت بالفخر عندما سألني على الملأ مدير الزيتوني : ماذا يقرب لك الشهيد فخر الدين ؟ و آخر مرة هناك رأيت قرب سينما الأهرام الشهيد مأمون كردي ، عانقته و بكينا .. شممت منه روح أخي فخر الدين


سنة 1868 م افتتحت الحكومة مدرسة الصنائع - لتعليم المهن - مولتها ببيع جبل النهر شمال شرق قويق ( قرش واحد للذراع المربع ) أقبل تجار مسيحيون على الشراء ، منهم آل حمصي و برغل و خوري و خياط .. سميت المنطقة على اسم الخليفة العثماني عبد العزيز - 1861 م - و صارت تجارية و سياحية و سكنية بامتياز ، فيها أول ناعورة لجر المياه و أقدم مخفر للشرطة - افتتح في 1900 م - و فيها المركز الثقافي و نادي الجلاء و محل حنان الأم و البنوك الحديثة و تسامح المسيحية و الإسلام ، و المسيرات المزيفة


الإعلام السوري كاذب ، رأيناها - على الهواء - من شاشة التصفيق و الصفاقة ، شاشة لم تذكر ببنت شفة مسائية أحرار العزيزية في 3 / 10 / 2011 م ، و لا حكت عن إضراب الحي في 16 / 6 / 2012 م .. تفجير السيارة في الأوغاريت 16 / 8 / 2012 م ، و قصف دير سيدة المعونة الدائمة في 8 / 9 / 2012 م شيطنة مكشوفة لإثارة الثورة على الثورة ! الذين أرسلوا شبيحتهم لاقتحام وكالة الألبسة يوم 12 / 3 / 2010 م ، وحدهم أرباب السوابق و شراكات الإكراه و مص دماء الناس و لعق أرزاقهم

السبت، 1 ديسمبر 2012

الروضة والسبيل

كأنه يقيس الأرض بساقيه ، قال لي أخي فخري : انظر عبد الله هذا المتر يعني بمائة ليرة .. كنا في الطريق لجامع الروضة أوائل السبعينيات ، و كان أبي - رحمه الله - يحدثنا عن غلاء هذا الحي الجديد ( السبيل ) ! بقيت جلجلة الشيخ طاهر خير الله - طيب الله ثراه - أثير خلود ذاك المنبر ، صدعا بالحق و صدى للحرم ، ما استحالت كلماته طابع بريد و ما نسينا أذان منذر و الترمذي و الدايخ و سماع المدلل و الحفار و الحلاق كل ثلاثاء . مسرحية ( في ظلال اليرموك ) شاهدتها في صالة المكتبة الملحقة سنة 1978 م ، بعد 8 سنوات من افتتاح الجامع الشهير، هناك سمعت لأول مرة من أبي الجود أنشودة ( كن مسلما و كفاك بين الناس فخرا ) في حفل المولد 1399 ه

أرجح أن شرارة ثورة الثمانينيات انقدحت من هنا ، الشهيد عمر سالم كان أول القافلة ، تبعه الشهداء : وليد عطار و عصام قدسي و - شقيقه - عبد الله قدسي و حسني عابو و عدنان عقلة - أبو بصير الطليعة المقاتلة - و رضوان سمونة و رسول حنوش و د . أدهم سفاف و عبد السلام كراسي و الشيخ موفق سيرجية - خطيب جامع الرحمن المفوه - و محمد هنداوي و إياد الداخل و تيسير الشامي ، و مازن عنبر الذي قتلوه في مظاهرة 19 / 10 / 1979 م


سبيل الدراويش و حديقته التي افتتحها رائف باشا - سنة 1896 م - على الأطراف الشمالية الغربية لمدينة حلب ( كانت باحة تملأ بالمطر ) بات سبيل الرخاء و الحداثة و الروضة الفيحاء .. و صلت رسالة السبيل سميه و توأمه من درعا الدامية ، فيها تحية لأولى تظاهراته في 2 / 6 / 2011 م ، لحرائره وهن يهتفن كالخنساء و أم عمارة في 2 / 2 / 2012 م ، لأحراره في 25 / 10 و 25 / 11 / 2011 م و 29 / 1 و 2 / 7 و 11 / 7 و 28 / 7 و 9 / 8 / 2012 م ، و يوم سقوط القذائف عند مدرسة خالد بن الوليد


القنصلية الأمريكية و نقابة المحامين و دوار شيحان و شارع النيل و شارع القاهرة و شارع وشوشونا و حداء واحتداب الروضة ، حضور على مائدة السبيل 5 نجوم ، كحضور أعلام الاستقلال المرفرفة يوم 12 / 2 / 2012 م


كنا نظن زمن الأحلام الذي انتظرناه ، ولى و عشناه .. الثورة العملاقة ، تصحيح و تصويب للحلم و البوصلة

الفيض و .. الملعب البلدي

على ضفاف نهر ( قويق ) الغربية كان منتزه حلب و حلبة السباق فيها ، كان حي ( الفيض ) المنخفض جناحا و جغرافية و المستعلي منعة و مناعة !! ورد في كتاب الأعلاق الخطيرة أن الفيض كانت هدف نقفور الأول سنة 962 م ، مثلما كانت حماة هدف الأسد الأول سنة 1982 م .. ردوا على نقفور بتشييد المشهد ذات السنة ذات المنطقة

في ومضة عين أو قلب أحاول تحبير ألف ذكرى و ذكرى ، بعمر هذا الحي الوديع ألف سنة و سنة ، تسكنني صورة أحمد و زياد - من أحب أصحابي - ترى ماذا فعل الدهر بهما ؟ الشهداء علي قولي و أحمد حباب و فوزي جركس - قتلوه تحت التعذيب 1980 - ثم .. الشهيدان جلال و عبد الحكيم جلال ، من يضاهيهما ألمعية و نجابة و بسمة حيية ؟؟ آآآآه سجن تدمر كم ابتلعت من فلذات الفيض و حلب و حماة و حمص و الهلال الخصيب ؟


من موقعي على الشارع العام ألحظ الفيض و الملعب كالكنغر أما و وليدا ، هنا كان يقطن المفكر الإسلامي عادل فارس ، و الكاتب الأديب باسل الرفاعي - مؤلف كتاب يوميات و أيام عمر بهاء الدين الأميري - ما عرفت من هو أكثر من باسل فنا و تواضعا و مسؤولية .. ومن فروج الكامل - قال لي أخي فخري أن مالكه كان أستاذا في الكواكبي - إلى المسبح البلدي و الملعب و مفتش الباصات و الخمر السحري ، إلى عشرات آلاف المتظاهرين يوم 25 / 5 / 2012 م و عشرات الضحايا في 30 / 5 / 2012 م بتفجير سيارة الموت المجرم ، ثم القصف بالمدفعية الثقيلة أمام فرن كسحة في 25 / 9 / 2012 و الشهيد الطفل محمد عزيزي و الشهيد محمد عرب و زوجته يوم 19 / 9 / 2012 م بجانب مشفى الحياة ، شهداء سورية خلودها و بياضها الناصع و بكاء الكبرياء المضرج


الملعب البلدي تأسس نهاية 1946 م - أيام مجد الدين الجابري رئيس البلدية - سماه النظام ( 7 نيسان ، ذكرى مولد البعث سنة 1947 ) لكن تلك السنة الكبيسة سقطت طائرة استعراض فوق مدرجه فقتلت العشرات رحمهم الله ، و ما زلت أتذكر مباراة الزمالك القاهري و الأهلي الحلبي سنة 1977 م تقريبا ، و انتشار الجيش الشعبي ببواريده العتيقة .. مظاهرة ساحة الفيض 21 / 12 / 2011 م و بعدها تجميد الموسم الرياضي 2 / 1 / 2012 م ، كانت بعض موقعة الثورة و تجليات حقيقتها المؤزرة

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

باب قنسرين

هو الباب 5 الذي أعبر عبيره ، لكنه الباب 1 حميمية و حنينية و مصابيح مغروسة في الأضلاع ! خارجه غربا برية الكليماتي و قبر أبي و عظام جدي و ابن عمومته الشيخ أحمد شنون الحجار النبوي و حي الكلاسة ، و باطنه المحمص و العادلية - جامع الشيخ الرباني عبد القادر عيسى ، تأسس سنة 1555 م - و قلعة الشريف و كل حلب القديمة ، بناه سيف الدولة و جدده الملك الناصر في 654 ه فكان من روائع الحصون و الحاميات ، في دركاته 4 أبواب متتالية و خان و طاحون و قبر الولي الشهير خليل الطيار و البيمارستان الأرغوني و المباني الأثرية و الأوابد التاريخية

قنسرين ( بالسريانية وكر النسور ) تبعد 30 كم جنوب غرب حلب و تعرف الآن بالعيس ، أساسها آرامي و فيها مقام النبي صالح ، كانت مدينة و حاضرة فصارت قرية صغيرة .. لكن بابها هنا استبدل خريفه ربيعا و ماضيه نشرا و نشورا ! مسجد الطرسوسي أمام الكريمية إمام حراك الحرية في باب قنسرين ، أحيانا كانت مظاهراته يوما بيوم كما في 27 و 28 / 9 / 2011 م ، و أحيانا شهداؤه مجازر جماعية كما في 21 / 9 / 2012 م حين سقط 5 مدنيين بقذيفة هاون ، و 21 / 10 / 2012 م حين سقط 8 شهداء منهم عائلة كاملة ( حسن فاخوري و والدته و شقيقته ) . و رغم قلة قاطنيه تعرض للقصف العنيف في 1 / 10 / 2012 م ، و رغم قلة قاطنيه خرج أحراره في 12 / 10 / 2012 م !! في سنة الثمانين و أمام جامع الرومي قتلوا عائلة قوجة ، و قتلوا أحمد درويش ، و الآن يقتلون حسن خياطة و كل هؤلاء


الجاهلية المكشرة و أكدارها و أدبياتها قوارير عتيقة ، قدام قوانين التغيير و الأقدار الحقانية .. آلاف النازحين آلاف الجرحى عبروا عبارته ، لكنه لن ينزح لن يجرح - و هو مثخن الجراح - قرر أن يصنع ذاته و يسقي زيتونه ، يدا بيد و ساعدا بساعد

كرم الجبل

الله أكبر ، نحن نصعد القمة نحن نسمع الهمة .. كرم الجبل ، إشراقة الأحياء الشرقية و سنامها و سناها ، زمامه لا إكراه لا كراهية لا استبداد لا استعباد ، ثقلت موازينه شهامة و شهادة و أحجارا من ضوء القمر

لفتتني فيه مظاهرة 20 / 7 / 2011م و مظاهرة 20 / 7 / 2012 م ، ما بينهما صفحات تمرد و ثورة و مظاهرات قيصرية لا تكل أو تتراجع !! لهذا كتبوا على جدرانها المدمرة قبل انسحابهم في 10 / 11 / 2012 م : نحن رجال الأسد ، عجبي

أشهر سكان هذا الحي عشيرة البطوش الشهيرة بصناعة البرغل - القمح المجفف - و صناعة الكرامة .. سيذكر التاريخ أن مظاهرة خرجت تحت القصف بتاريخ 7 / 8 / 2012 م ، و أن 17 حبيبا مدنيا استشهد في 1 / 10 / 2012 م بقذائف العار ، و أن أجزاء دمرت من جامع عبد المجيد المصري يوم 23 / 10 / 2012 م .. التوأمان بعمر سنة واحدة ( أبوهما الشهيد ياسر عفورة و أمهما الشهيدة فاطمة فارسي ) قضيا عصافير إلى الجنة يرفرفان في فيافيها الخضراء ، نهار 29 / 7 / 2012 م

الطفلة الشهيدة فاطمة جزماتي و سميرة بطوشي و مطيعة شوكة و عمر قبلاوي و عقيل قبلاوي و مصطفى قبلاوي و محمد الجابر و محمود مداراتي و محمود الأشقر و محمود السيد و عبد الكريم عمري و علاء طاووز و بشير غول و بركات كمكوم و حسن فارسي و زكريا المحشي ، قرابين قصص للمقهورين و المترقبين


يقع الجبل جنوب العرقوب شمال قارلق و الشعار شرق ثكنة هنانو ، أعلن في الإعلام عن تحريره عسكريا في 18 / 11 / 2012 م .. جامع الإسراء و جامع الشيخ عبد الله سراج الدين - رحمه الله - و جامع المصري و مستوصف ميسلون و الكرم و الجبل ، كلما نبض عرق في قلبي منها ، قلت : آآآآمين

الخميس، 22 نوفمبر 2012

الجابرية .. والطفل

جدتي الطيبة ( نانا صباح ) مرآة عذوبة و مرح مذبوح ، ذهبت معها أياما لمنزل شقيقها محمد في ( الجابرية ) و تعرفت على آفاق جديدة رحيبة .. دوما أنجرف لتلك الليالي ولا أتجلد ، القطة الحجرية التي أخافتني في العتمة و ابنة خالي إيمان التي صنعت معها بيوت البراءة و اللعب و ناديا و ليلى و الحديقة القريبة و الفرن المزدحم ، تتبدل الصور و تبقى الجابرية شهيرة صغيرة كبيرة

هو حي تم تخطيطه سنة 1325 ه و ينسب للحاج ضياء الجابري - أمين الفتوى - الذي كان متصرفا بعقاراته هناك ، يقع إلى الشمال من قلعة حلب ، شرقي السليمانية و الحميدية .. من بين سطوره و سطوعه يبزغ اسم جامع ثوبان - رضي الله عنه - و منبع التظاهرات السلمية ، كان الشبيحة فيه لا يرقبون في الأحرار شأوا ولا شفقة ، اعتدوا عليهم بالسواطير و الحراب في 23 / 6 و 2 / 8 / 2011 م يوم نصرة حماة الفداء ، و كذلك في 14 / 8 و 15 / 8 / 2011 م بعد التراويح يوم نصرة الصاخور و اللاذقية


يقول الإعلامي أحمد موفق زيدان ( قناة الجزيرة 15 - 8 - 2012 م ) أن النظام المستهتر جند 170 ألف شبيح لخنق مدينة حلب ، عدا الأمنيين و الحزبيين و زبانية لبنان و إيران ! هؤلاء لم يجدوا حائلا دون نهب البيوت و الدكاكين في 15 / 9 / 2012 م ، أو دك مدرسة عبد المطلب بالمدفعية الثقيلة ، أو قصف الشقيقة ( أقيول ) من تحت الجسر في 17 / 9 / 2012 م


في الجابرية أيضا اختطف شبيحة الماردل الشاب محمد قطان يوم الثلاثاء 28 / 8 / 2012 م ، ثم رموه جثة هامدة أمام الكبار و الصغار . الشهيد الطفل أنس ريشي و أحمد المصري و أحمد الخلف و وحيد مامو و غسان الصيرفي ، كلهم أحياء من الحي ، عند ربهم يرزقون


الشاب عبد القادر دهني ، التبست عليه الحقيقة و آثر جانب السلطة السوء ، لاقى حتفه صريعا في ريف إدلب .. ليته كان مع قومه و هويته


أقاصيص لا تنته و مداد من مدد الثورة العظمى ، لا تسبيح بعد اليوم بحمد الأسد - سيد الوطن - المزعوم ، و لا مكان لتماثيله و أوثانه و أوباشه

الشيخ سعيد رقم 1

في حرب 6 / 10 / 1973 م أسقطت طائرة إسرائيلية في منطقة الشيخ سعيد ( وقتها أخذني أبي مع صديقه محمد سويد لرؤية حطامها ، رحمهما الله ) وفي 7 / 11 / 2012 م أسقطت طائرة حربية في ذات المكان !! المقاومة هي المقاومة و الحق هو الحق و الأرض عربية عربية ، بكل التذكارات و الجذور و رايات الحرية إذ تتنفس

كانت قرية قريبة - جنوبي المدينة - تتفرق في بساتينها مياه قويق سواقي و سقيا ، ثم صارت ضاحية تضم صناعات ضخمة كالإسمنت و المطاحن و الدباغة و محطة المعالجة و المسلخ الآلي ، ثم شملها العمران و إذ بها امتداد الثورة في الثورة .. الشيخ سعيد أكبر أحياء حلب مساحة و أقلها سكانا - 30 ألف نسمة - فيها ضريح و مشهد الصوفي الصالح سعيد - وسعه و حسنه الأمير خيري بك الطويل - يحدها شرقا المطار الدولي و شمالا الفردوس و الدعدع و غربا السكري و السكة ، مدخله الجغرافي جسر الحج و مدخله الوجداني شهامة و رجولة و بارودة ، هب منتفضا و منتصرا للباب و الأتارب و عندان و تل رفعت ، و متصديا لشبيحة آل ميدو
في 23 / 7 / 2012 م أعلن عن تحرير حاجزه العسكري ، و في 30 / 10 / 2012 م أعلن عن تحرير كامل الحي بعد يوم فقط من تدمير منارة مسجد عمر بن الخطاب .. قبل ذلك سقط 7 شهداء و عشرات الجرحى مقابل الفرن بقذيفة مبصرة يوم 11 / 8 / 2012 م ، لكن القصف الأعمى طاول كل شيء في 11 / 11 / 2012 م


الشهيدة منتهى حمو قتلت داخل بيتها في 31 / 10 / 2012 م ، و الشهيد محمد بركاوي قنصوه قرب مستشفى الحياة في 3 / 10 / 2012 م .. الشهداء أحمد خطاب و حسين الأحمد و عبد الله مردغاني و علي أبو السمايح شموع و شامات في ثورة الطريق و طريق الثورة


الشيخ سعيد رقم 1 في التصنيع الثقيل ، رقم 1 في الرؤية الوطنية و الخريطة العمالية .. ثغر حلب البسام

الأحد، 18 نوفمبر 2012

الأكرمية والذئاب

عواء الذئاب يشق صفو ( الأكرمية ) و برك الدماء المتناثرة كأنها المسك الأحمر و الأسود ! عندما كنا نعبرها في السبعينيات عائدين من بنيامين - قرية غربي حلب فيها مقام النبي بنيامين بن يعقوب - نسمع بعض العواء البعيد ، يضفي على تلك البراري الرهبة و الارتياب

شبت الأكرمية كما جامع البراق لم تبال بمشيب الأهوال ، و كأنها براءة الصدق و الدهشة في لحظة عشق استثنائية .. فجأة صرخت من أعماقها ( يا الله ) لم تكن تعترض على بشاعتهم ، فلماذا يعترضون على غفرانها ؟. هي صدى الأعظمية شرقا و حنين الحمدانية جنوبا ، وجعها كان مختفيا و جراحها متوارية ، سرقوا صباها و صبيانها و غدها المنتظر


خرج أحرارها في 10 / 1 / 2012 م يردون على الخطاب الركيك لابن جلا ، و في 13 / 1 / 2012 م خرجوا لدعم الجيش الحر ( قرارهم ما حك جلدك مثل ظفرك ) مظاهراتها المتواترة خلدت مدارس طيفور و العمر و بنت الشاطئ - المفكرة المصرية عائشة عبد الرحمن 1913 / 1998 م - و صبيحة 27 / 1 / 2012 م كانت تكبيراتها تطاول السحاب في عليائه نصرة لحمص و حماة و الساحل ، لم يمنعها الظلام أو تخيفها الأنياب منتصف ليل 5 / 3 / 2012 م فأقامت مسائية ثورية . الشهداء الغوالي أيمن رجو و محمد نبهان عطار و عبد الله بستاني و عبد الرحمن حميشة و عبد الكريم عسكري و سعيد بطايحي قليل من كثير ، فالذبح الجماعي بدون هوية هواية الذئاب ، عشرات الشهداء قضوا حتفهم في 9 / 7 / 2012 م ، الإعدامات الميدانية حصدت 45 شابا شهيدا في 5 / 9 / 2012 م ، و في 24 / 9 / 2012 م اكتشف فيها 8 شهداء .. المضحك المبكي ذلك الضرب المبرح لطفل صغير أمام الفرن في 25 / 9 / 2012 م ، على البيعة


الأكرمية كربلاء حلب ، نفس الله كربتها و كربة كل سورية ، ياآآآآآآ رب

عيون العامرية

في القرآن الكريم : سيعلمون غدا من الكذاب الأشر / 26 - 54

رفيق لطف - من قناة الكوثر - ادعى من شاشة الفضائية السورية في 12 / 11 / 2012 م ، أن أهالي حلب يطالبون الجيش بتدمير منازلهم ، حتى يتخلصوا من العصابات المسلحة !! من رأى مظاهرات عباد الله الرحمن الرحيم في حي ( العامرية ) الأسبوعية و نصف الأسبوعية و الليلية و النهارية ، سيندهش بمدى محبتهم لجلاد الوطن


مظاهرات جامع آل بيت النبي و جامع البدوي - الذي قصف في 8 / 11 / 2012 م - و مدرسة الصناعة ، بادلهم النظام فيها حبا بحب و من الحب ما قتل ، فقتل الطفل مصطفى مهملات برصاصة قناص في 22 / 10 / 2012 م ، و قتل أنس مهملات و محمود دعاس و سعد ويسي و زكريا عوفي و خالد قيلش و حسن عبد الفتاح و حسين نمر و فاضل أمين و يحيى روم و يحيى بيزمية و عمر دابك ، خرج بجنازة الشهيد عمر دابك رجال و نساء العامرية في 21 / 4 / 2012 م


في 7 / 11 / 2012 م رمى النظام 10 جثامين مجهولة على قارعة الطريق ، و قبل 50 يوما ألقى جملة براميل تي إن تي بوقت واحد .. الشهيد المسن الذي قتلوه في 17 / 9 / 2012 م لم تعرف هويته
العامرية في بغداد أيضا مولعة بالشهادة ، قصفوا ملجأها الشهير بتاريخ 13 / 2 / 1991 م ، و استشهد وقتها 400 مدني ! لكن التنهدات لم تعد تهطل من أشجار عامرية حلب ، صارت نصف بسماتها دماء و نصف بطولاتها فداء ، في 17 / 9 / 2012 م قام أحد ثوارها بإلقاء قنبلة يدوية داخل دبابة .. من عيونها الذارفة تلحظ عمق الألم و لمعان الأمل


العامرية أو ( تل الزرازير ) جنوب غربي المشهد و حلب و شمالي الراموسة ، أنشأت معظمه مؤسسة الإسكان العسكرية ، و هدمت معظمه فوهات مدافعها الثقيلة ، كما في الفيلم المؤرخ 11 / 8 / 2012 م

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

السليمانية .. الحكيمة

اجتهد المشاء بالنميم أن يشعل الفتنة مابين الغالبية المسيحية في ( السليمانية ) و محيطها المسلم ! قام بتفجير سيارة مفخخة في 18 / 3 / 2012 م ، و بث بدائه ملايين الإشاعات قبيل انسلاله منها .. خير رد كان مسيرة الشموع و الشراكة يوم الخميس 5 / 4 / 2012 م
تأسس حي السليمانية في حلب سنة 1313 ه ، فكان فيصلا ما بين الشرق و الغرب ، الميدان و السريان و جنوبي الشيخ مقصود . و هو ينسب لسليمان الجلبي - أحد أصحاب البساتين هناك - و ربما يعرف باسم حارة الخياط ، نسبة للمحامي جرجس سمعان الخياط
تحضرني على تخومه صورة جامع التوحيد ذي الأربع مآذن ، و كذلك عيادة أم كربو للعلاج الطبيعي - والدة المذيع مهران يوسف - في شارع النيال المؤدي لمدرسة المعري و مقر المخابرات السياسية . و على امتداد طريق السليمانية الرئيس غربا ، شارع عبد الله يوركي حلاق ( 1911 - 1996 م ) و هو شاعر وطني له قصيدة شهيرة بمدح نبي الإسلام - عليه الصلاة و السلام - منها : إني مسيحي ، أجل محمدا .... و أراه في سفر العلا عنوانا


انطلقت بواكير مظاهرات السليمانية بتاريخ 26 / 4 / 2011 م و 29 / 6 و 19 / 10 / 2011 م ، و أضرب الحي في 2 / 6 / 2012 م بعد قرابة شهر من قمع النشاط الطلابي في 9 / 5 ، لإثبات حقيقة الانتماء الحضاري لمسيحيي المشرق ، و أنهم جزء لا يتجزأ من أوركسترا شعبنا .. أيضا قام الفتان بمحاولة تصفية حساب في 24 / 7 / 2012 م ، لكن عملية التفجير انفضحت قبيل ثوان فقط من حدوثها ، لم يشف غليله إطلاق الهاون في 10 / 4 / 2012 م . سارع بقصف دير الأرض المقدسة في 30 / 8 / 2012 م ، ثم قصف كامل الحي في 9 / 10 / 2012 م ، ثم إصابة كنيسة اللاتين في 11 / 11 / 2012 م


وارتان مطفيان سقط بقصف السليمانية في 26 / 9 / 2012 م ، و قبلها في 8 / 9 سقط 3 شهداء بقذيفة هاون ، و قبلها في 27 / 7 سقط 4 شهداء أيضا .. عند التلفون الهوائي قمعوا تجمع الأحرار 4 / 7 / 2012 م ، و اختطفوا الشابين الكرديين حجي علي مصطفى و عبد الرحمن محمد في 11 / 10 / 2012 م


قهوة الجمال حولوها لأحد فروع سيريا تيل ، إنما ثقة الحي بتاريخه و وشائجه لم تتبدل !! نطقت حكمة السليمانية بالشرح و ألم نشرح : أيها اللواص وريث الطائفية ، لعبة الصليب و الهلال مو شغلتك ، مالك خبزة عنا ، ورينا عرض كتافك

مهداة للمناضل السوري الكبير الأستاذ جورج صبرا ، مع خالص التحية

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

محنة المحافظة

حي سكني أنيق متنوع التضاريس و المشارب ، جرحاه أكثر من شهدائه و معتقلوه أكثر من جرحاه .. آلاف الضحايا مروا من هنا حيث فرع أمن الدولة - رقم 322 - ولم يرجعوا ، منذ عشرات السنين أو عشرات الأسابيع

هذا المربع المخابراتي يتربع في أحلى بقعة ، و يتربص الدوائر بكل حلب و ريفها ، ذكرته منظمة أفاز في 9 / 1 / 2012 م كواحد من أسوأ مراكز التحقيق ، رئيسه العميد أكرم محمد ( في الثمانينيات كان عمر حميدة يساعده سيده أليف وزة ) !! يقابله قصر المحافظ و من ثم القنصلية الروسية ، من معالمه الفرنسيسكان - الفرير - و نقابة المهندسين و جمعية المحاربين القدماء و دار التوليد و .. سوق الإنتاج ، مركز السحر و السعد لكل الأطفال كل صيف ( افتتح أول مرة أيام جمال عبد الناصر سنة 1960 م ) وهو يعرض المنتجات الصناعية و الزراعية السورية


المحافظة - شرقي الجامعة و غربي الجميلية و جنوبي السبيل - حي قرر أن لا يبقى أسيرا أو كسيرا ، قرر أن يواجه الخناجر بالحناجر و أن يكون زرقاء اليمامة . جاءه الثوار يوم 3 / 7 / 2012 م و ضربوا القرصان بجبهته ، رد أوباشه بالقصف العشوائي
في 2 / 6 و في 4 / 6 وفي 25 / 8 وفي 12 / 10 / 2011 م خرج أحرار المحافظة نصرة للمحافظات ، و في 19 / 7 / 2011 م خرجوا من جامع الفتح .. يوم 20 / 11 / 2011 م غيروا أسماء الشوارع لأسماء الشهداء ، شيعوا محمد ورد و يوسف الجبولي و ميشيل أسود


استهدفت المحافظة بالمدفعية الثقيلة في 10 / 10 / 2012 م ، و العقوبات الآنية هي انقطاع النت و الآنتريك و المياه ! العبوات الناسفة كما في 29 / 5 / 2012 م فركة أذن إضافية .. في 13 / 5 / 2011 انشق مساعد أمني و في 10 / 10 / 2012 انشق مساعد آخر ، كلاهما تحدث عن الأساليب الإبليسية لكتم الصوت و منع الصورة . رغم ذلك خرجوا من جامع السبيل و غيره في 2 / 7 / 2012 و 10 / 8 / 2012 م ( هو جامع الشباب المسلم إمامه الأستاذ جميل عطار الذي تدمروه 15 سنة ، و كان خطيبه الشيخ أبا الخير زين العابدين ) عل المحنة بفرع أمن الدولة تتبدد ، و يقام الوزن بالقسط


اجتزته كثيرا في طريق جامع الرحمن و خطيبه الموفق سيرجية ، رحمه الله ( التقيت مرات في الباص بأبي دجانة مؤذن المسجد و منشد الثمانينيات ) و مرة في حزيران 1979 م ذهبت مع أمي لفرع المخابرات ، نسأل عن أخي سليم المعتقل لديهم ، لكن الحراسة الحديدية طردتنا من البوابة
أعتقد أن الأستاذ فاتح الراوي ، كان يسكن حي المحافظة

السبت، 10 نوفمبر 2012

بلليرمون و الليرمون

ماذا فعل الأسدان بالجيش السوري ؟؟ الأب أفشله مع المحتل ، و الولد حشره لتقتيل شعبه !! رأيت على اليوتيوب فيلما لهروب الدبابات داخل الأحياء ، عند حاجز ( الليرمون ) الذي أطبق عليه الفتية الأبابيل في 5 / 11 / 2012 م ، و شر البلية ما يضحك

بلليرمون ، قرية سابقة اعتمدت - بقرار جمهوري - كحي حلبي سنة 1981 م ، تقع شمالي المدينة على طريق اعزاز الدولي المؤدي لمعبر السلام . اسمها سرياني ( يعني مكان الدعاء للإله بعل أو بل ، وفق المؤرخ علاء السيد ) و عمرها آلاف السنين .. تعاملت معها السلطة كاللقيط ، و تركتها في قلب الصقيع تخمد نيرانها - بقيت مرة 40 يوما دون ماء - و شبهتها الدائمة المخالفات و العشوائيات ، و هكذا أثارت شهية اللصوص و شهوانية العلق

 
الحاجز البائد عند الدوار شرق شمال الجندول ، كان يمتد مئات الأمتار و ضحاياه بالعشرات ، معظمهم دفنوا ولم تعرف هوياتهم ! و شهداء عرف منهم : أحمد عبود و أحمد صبحي صالح و أحمد كلزية و أحمد الشريف و محمد الخطيب و موفق سراج و مأمون الجاسم و عبد الإله الحداد - وهو ولادة منبج البحتري - و فادي اسكيف و ديبو اسكيف و عمر كركتلي .. الشهيد خالد الجندي طلب منا أن نذكره عندما نحتفل بالنصر ، روحي فداء عيونك يا حبيبي

البلاغة الإيجاز و بلليرمون هي الليرمون ، بطولات و بسالة تقطر من صفحاتها . أحرارها هبوا لفزعة إخوانهم كرات و مرات ، لكنها الآن مشوهة التضاريس بكثرة الحفر التي سببتها براميل المفترس ، و الدمار مر على كل شيء حتى مسجد معاذ و جامع أبي بكر و الشركة السورية للنفط
الذي أسقط حاجز الليرمون ، ومن قبله جدار برلين ، ومن قبله الإتحاد السوفييتي .. شيء شبه وحيد هو ( الكذب ) و الثورة السورية ثورة على الكذب ، لا ريب

الخميس، 8 نوفمبر 2012

الجميلية .. في القلب

غص مخفر ( الجميلية ) يوم الجمعة 1 / 7 / 2011 م بالمعتقلين من المظاهرة ( منهم بعض الأطباء و المحامين ، و ابن الفنان عمر حجو ) كما هدرت شوارع هذا الحي - الملتصق شرقا مع ساحة سعد الله الجابري و غربا بالرازي و سكة القطار - بصهيل الحرية الحمراء نهار بركان حلب في 30 / 6 / 2011م ، و قبلها في 13 / 6 من أمام عبارة السيديات ، و بعدها في 17 / 8 / 2011 م حتى 13 / 5 / 2012 م ، و ما بينهما

شاركت في إضراب الكرامة 11 / 12 / 2011 م وفي 2 / 6 و 16 / 6 / 2012 م ، و الطريف مظاهرة أطفالها غرة تشرين الأول الماضي قرب البريد ! حراك الجميلية و حساسية جغرافيتها و ترياق الحنين الحزين ، أيقظت تراكمات الماضي و تغاريد الغد .. كان هناك شهداء الثمانين يفوقون الثمانين ، ترى جامع الصديق - تأسس عام 1352 م - يزدان بوجوه صفوح حلاج و شقيقه أحمد و خالد كتكتة و عبد المعطي محفوظ و عمر ناصر آعا و غيره و غيره ، عتباته تعطرت بدماء البطل مصطفى قصار ، و مكبراته صدحت مرة بموشحات سيد النقشبندي رحمه الله .. اليوم دماء الشهادة تغسل الذاكرة و الشرف الرفيع ، الشهيد عز الدين خلف و عبد المنعم رجب و جمال ملص و حسام أرمنازي و محمد النجم ، كلهم نجوم الجميلية قتلوهم بدم بارد بدم بارد


حي الجميلية في قلب حلب ، دائرة معرفة و تنوع ، من الوالي الطيب جميل باشا - 1893 م - إلى عائلات الجابري و المدرس و فنصة و الميسر و الوفائي ، كان اسمها الحلبة ثم صار السليمية و كان فيها قصر سيف الدولة ، هي مزيج من التذكر و النسيان .. دار الأرقم دار الإخوان المسلمين في شارع اسكندرون ، و مسرح حلب الأوحد ، و مقهى العطري و الصالة الرياضية و المحكمة العسكرية و الأمن السياسي و حارة اليهود و القيمرية ، و سلورة حلاوة الجبن و المكتبة اليسارية التي اشتريت منها قصة ( جان دارك ) للمدرسة ، و دكان أبي لبيع الصباغات المستوردة ، إلخ إلخ .. كأنها أساطير مسطورة ، كأنه انشطار الزيف و انتظار الوليد


كأن لعنة الأسد تطاردنا .. لتعيد لنا إنسانيتنا

الاثنين، 5 نوفمبر 2012

جمعية الزهراء

من العجائب أن حلب وقد بلغت من العمر عتيا ( 10 آلاف سنة ) قد أنجبت أحدث أحيائها الراقية ( جمعية الزهراء ) منذ ربع قرن فقط !! و أن يكون فيها مجمع المخابرات الجوية و الشريحة البشعة التي تستحل المحرم و تدنس المقدس ، اللواء ديب سلامة و العقيد زهير بيطار و المقدم ماجد و النقيب وعد إلخ .. إنهم أعوان اللواء جميل حسن ( شاع قوله لمعلمه : اسمح لي بقتل مليون لأنهي الثورة ثم أذهب إلى لاهاي ) تورطوا ليس في مسؤوليتهم عن المنطقة الشمالية و التجسس على الدبلوماسيين و مكاتب السفر ، بل في اقتراف جرائم ضد الإنسانية و ترويع الأبرياء و الأحرار و القصف قريب و بعيد المدى

في 11 / 3 / 2012 أعدموا ميدانيا 8 معتقلين ، وفي 15 / 9 / 2012 قتلوا 6 آخرين و ألقوا بجثامينهم قرب حاجز كفر حمرا ، و في 2 / 10 / 2012 رموا بجثث 15 شاب على أبواب الحي ، وفي 4 / 11 / 2012 قتلوا 13 مواطن معتقل .. إنه غيض من فيض


جمعية الزهراء أزهرت بشهدائها البررة و نجومها التي لا تنطفئ ، أحمد هاكة و أحمد خليف و أحمد فاعور و أحمد الفصيح و باسل حمادة و بشير الشامي و تركي خصيم و صالح عطار و محمد غالية و محمد أبوراس و ياسر دعبول ، و سعد الدين ريحاوي و ابنه مازن و شقيقه ( وجدوا جثامينهم عند دوار المالية في 11 / 8 / 2012 ) و جنبا إلى جنب خرجت مظاهراتها الموارة بالحرية ، من جامع كعب و جامع فاطمة و جامع سعيد و جامع حمزة و جامع محمد الشامي ، من جامع حمزة هتفت لتريمسة الجريحة في 24 / 7 / 2012 م .. ومن قلب العتمة و انقطاع الكهرباء ليلة 24 / 12 / 2011 م خرج أحرارها كالشهب لنصرة حمص الحبيبة


من مدارس الطبري و البيروني و جرير ، و أمام بيوت الشهداء أنس أورفلي و رفاقه الأبطال ، لم ينقطع صوت الثورة و هديرها و زئيرها !! جمعية الزهراء الأصغر سنا و الأكبر سنانا ، باترينة حلب من الشمال الغربي و غربي المحلق و شمالي الجامعة و الجمعيات ، من أكثر المناطق شهامة و شهادة و هواء نظيفا عليلا


أختم بما كتبه الشاب المختطف من الفرع الجوي في 2 / 11 / 2012 م ( سام غنوم ) المسيحي الوطني عضو نادي الجلاء : حرمت الكتابة عن وطني فحجبت حريتي عن مطالبتي بها ، فبدأت أنسج من الأفكار خوف السطور و رعشة الكلمات و سطوة الموت

الأحد، 4 نوفمبر 2012

سر .. الخالدية

أهدى أبو الفرج الأصفهاني موسوعته ( الأغاني ) لمدينة حلب ، و أهدت حمص - العدية النجية الأبية - اسم ( الخالدية ) لشقيقتها الشهباء .. خلعته بدورها على حي ( العمران ) الحديث نسبيا - سمي وقتها على اسم الشركة المنفذة - و هو المنبسط شمالي شارع النيل و حتى تخوم جمعية الزهراء ، على الأطراف الشمالية الغربية لحلب

الخالدية سر ذائع من سيرة السيف المسلول ( خالد رضي الله عنه ) و ورقة من غصنه النضر ، يخترق أسوار الروح و الرتابة و العمر المعلب . أخذني إليها أكثر من مرة زوج خالتي ( محمود عرب سعيد ) أتذكر فيها الشارع الصاعد المشتهر لاحقا ببيع الخضار المقشرة الجاهزة للطبخ ( أطعمة الدلال ) و بعدها تعددت و تنوعت مجالاته التجارية ، إلى أن حدث نفسه بالثورة شريكا أصيلا مع الأحياء الأخرى و المناطق السورية .. الشهيد محمد أحمد العبو سقط دفاعا عن الحجر الأسود في 18 / 7 / 2012 م ، و الشهيد أحمد السيد سقط دفاعا عن حي صلاح الدين في 22 / 8 / 2012 م ، كلاهما من رحاب الخالدية


خرجت عشرات المظاهرات من جامع الغفران و العمران و الشافعي ، منها المظاهرة الطلابية في 24 / 5 / 2012 م .. الشهداء من الصغار و الكبار ، منهم أحمد دياب و أحمد عبد الرحمن و جمال أو جميل مراوي و حمزة عبد الكريم و محمد عبد الكريم و طلال شحرور ، تناثرت دماؤهم بقعا حمراء ، فامتزجت مع أوراق الزهور و النباتات في المعرض السنوي المعروف هناك


بتاريخ 5 / 8 / 2012 م اكتشفت 13 جثة مجهولة لشهداء قتلهم فرع الأمن الجوي المجاور ، و في 28 / 10 / 2012 م قصفوا فيها عائلة نازحة فأبادوها بالكامل .. النازحون حيثما تحركوا سقط السقف ذاته فوقهم ، حماهم الله من هذا النيرون و نيرانه ،، إنها تفاصيل و صفحات لن تنسى في سجل الحرية المضرجة ! تعبت الخالدية في حمص و تعبت الخالدية في حلب ، لكن الروح لم تتعب لم تتغير لم تتغبر


و إذا كانت النفوس كبارا .... تعبت في مرادها الأجسام

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

الأنصاري الشرقي

في الياروقية غربي حلب القديمة ( اليرق بالآرامية هو الأخضر ) رأت امرأة صالحة رؤيا لشيخ يقول : انظروا قبر صاحب رسول الله ، سعد بن أيوب الأنصاري . فلما ذهبوا للمكان المرشد إليه وجدوا قبرا و جثمانا ، اتخذوا عليه مسجدا و انتسبت المنطقة بجبلها و سهولها و بساتينها إلى .. الأنصاري ! المفارقة أن ضريحا آخر في المحلة بمصر لسعد الأنصاري - رضي الله عنه - الذي كان من قادة جيش عمرو بن العاص

بيتان يعودان بذاكرتي إلى هناك ، بيت الحاج بشير أبو اصطيف - ابن عم أبي - و بيت الحاج عبد السلام أبو كامل - ابن خالة أبي - أول حي الأنصاري الشهير و شرقيه ، لم أكن أدري أننا كنا نعيش أحلى أيامنا ! في عدد الغارديان البريطانية 30 / 10 / 2012 م حديث عن دمار حلب الحالي ، كأسوأ دمار لمدينة كبيرة بعد برلين في الحرب العالمية الثانية 1945 م ، إنه عقاب الوحوش البشرية و امتحان شجاعة الشعب ، دون أن تظهر النتيجة و لن تظهر و هيهات أن تظهر


في لحظة ملامسة الحقيقة يتقدم التاريخ و ترتفع قبضات القبضايات ، ثورة المجتمع السوري هي العاصفة الممتدة من حوران للحسكة ، تقتلع بالضرورة محاكم التفتيش و عقود الزيف و الشذوذ .. قطعوا الماء و الكهرباء و الإتصالات و المواصلات عن الانصاري الشرقي ، قصفوها بالمدفعية الثقيلة من منطقة الراموسة ، ردت بمظاهرات التضامن الأنصارية مع سيف الدولة ( الساعة الثانية و الثالثة ليلا .. هل تصدقون ؟ ) . في 23 / 5 / 2012 م خرجت عدة مدارس متجاورة في وقت واحد تهتف للحرية و شروق الشمس ، و في 30 / 7 / 2012 م استهدفوا مستشفى زرزور ، وفي 10 / 9 / 2012 م استشهد فيها 4 أحرار - و جل سكانها أحرار و أنصار - و في 5 / 10 / 2012 م احترق منزل بكامل سكانه


استشهدت الشابة هبة وتار بتاريخ 3 / 10 / 2012 م ، و استشهد عمر حردان - طفل بعمر سنتين - و أحمد درويش و ابراهيم مخزوم و صلاح قمند و فادي قمند و ياسر عرب و يحيى دبلوني و غيره و غيره . العنف الدموي و البطش المدمر و حرق الأخضر و اليابس ، لم يمنع مظاهرات جامع الرحمة و جامع البتول و جامع العباس ، شارع السنديان لن تركع سندياناته بعد الآن كما حي السكري المجاور ، كما كل أحياء حلب

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

فسيفساء السريان

حوالي الساعة 16 من يوم الوقفة 25 / 10 / 2012 م ، قبض الثوار على شخص حاول ركن سيارة مفخخة في أحد شوارع ( السريان ) بحلب .. تماما كما حصل بمنطقة باب توما الدمشقية ، عندما أودى انفجار بعشرات المسيحيين

الحقبة السريانية حقيقة أعمق من العبث ، هي جزء تاريخي و حضاري و ديمغرافي من الهوية الوطنية ( مئات الكلمات الحلبية سريانية : انبلش ، باظ ، ببو ، بعق ، برطوش ، جهجه ، دبق ، شطف .. إلخ ) و الكنيسة السريانية - خاصة الأرثوذكسية - أقدم الكنائس المعروفة ، فهم ليسوا بالجالية كما يشاع ، و إن كان الحي أنشئ إثر هجرة أهل أورفا و الرها ، في عهد مرعي باشا الملاح - 1856 / 1930 م - غربي محطة بغداد و شرقي شارع فيصل و جامع الرحمن و جنوبي الشيخ مقصود و الأشرفية


أبجديتي هنا قصص الصديق المهندس عبد الحنان عن شقيقه خليل ( استشهد في مجزرة تدمر 27 / 6 / 1980 م ) و شباب الرحمن .. و كذلك دار الأيتام و مديرها الأستاذ مجاهد شعبان ، رحمه الله ( أحيانا يذهب لها منتصف الليلة الماطرة لحاجة يتيم أو مرض نزيل ) ! ثم فرع المخابرات العسكرية الشهير و رئيسه مصطفى التاجر القادم من ريف اعزاز ( المقر كان معملا للجوارب صودر من مالكه يوسف مشخص فترة التأميم ) و .. المارثون الكشفي السنوي في 6 حزيران ، و أول كنيسة من الخشب سنة 1925 م


السريان الجديدة و القديمة و أطلال الأمن و الحرش ، حي فسيفسائي من المسيحيين و مذاهبهم و المسلمين الأكراد و العرب و التركمان ، خليطه التعارف و التعايش و التعاون و التسامح . في 30 / 9 / 2011 م خرج يهتف بكل الألسنة : يا رستن حلب معاك للموت !! و في 20 / 10 / 2011 م خرج يرد على دعاوى التأييد و مسيرات الزيف


انتشر القناصون على سطح مستشفى ابن رشد ، و احتل الشبيحة المستشفى السوري الفرنسي ، و أخذت ثكنة المهلب القريبة تدك المنطقة بكرات اللهب و موسيقى الجنائز ، و مع ذلك فإن مظاهرات جامع إبراهيم بن أدهم لم تخف أو تختفي .. سقط شهداء كثر يوم 10 / 9 / 2012 م منهم الطفلة روهان شيخو - 10 سنوات - و أصبح السريان نقطة تماس


المستبد الضليل يمارس الطائفية و يزكيها ثم يتهم شعبه بها .. يسوق أولادنا للتجنيد حتى يقتلنا بهم !.. عجبي من عبقريته منتهية الصلاحية


قصته مع الأقليات تشبه قصة القرد و كعب الجبنة

العرقوب .. لا تتثاءب

إبراهيم كريم - أحمد الحجي - أيمن السعدي - حامد حوت - خالد أبو هشام - عبادة جمعة - عبد الناصر عقيل - عبد الحليم الغفاري - عبد الكريم عسكري - عدنان الفروح - عمر عبد العزيز - شفيق العطية - محمد النجار - محمود سفراني - محمود الفرج .. هؤلاء من شهداء ( العرقوب ) في حلب ، بهم نزدهر و ننتصر و نفتخر! كل حرف من أسمائهم التي أحب و أعشق ، يعدل آلاف الصفحات و المعلقات . ترجلوا رجالا نصغر أمامهم ولا نكاد نبين ، عليهم تحيات الله و خلوده

العرقوب : موضع الإنحناء من الوادي و طريق الجبل أيضا .. عرفته حيا لا يهدأ من ضجيج المعامل و المصانع ، حتى يكاد يخلو من السكينة و السكان . في أعلاه جامع الأنصار الذي افتتح سنة 1976 م ( كان خطيبه الرجل الصالح عبد الباسط حسون ) و قد قصفت منارته البديعة في 14 / 9 / 2012 م ، و في أدناه دار الأفراح و تكية و مزار شيخ الطريقة الوفائية الصوفية أبي بكر الوفائي ( ت 991 ه ) ، و على مشارفه الجنوبية المرتفعة ثكنة هنانو و البختي و جنة جبل العظام ( فيها قبر القارئ النقشبندي محمد بشير دحدوح ، و الداعية أبو الأمين محمد بشير كرمان ، و يوم 29 / 3 / 2012 م ووري ثراها الطالب الجامعي الشهيد أنس سمو ) .. و ما بين الميدان و أقيول و الأحياء المحيطة ، تتميز منطقة العرقوب بفاعليتها و إنتاجيتها ومعتركها و نبضها المستدام


المسخوط الإسخريوطي دك فيها جهارا نهارا 25 معملا و منشأة بتاريخ 14 / 9 / 2012 م ، و قبل ذلك بيوم واحد أحرق مشفى الأطفال عن بكرة أبيها .. شركة الماء و جامع القرآن الكريم و بسمة عمي الحاج ديب - الصناعي العصامي - و الرمضانية و النسيج و البلاستيك و الخردوات وما ينفع الناس و يسعدهم ، كلها أهداف حربية لبراميل البارود و الشيطان الرجيم
العرقوب لا تتثاءب .. ولا تنهزم

السبت، 27 أكتوبر 2012

بستان الباشا

تصبب العرق على جبين و عيني ( رجب باشا ) أخذ زفرة عميقة و وضع طربوشه جانبا ، لم يصدق ما رأى ، لم يصدق ما قرأ .. بستانه الأثير على ضفاف النهر ، صار شوارع و عمارات يقصفونها بالطيران و المنجنيق ! و أهل حلب الذين تولى ولايتهم سنوات عديدة في القرن الثامن عشر ، تتناثر دماؤهم و صرخاتهم و آهاتهم

أمر مرير أن تبلغ أموال و أملاك عائلة الأسد 122 مليار دولار ( هذا ما أكدته أنفيستوبيديا 20 / 10 / 2012 م ) لو قسمت على 23 مليون - سكان سورية - تصبح حصة كل نسمة 5300 دولار كاش ، ما يعادل مجموعه نصف ميزانيات الدولة منذ 1970 م . حق للشعب الغاضب أن يثأر من فقره و من حرمانه و من عذاباته ، أن يهرب من موته اليومي و إفك الأفاكين و المرابين وكفرة الشرف
بستان الباشا و الثروات المنهوبة و أسى الأجيال ، عناوين الإعلام و الحقيقة المشرئبة ، فهذا الحي الشامخ ثورة و شهامة و شهادة ، استعصى على القبر و استعصى على العطش . قصفوا معالمه المستحدثة و قصفوا أنبوب مياهه ( 8 - 9 - 2012 م ) تاريخه الرفيع و تضاريسه المرتفعة و تموضعه الاستراتيجي ، أزعج و أوغل الغول ، سيما و أن جواره الهلك شمالا و الشيخ خضر شرقا و الشيخ مقصود غربا


كمال شوان يختصر القصة عندما قنصوه عمدا في قلبه 8 / 8 / 2012 م ، لكن براميل البارود تشرح منسوب المجازر و ورطة شيخ كار القصابين .. في 27 / 8 انتشال الشهداء من تحت الأنقاض ، في 29 / 8 تدمير المباني الآهلة ، في 31 / 8 عشرات الشهداء و المصابين ، في 5 / 9 عشرة شهداء ، في 21 / 9 تدمير 3 عمارات


أطفال مدرسة الصباغ في 4 / 3 / 2012 م قتلى و جرحى ، طفل بعمر السنة و طفل بعمر الشهرين و امرأة استشهدوا بقصف 28 / 8 / 2012 م ، الطفل ماهر مطر - 10 سنوات - قتلوه بقصف مشفى زاهي أزرق .. الدخان الكثيف يغطي سماء بستان الباشا في 11 / 10 / 2012 م ، و اليوم أيضا تحت لافتة الهدنة


مشفى فرح اسم طريف للواقع القائم ، لم يستطيعوا حرقه . كما لم يستطيعوا طمس سرايا رجب باشا - قرب جادة الخندق - و التي تحولت لمديرية الثقافة

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

الميدان .. والمداهمة

سلام من ( ميدان ) حلب ، لميدان دمشق الفيحاء

سلام من ( ميداني ) حلب و الشام ، لميدان تحرير قاهرة المعز ، حيث المسجد و الكنيسة و البرلمان


بعد الحرب العالمية الأولى في 1918 م تقريبا ، ابتدأت هجرة الأرمن و الأروام لمدينة حلب و سواها . استوطنوا منطقة ذات خصب و خضرة اشتهرت بعدها باسم ( براكات الأرمن ) هي مابين ذراعي سليمان الحلبي غربا و السليمانية شرقا ، و الجابرية جنوبا .. كأنها موضع الكبد من الجسد أو البلد


ترمز بكل سوابقها للتسامح الديني و الوطني ، و تبرز فيها المسحة الأرمنية و مهنة ترميم المركبات . وجد فيها النظام - سنة 1980 م - موطئ قدم ، فزرع لمصاصي الدماء اللطفاء مقر المداهمة و الاقتحام ( هو يتبع الوحدات الخاصة في الجيش و يأتمر من المخابرات العسكرية ) ! صار حي الميدان القمقم ، و فرع المداهمة .. العفريت
هبت رياح الغيرة و التغيير على ( الميدان ) و كانت أولى احتجاجاته من جامع شبارق في 31 / 5 / 2011 م ، ثم ابتكر فكرة المظاهرات الطيارة ( السريعة ) فكانت شبه يومية ، كما في 2 و 3 و 4 / 8 / 2011 م . لكن أهم مظاهراته انطلقت منذ 19 / 6 / 2012 م ، و ما بعد ذلك


طال القصف كل دور السكنى و العبادة ، في ذمة الله ضحاياه الكثر ، ومنهم السيدة التي قنصوها قرب دار العجزة يوم 10 / 9 / 2012 م . و كذلك إيلينا مخجيان التي شيعت من كنيسة القديس كريكور في 27 / 8 / 2012 م ، كانت تمشي في الطريق فتسلوا بقتلها
دمار الميدان بقصف 28 / 9 / 2012 م و احتراق المباني المأهولة في 13 / 10 / 2012 م ، و الشهداء الأحباء مصطفى رجب و محمود بكور و محمد الموسى و سامي سكران و حبيب مروش و أحمد الخلف و عمر حز و لؤي الحلبي و عبد السلام ناصر و عبد القادر جسري ، كلهم عطروا بدمائهم الزكية أنحاء الحي .. أيضا الشهيد عبدو الشيخ الذي قتلوه قرب مديرية الزراعة في 6 / 10 / 2012 م


دار المعلمين و خان الزيتون و كل معالم الميدان باقية و ستشاد ثانيا و عاشرا ، لكن فرع المداهمة .. إلى مزبلة التاريخ

الأحد، 21 أكتوبر 2012

خان العسل

حياتنا كالدفاتر البيضاء ، تلونها أصبغة .. الزمن

خان العسل ، البلدة الوثيقة الوديعة المنتمية لجبل سمعان جنوب غرب حلب ( صارت أحدث ضواحيها ) ! عرفناها ترقب طريق الشام و إذ بها ترقب طريق الحرية ، قامت تقول للنخاس ( لا ) ودعته بتلويحة قدميها . لكنه فخخ أنهار العسل و اللبن بالبكاء و الدم الأحمر ، شجار علا على أشجار السرو و الصنوبر ، حتى غابة الصداقة السورية الصينية ( 12 دونم افتتحت في 2 / 2 / 2012 م ) تجدها تحدق في أثوابها الممزقة


مطلع سنة 1973 م أخذونا إلى هناك ، ننتظر أبي و أمي العائدين من رحلة الحج - كعادة الحلبيين - أقاموا لأمي في بيتنا ( قرنة ) كالعرش المتوشح بالأضواء ، أجلستني يمينها و على شمالها أجلست أختي آخر العنقود . فرحنا بالهدايا الحلوة ، و منها دمية تلفاز نشاهد منها صور الحرمين الحبيبين .. آآآآه كيف تصبح الذكريات مجرد صدى داخل دهاليز تنهار ، قبل أيام فقط أحرقوا منزلنا في سيف الدولة ، شعرت أن أحلامي برؤيته تذبح ذبحا


انتشرت المزارع العائلية و المساكن الراقية في هشيم خان العسل أواسط الثمانينيات ، تماما كانتشار مظاهراتها السلمية و الحضارية و الشريفة ( انظروا على اليوتيوب مظاهرات جامع يوسف و جمعة كذا و جمعة كذا ) .. اختزن النخاس حقده الدفين و أرسل ما نراه ، طيران الميغ يقصف بالجملة كل شيء ، وكذلك المدفعية الثقيلة ، قصفوا حتى مدرسة الشرطة


في غارة 20 / 7 / 2012 م استشهد جمال كسحة و جمعة قرنفل و حسين حايك و عبد الناصر بركات و مضر عكوش
في قصف 4 / 8 / 2012 م قتلوا الشهيدة أمينة صنديل ، و زياد صنديل - 13 سنة - و مصطفى العمر و طفل بعمر السنة الواحدة ، لم أعثر على اسمه
في غارة 31 / 8 / 2012 م استشهد الطفل محمد رياض ناصر - 8 سنوات - كان يحتفل قبلها بعيد ميلاده ، آخر احتفال
في قصف 9 / 9 / 2012 م استشهد صلاح البني ، و البطل المجند المنشق من درعا ( حسين مبارك ) تعظيم سلام لحوران الغالية و تضحياتها الخالدة
في غارة 25 / 9 / 2012 م قتلوا الطفلة ليالي زعرور - 4 سنوات - و قتلوا محمود البدوي و قتلوا و قتلوا
في قصف 16 / 10 / 2012 م استشهد الطفل عبدو وراق - 12 سنة - و استشهد و استشهد


قريبا جدا ، يعود العسل إلى خانه .. قريبا جدا ، يطلق سراحك سورية

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

دماء القصيلة

أمضيت أياما في ثانوية هنانو بحي ( القصيلة ) و أياما بالقرب منها في الثانوية الشرعية - أبو النصر البيانوني ، الشيخ الشهيد رحمه الله ، أجرى لي وقتها امتحان القبول - ثم أياما في ثانوية الكواكبي ، إلى أن استقر بي المآل في ثانوية القنيطرة ، القريبة من بيتنا و من حديقة سيف الدولة .. كنت في الصف الأول المتوسط

الاسم / في المصادر هي ( القصيلة ) الأرض المزروعة بالشعير ، أو الفصل ما بين السور و الدور . لكن الناس يسمونها : الأصيلة

المكان / جنوب قلعة حلب ، و شمال حي الصالحين
الولادة / في يوم ما ، ق . م


تشعر بها صرخة صمت و هيبة ، و بيوتاتها العربية التقليدية تحمل لمسات القرون المتتابعة ! الأصيلة اليوم تضمخت دماء أبنائها بدماء أحجارها ، الأصيلة اليوم أودعت أمرها إلى الله .. هل تراهم دمروا جامع الطواشي ( جامع آل سلقيني ) المبني في عصر المماليك أواسط القرن الثامن ؟
هل تراهم دمروا حمام الشقتمر ، المشاد سنة 177 ه ؟؟
هل تراهم دمروا المدرسة الصاحبية و باب المقام ؟؟؟
هل تراهم دمروا سوقها و سبلها ، و سلامها ، و حمامها ؟؟؟؟


محمد قزموز قتلوه في قصفهم للمبنى المجاور للقصر العدلي يوم 6 / 8 / 2012 م ، و محمود كردي أطلقوا عليه قذيفة هاون في 28 / 8 / 2012 م ، و كذلك قتلوا عبد الباسط جنيد و عماد العفورة و إيهاب جبولي و وليد عكو
قصفوا الحي و الأحياء - كعادتهم الذميمة - في 12 / 10 / 2012 م فقتلوا الطفل حمزة شرفو - 3 سنوات - و يوسف شرفو و محمود عساني و محمد حداد ، و قبيل ذلك في 10 / 9 / 2012 م قتلوا 3 شهداء في قصف الدوار
لا استجابة لمطالب الأصيلة و الشعب السوري ، و منها مظاهرة المحامين الأحرار يوم 24 / 5 / 2012 م ، فلا حياة لمن تنادي .. لقد أسمعت لو ناديت حيا

يا قاصف القصيلة قف : لماذا تدعي أنك تحميها ؟ قبحك لن تواريه الدماء السائلة ، و سحرك لن ينعقد - بعد الآن - بأكاذيب إعلامك

اللعنة عليك

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

باب الجنين

يحكي ابن شداد أن منطقة ( باب الجنان ) في حلب لا تضر فيها لسعة الأفعى ، لوجود طلسم برج الثعابين هناك !! هذا الباب المندثر حاليا خربه كسرى و نقفور و هولاكو و تيمورلنك ، و لم تزهق روحه إلى أن هدم آخر مرة سنة 1310 ه لتوسعة الطريق ( آخر بناء له في 820 ه و آخر ترميم في 918 ه ) في داخله جامع القصر القديم و ضريح الفيلسوف السهروردي ( 545 - 586 ه ) و قسطل أبي خشبة ، وهو يبعد عن باب أنطاكية مئات الأذرع نحو الشمال .. وقيل أنه كان يفضي لجنان حلب الغربية ، حيث نهر قويق و بساتين الفستق و الثمرات ، و على مشارفه الشرقية يربض جبل العقبة ( وجدوا كتابة هيروغليفية على بعض أحجاره ) و من الذاكرة المستعادة فإن أهم ملامحه الزحام و .. سوق العتمة ، تجد فيه أسماك الفرات و زيوت عفرين و ألبان حماة و سمنها الحديدي و حمضيات الساحل و زيتون إدلب و كرز أريحا و تفاح القصير - الصغير السكري - و دنيا الخيرات و الطيبات . كنت أقطع هذا السوق أيام الصيف في طريقي لمحل الحاج إسماعيل عطار - رحمه الله - بسوق الوزير ، كان صديق أبي أذهب لمعاونته تدريبا و تمرينا على أبجديات تجارة الأقمشة

آخر مرة شاهدت المنطقة في 1980 قرب المنشية الجديدة ، كانت شاحنة عسكرية تسحل جثمان أحد الشهداء ، أظنه من آل حماد أو الحجار ( وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ؟ لا فض فوك يا ذات النطاقين ) إنه مشهد مروع يعكس سقوط الأخلاق و فجور القتلة


الملك الكذاب - من الثلاثة الذين توعدهم الله بالغضب - ورث المسالخ البشرية عن أبيه القصاب ، وأسقط برميلا للبارود فوق المارة في 2 / 10 / 2012 م صرع فيه 5 شهداء و عشرات الجرحى و النازفين ، منهم سيدة استشهدت قرب المصرف العقاري . كما اغتال قناصته من فندق الأمير امرأة من آل هورو يوم 5 / 9 / 2012 م ، و كذلك قتلوا بجانب فرع المرور الشاب حسام شوا .. كثير من الشهداء سقطوا هناك عرف منهم ، أحمد درويش و مصطفى درويش و إبراهيم الآغا و محمد جمال ، رحمهم الله

الجنان أو الجنين سيان .. تاريخ مندثر يرفض اندثاره

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

حلب الجديدة

تحمست و رفاقي للذهاب إلى ( حلب الجديدة ) تمشية مسائية من صلاح الدين ، ففيها فرع للحلواني ( مهروسة ) كما أكدت لهم ، و لما وصلنا بعد مسير ساعتين لم نجد إلا بعض الفلل الحديثة أو التي تحت الإنشاء . انتبه محمد أبو صالح ( الشهيد ) أنني أخطأت بقراءة عنوانه فهو : حلب الجُديدة - أي بضم الجيم - حيث محله الرئيس !! حينها صالحتهم ببديله ( كازوز ستيم ) المنعش ، كان هذا من بقايا الذاكرة الطفولية ، صيف سنة 1978 م .. و بعدها صارت أراضيها و عقاراتها بورصة للمساومات و المزايدات المبالغ فيها ، بفعل بعض شركات توظيف الأموال

في جمعة ( أحرار الساحل ) 12 - 10 - 2012 م خرجت مظاهراتها من مسجدي الشيخ عمر و الرحمة ، رغم قبضة أكبر مقر للأمن العسكري في حلب و ريفها .. لم تعد تحتمل مراقصة الأفاعي ، لم تعد تحتمل المزيد من النازحين
حلب الجديدة ، قلق على المصير و تمسك بالبقاء ( أكبر وأرقى أحياء حلب الغربية ، فيها جمعيات سكنية كثيرة ) تعيش اليوم مابين الحنان و القتل ، ترحيبا بالوافدين قسرا لبيوتاتها ، و خشية من رعونة القصف و البارود . إنها لحظة الذات و الحقيقة و الصداع المكتوب ، استنفرت مبكرا بمظاهرات عمر بن الخطاب و الشيخ عمر و أسيد بن حضير و الرحمة و النور و جل الجوامع و المدارس ، مدرسة موسى بن نصير و تقنيات الحاسوب ، و ميدان النيوتاون و المتنبي ( معذرة للشاعر العظيم المتنبي تغيير اسم مدرسته لمن هو أحق بها ، فالشهيد علي برغل كتب شعره بدمه و لم يكتبه بحبره ) !! خرج حرائرها في 17 / 2 / 2012 م يهتفن بحناجرهن كما الخنساء يوما ، كما سمية يوما ، كما نسيبة يوما


كانت منطقة الجديدة - بضم الجيم - شهدت حرق 4 أطفال أشقاء ، رآهم أبوهم متفحمين بنيران تلامذة الفرعون الذي أمر بذبح الأطفال و اختطاف النساء ، استشهد ( عبد القادر هاشم ) في اليوم التالي 4 / 10 / 2012 م بحلب الجَديدة ، رحمه الله و أولاده . الطفل ملهم المصري - 8 سنوات - و عمار باطوس و بلال خضير و محمود الويس و ياسين مصطفى و عمر سودة و محمد مستت و محمد شحود و فراس حاووط و محمد فاتح الشهابي ، كلهم استشهدوا في حلب الجديدة .. محمد شحود حطموا عظامه تحطيما في فرع المخابرات الجوية

حلب الجديدة .. تتحدى القيود و الحديد
سلام دامع له

السبت، 13 أكتوبر 2012

الشيخ مقصود !!


الشيخ مقصود ، و الشيخ خضر و الشيخ فارس و الشيخ نجار و الشيخ سعيد ، أسماء لأحياء حلبية تعود لبعض النساك أو المتصوفة . و في منطقة ( كفر جنة ) صعدنا لقمة أحد الجبال و زرنا هناك مسجدا صغيرا و قبرا لولي صالح غامض ، ربما كان ذلك سنة 1978 م 


حي الشيخ مقصود الكردي و العربي ، اشتروا أراضيه للبناء من الراحل ( محمد ناجي بصمه جي ) ستينيات القرن الماضي ، ثم جاءهم ( الصائل ) بقرار استملاك في 30 / 9 / 2010 م لطرد سكانه الكادحين الذين يزيد عددهم على المائة ألف نسمة !! و تاريخيا كان يطلق على هذه المنطقة الممتدة من عين التل شرقا و الأشرفية غربا ، و التي تقع أعلى شمال حلب : جبل السيدة و حي الخنساء . و على طول 2 كم في الشيخ مقصود غربي و شرقي ، راح أهلها يسابقون الوقت و الحلم و يتحاملون على آلامهم ، و كل نهار أنين يلملمون من معنوياتهم لخوض الخلاص الوطني ، مع أشقائهم في المدن و الأرياف الأبية


استشهد فيه العشرات منهم السيدة أمينة حسن بتاريخ 7 / 9 / 2012 م ، و الطفلة جوان نعسان ( 8 سنوات ) و أختها تولاي ( 6 سنوات ) و أختها شيرين ( 3 سنوات ) بذات القصف القاتل ، و في 30 / 9 قنصوا الشاب محمد حسن خيرو . و أكثر المشاهد إجراما عندما قنصوا تلميذ المدرسة يوم 6 / 10 / 2012 م ( كان يركض كعصفور مذعور حاملا حقيبته الصغيرة ) أحيوا يقتله ذكرى حرب تشرين التحريرية .. تبت أياديهم 


حكايات الشيخ مقصود لا تنته ، الرجل البخاخ جابر عثرات الثورة ، و إسعاف المصابين لمستشفيي المحبة و حنان في 9 / 5 / 2012 م ، و خطف الفنان صلاح الدين محمد في 16 / 6 / 2012 م ، و لجان الدفاع الشعبية ، و أوجلان ( المولود في 24 / 9 / 2012 بمدرسة رفعت الحاج سري ) الذي وصل الحياة نازحا مع أمه


رحم الله الشيخ مقصود ، الغابر
حفظ الله الشيخ مقصود ، الثائر

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

الحيدرية .. تستشهد

في أحد أيام 2006 م أرسل الأسد جرافاته و كساراته إلى حي ( الحيدرية ) في حلب ، و راحت تعيث فسادا و تخريبا في الدور و الدكاكين بحجة بنائها على أراض مستملكة لمجلس المدينة ! ( الحقيقة أن أصحابها أخذوا موافقة البلدية المسبقة ، وكان في الأمر صفقة فساد ) رأينا الصورة الشهيرة للمرأة العجوز وهي تنتحب كسيرة الخاطر ، بعدما ضربوها و طردوها و هدموا بيتها المتواضع .. لعلها انتقلت إلى رحمة الله فلم تشهد تدمير الحيدرية ببراميل البارود ، و انتشار الأشلاء البشرية مع الأغصان الممزقة

مجازر الحيدرية لا تنته ، و كأن في الأمر تصفية حساب من طرف حرامية الشعب ، ففي 4 / 10 / 2012 م استشهد في القصف 21 شهيدا ، عرف منهم : فياض و فاروق و شقيقهما الطفل ، أحمد عزيز ، أحمد العجيلي ، إبراهيم شوقي ، إسماعيل كهية ، عبد الله مايل ، علي عبد الله ، حاتم بصومة ، جوان عبدو ، محمد صبحي حجي ، و موسى العجيلي


في 7 / 9 / 2012 م قصفوا الحي بطيران الميغ 21 ، قياما و قعودا و على جنوبهم
في 15 / 9 / 2012 م قصفوا خزان المياه ، عل سكانها يقضون عطشا
في 20 / 9 / 2012 م قصفوا رجلا و طفلين ، بجانب صيدلية الحنون
في 29 / 9 / 2012 م قصفوا مدارس المنطقة ، حتى يعم الجهل و يسود التخلف .. و في 8 / 10 قتلوا الطفلين عبد القادر حنان و محمود حنان ، و أحمد أديب و أحمد الحاج ملك ، وهكذا


الحيدرية ، حي الشهادة و الشهداء ، مشكلته أنه أراد استخلاص حريته السليبة و ابتغى التغيير ، قابله النظام بمنطق التصفية و ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد . و لأنه من الأحياء الفاقهة و تسمى بلقب الإمام علي و حضرته حيدرية النجف ، ذهب لفضاء الوطن الواسع و تمرد على التبعية و الرق ، تعرضت جوامعه المعروفة الفتح و القادسية و صلاح الدين و النعمان بن ثابت ( قصفوا مئذنته المهيبة ) لكل التنكيل و العربدة ، ويوم 21 / 8 / 2012 م قذفوا دوار الحيدرية بأثقل أنواع المدافع و الصواريخ ، منها صاروخ روسي لم ينفجر صار لعبة للصغار 


يتميز بوشائجه المتينة مابين سكانه ، و بتمازجه السكني و الصناعي و شبابه المستدام ( نصف قرن فقط ) ، قريب من مدينة الشيخ نجار و عين التل ، شمال الصاخور و غربي مساكن هنانو و أقصى شمال حلب


الحيدرية تستشهد أو تنتصر ، لا تستسلم .. هكذا كتب أحرارها في لافتاتهم

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

ساحة سعد الله

قال الدجيما : و ما آفة الأخبار إلا رواتها !! هؤلاء سحرة البطلان في الإعلام الحجري الرسمي ألا يستحون ؟ شاهت الأقلام شاهت الثرثرة

العروس الحزينة ( ساحة سعد الله الجابري ) في حلب ، لم تلتئم جراحها بعد حتى راح أولئك المطبلون المزمرون ، يتراقصون على دمائها مثل مهرجي السيرك


نعم ، كل قطرة دم سورية خسران مبين ، وقد حزنت لمصير الصحفية ( منى بكور ) رحمها الله ، والتي قضت في الانفجار المروع صبيحة الأربعاء 3 / 10 / 2012 م ، دخلت على موقعها الموالي ( سورية القلعة ) وجدته سطحيا و مؤامراتيا و غبيا .. فما حكاية الساحة يا ناس ؟


كنا تلامذة و كانوا أيام المناسبات يحشروننا فيها ضحى ، فنسمع و نسمع و نسمع ثم ننصرف ، و في مهرجان القطن نتفرج على العروض الفلكلورية ، و إذ بالقطن يبيد و الثلج يذوب . ألغوا منها أولا خط الترماي و أزالوا سينما الجمهورية ، ثم منعوا منها التجمع و التعددية ، و بعد ذلك حولوها مربعا أمنيا محتكرا لشبيبتهم و شبيحتهم .. ساحة سعد الله الجابري ، الأولى مساحة و الثانية تراتبية ( ورثت باب الفرج ) و الثالثة جدة و امتدادا عمرانيا ، و حاليا هي الوسط في المدينة ، تحيطها الشوارع العريضة التي تصل مابين المنشية القديمة شرقا و الجميلية غربا و الحديقة العامة شمالا ، يطل عليها المبنى الرئيسي للبريد ( استوقفني فيه أحد حراسه من سرايا الدفاع في 1980 م و راح يتكلم بفجور و غطرسة ) و كذلك كان بقربه فرع الأمن السياسي و فرع حزب البعث ، و فرع لمحل سلورة المشتهر بحلاوة الجبن


الزعيم الراحل ( سعد الله الجابري ) 1891 - 1947 م ابن مفتي حلب و نقيب أشرافها ، ترأس الكتلة الوطنية و سجن في جزيرة أرواد ، و تسلم رئاسة وزراء سورية من 1943 إلى 1945 م . تنكر بلباس مطران أرثوذكسي لينفد من قصف الفرنسيين لفندق أوريان بالاس في دمشق ، و اختار سكنه على أطراف هذه الساحة ( عمارة مركز إم تي إن ) التي أصابها الدمار مع مقهى جحا التاريخي و نادي صف الضباط و الفندق السياحي الرائع


النظام أبو العنف و الجهالة و المجازر ، و كل ما يحدث اليوم كان متوقعا و هو في رقبته و رقبة رئيسه المائع المستهتر ( حتى مجزرة المدفعية 16 / 6 / 1979 م ) و هذه الكلفة البشرية الهائلة نتيجة وحيدة لسياساته و رعوناته و أفعاله ، و حين يقامرون بالوطن و الحقائق الساطعة و يتبجحون و يتفيهقون ، ستأتي سنن الله لتقول لهم : أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده وهم لا يشعرون ، الآية

أنطاكية .. والبطل معروف

منذ القرن 4 قبل الميلاد ، تأسس ( باب أنطاكية ) ليكون بوابة الشارع المستقيم الممتد من قلعة حلب إلى سورها الغربي ، إنه الباب الرئيس و الأقدم إذن . دخله الفاتحون بقيادة أبي عبيدة بن الجراح ( سنة 16 ه ) و أقاموا بقربه أول مسجد في مدينة حلب ، اسمه الأتراس ( وضع الجنود أتراسهم أمامهم في الصلاة ) و يسمى أيضا العمري و الغضائري و التوتة و الشعيبية إلخ .. و لكل تسمية قصة !! رممه كثيرون منهم سيف الدولة في 353 ه ، و ارتبط في المخيال الشعبي بسيرة الشيخ معروف بن جمر ( كان بطلا اشتهر بالكرة الحديدية التي حارب بها الصليبيين ، ما تزال معلقة هناك بسلسلة و مربوطة بعصا ، قطرها 20 سم ) وقد دفن صاحبها على بعد 700 م في المدرسة الشاذبختية ، حدثني عن حكاياته ابن خالتي محمود ، رحمه الله

أنطاكية القريبة ، المدينة التوأم و الشقيقة الرؤوم ، اختارت شعاع الشر واعتنقت مذهب ابن نصير ربما بسيف ( حسن المكزون ) في القرن السابع الهجري ! قبل ذلك أنشأ حسين الخصيبي ( 260 ه ) مركز حلب الباطني بإشراف علي الحلي ، و كذلك مركز بغداد بإشراف علي الجسري ( مركز حلب انتقل للساحل السوري و مركز بغداد دمره هولاكو في اجتياحه ) ، وقعت أنطاكية العربية و الحضارية فريسة العتمات و الأضاليل ، و كأنها ثانية تتنكب دعوة المرسلين و تتقمص طريق المسرفين

باب أنطاكية ، التاريخ و العراقة و كلة معروف ، تستقبلك حوانيته المتنوعة في السقطية و المحمص و بقية الأسواق و الخانات ، فيه جامع البهرمية و جامع عكش ( جامع عكش جامعة شرعية مصغرة أقامها الداعية الأستاذ عبد الوهاب طويلة ) .. كنت أشاهد العمال يقفون على جانبي الباب ، جلهم من الإخوة الأكراد . و مع أخبار الثورة تلحظ المسحة التجارية على السكنى في حي ( باب انطاكة ) كما يلفظه الحلبيون ، فكل شهدائه تقريبا من عابري السبيل قضوا في المستوصفات الميدانية المقامة حديثا ، وما تزال الاشتباكات ساخنة كل يوم


اللهم ارفع الضيم عن هذا الحي و كل أحياء سورية

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

الهلك .. والصواب

يخطئ معظم المذيعين بقراءة اسم حي ( الهلك ) !! الصواب هو بكسر الهاء و ضم اللام الثانية و تشديدها ، و رغم أن الأسماء لا تعلل ، لكن و لعل الكلمة كناية عن الهلع و الهلكة . وفي أوائل الستينيات بنى خال والدتي منزلا هناك ( هو والد المدرب الرياضي عمر إدلبي ) إنما تركه سريعا لابتعاده عن العمران ، و أن بعده يماثل المنفى .. كما عللوا

حي الهلك ، شمال حلب و شامتها . يقع على حدود بستان الباشا ، جنوب عين التل و شرقي الشيخ مقصود ، صغير المساحة متوسط الدخل و كبير الطموح .. صار في الحراك قوس الثورة ، و جل شوارعه و جوامعه : عمر بن الخطاب و عثمان بن مظعون و مالك بن أنس و الفتح و الزاوية و الشيخ فارس ، صبأت عن العبودية و الاستعباد و شهدت لأجل ذلك شهادة الحق و شمم الشهادة !. قدم من أطفاله ( مهند حسناتو ) و من حرائره ( أم حسين حياني ) و من مجنديه المنشقين و المشرقين كدوار الشمس ( عبد الهادي خلف ) و كذلك : أحمد الحجي و محمد الجبي و محمد تركي يوسف و محمد خير بنيان و محمد مصطفى قاسم و خالد فاسم و عدنان جركس و نورس إسماعيل ، و يحيى جاسم ( قتلوه تحت التعذيب ) و غيره و غيره


في 25 / 8 / 2012 م قصفوا فيها مشفى الحميات ومعها الأشجار و الحياة ، و قتل الإنسان المتوحش الحيوانات الأليفة الوديعة ، دفاعا عن مليارات الأسد و مخلوف ، و التزاما بتوجيهات المرشد الأعلى و خرافاته و أساطيره ! كذلك في 4 / 10 / 2012 م قصفوا مدرسة عبد المنعم قصاص


قديما ، كان تراب الهلك يتخذ استشفاء و دواء ، من الالتهابات الجلدية و الطفح الميكروبي ( للصغار و الكبار ) .. و حديثا ، حسام الهلك قرر أن يقطع أرجل أم أربع و أربعين ، الطويلة 


الهلك قررت الصواب ، اختارت الصواب .. ارتدى أحرارها خوذة الحرية