الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

باب .. اللون الأحمر

على بعد مائتي متر شرقي المدرسة السلطانية ( قبالة بوابة القلعة وافتتحت في عهد الملك العزيز الأيوبي سنة 620 ه ) وضعوا موقف باص سبير الحسبي ، هو سبيل الحسبي و الماء السلسبيل الذي كان يتدفق من قصر الشيخ يوسف الحسبي منذ 1280 إلى 1395 ه .. و على بعد عشرات الأمتار شرقي هذا الحي المملوكي الذي ينسب لعالم الأمراء و أمير العلماء ( عثمان بن أحمد بن أوغلبك ) وما بين بابي الحديد شمالا و النيرب جنوبا يقع باب الأحمر و جامع باب الأحمر المبني سنة 885 ه ، لكن باب الأحمر لم يعد يؤدي لقرية الحمر - ظاهر حلب - ليس لأنه هدم مطلع القرن الرابع عشر الهجري فحسب ، بل لأن الدم القدسي يغطي كل بقعة من أزقته و ممراته التراثية الدامعة ! أخذوا أحجاره إلى الرباط العسكري في 1885 م ، و أخذوا أحراره إلى الأمن العسكري في 2011 م

عندما أنظر لهذه البقعة من حلب القديمة ينفرم قلبي ، كل الأسى الإنساني و مالا يخطر في الخاطر فعلوه ، لم يتركوا إفكا أو إفسادا يعتب على شواربهم ، صبغوا كل الألوان باللون البشري الأحمر .. الشهيدة ميساء جليلاتي و الشهيدة وهيبة حسكور و الشهداء إبراهيم الآغا و أحمد المزيدي و محمد الحموي و محمد أطرش و عبد الرحمن طويلة و عبد الغفور أبو شعر و علي سليمان و يوسف منصور ، و أسرة سعودي في 8 / 8 / 2012 م و الشهداء المجهولين في القذف المدفعي الملعون يوم 21 / 10 / 2012 م ، ضحايا ضحايا ضحايا
باب اللون الأحمر و جامع الحموي و عتبات الصيادي و الخلف و الأمير عثمان و النزيف الأحمر ، ورود جورية قانية يصل شذاها كل أفق و كل شفق


في حي ( صلاح الدين ) فقط أكثر من ثلاثمائة شهيد !! ماذا تريد الباطنية أكثر من ذلك ؟؟

ملحوظة : ما أقوله ليس لوحة سيريالية قشيبة ، أو تغريدة تويتر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق