الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

رحيل التمثال

التصفيات الميدانية في مدخل حلب الغربي أول طريق الشام ، عند عقدة التمثال القديم ( من ذلك 4 شبان أعدموا بالرصاص يوم 9 / 11 / 2012 م في الغابة القريبة ) هي بعض شلالات الدم السوري التي استساغها و استعذبها منحبكجية الوثن ، رغم تكسير مئات الأوثان لأسرة الأسد كما في حي الشهباء بتاريخ 21 / 7 / 2012 م

الحواجز المتفشية من دوار الموت أو الحمداني أولا ، و حتى دوار الموت أو الباسل جهة دارة عزة ، مرورا بالجسر و النفق مكان ( التمثال ) القديم و نزولا للكرة الأرضية ، تورطت باعتقال الآلاف و تقتيل المئات .. الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكدت في 22 / 12 / 2012 م اعتقال 40 ألف مواطن من محافظة حلب


كانت منطقة الصنم أو التمثال مشكاة المدينة ، أوائل السبعينيات كنا نذهب إليها أويقات الأصيل و أيام الربيع . تلك الفلالي المديدة و شمس المغيب و هجمة القمر تأسر ألباب الإنس و الجن ، قرقرة الأراجيل و روائح الشواء لم تكن تشدني ، من يصدق ؟؟ الذي يدغدغ أحلامي كان منظر أعمدة الإنارة المتتالية البيضاء كسلسال فضة على جانبي الشارع ، ولا أحلى !! وسط المستديرة هناك كان تمثال الخصب ، رجل الفلاحة و من حوله أسدان و أدراج و نوافير ملونة و حشد أزهار مختلفة الأنواع و متنوعة الأريج ، تتناغم مع المكان الوحشي كتناغم النجوم مع العتمة . أنجز هذا النصب في 1968 م النحات وحيد استانبولي - 1940 / 1994 م - و وقت أزيل منذ 6 سنوات وضعوا هيكلا حديديا على الدوار البديل ( الحمداني ) قبل 500 م تقريبا من الغرب ، فيما صنع عبد الرحمن مؤقت التمثال البرونزي لباسل الأسد ممتطيا مهرته - وزنه 8 أطنان - عند الدوار الثاني .. الخليفة الرشيد كافأ رجلا ماهرا بإدخال الإبر ببعضها من بعيد بمائة دينار و عاقبه بمائة جلدة ، لتبديده موهبته . الشيخ نسيب الرفاعي نزع بمطرقته تمثال صورة جمال عبد الناصر في إحدى مدارس حلب سنة 1961 م ، كما سمعت من أخي رفعت


رحل التمثال إلى المجهول لكن نغمة الماضي لن ترحل .. لن يلتق مع تماثيل هولاكو إلا إذا انكسر أحدهما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق