السبت، 22 ديسمبر 2012

المسلمية .. و المشاة

أبو فرات ( العقيد يوسف جادر ) قائد اقتحام مدرسة المشاة في 14 / 12 / 2012 م ، لخص قبيل استشهاده بلحظات صدقية و مقاصدية الجيش الحر ، أعرب عن تأثره وتوجعه من سقوط الضحايا و تدمير المدرعات و المركبات .. كأن قدر الثورة السورية ركوب الأسنة و قدر أبي عبيدة بن الجراح أن يسربل أباه بسيفه

المسلمية ، ضحى حلب و ضاحيتها ( 40 كم شمالا و 15 كم المدرسة أو الكلية ) على طريقها من مستديرة الجندول و حتى الحدود الدولية ، مستشفى الكندي و السجن المركزي و المنطقة الحرة و معسكر التدريب الجامعي ، و مخيم حندرات الفلسطيني ( صليت الجمعة فيه مع الشهيد أيمن الخطيب صيف 1979 م ، و لفتني وجود تابوت داخل الجامع ! ) افتتح كل هذه السهول المكتظة بالمزارع و المنتزهات حبيب بن مسلمة - رضي الله عنه - و .. عند دخول المحتل البريطاني حصلت قرب حريتان - جنوب غرب المسلمية - معركة مع العثمانيين بتاريخ 26 / 10 / 1918 م ، انتهت بمقتل القائد الإنكليزي الذي أقاموا له نصبا و ضريحا معروفا


العم قويق الآتي من عنتاب التركية إلى المسلمية إلى حيلان و العويجة ( نادي التورينغ ) إلى عين التل ، كان - و قناته العتيقة - نهر الريف الحلبي الأشهر واستطاع تخليد تاريخه و تأريخ خلوده ، حتى المسلمية صارت مسمى للعديد من قرى وادي النيل في مصر و السودان و غيرهما


كانت مدرسة المشاة - مساحتها 3 أكيال مربعة - المعقل الأخطر ميدانيا في صب حمم الجحيم من دباباتها و مدافعها ذات المدى البعيد على كل المنطقة ، سيما اعزاز و تل رفعت و عندان ، استشهد براجماتها مالايحصى قبل هروب عميدها آدم سليمان تحت جنح الظلام . الأرض هنا لم تشهد فقط المعارك الطاحنة و القنابل العنقودية و الانشطارية ( أسقطت طائرة ميغ يوم 12 / 2 / 2012 م ) بل شهدت عصيان السجن المدني في 12 / 8 / 2011 م


كانوا يلقون الخبز من الحوامات على العسكريين المحاصرين في المشاة كما يوم السبت 1 / 12 / 2012 م ، كانوا يقتلونهم إذا استجابوا لنداءات الثوار و رجاءاتهم المدوية بمكبرات الصوت !! كان أول الشهداء المقتحمين محمد سالم ، تبعه الملازم أول أحمد طلاس و الناشط الإعلامي أحمد ليلى و عمار العاصي و عمر البيانوني و محمود مبيض و محمود عبود و حسن درويش و خالد يحيى و وضاح ناصر ، و محمد رجلة القادم من حرستا الشآم ، و غيرهم رحمهم الله جميعا


السؤال اليانع : إلى متى تتعاقب الحرائق على قلبي و وطني ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق