الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

أنطاكية .. والبطل معروف

منذ القرن 4 قبل الميلاد ، تأسس ( باب أنطاكية ) ليكون بوابة الشارع المستقيم الممتد من قلعة حلب إلى سورها الغربي ، إنه الباب الرئيس و الأقدم إذن . دخله الفاتحون بقيادة أبي عبيدة بن الجراح ( سنة 16 ه ) و أقاموا بقربه أول مسجد في مدينة حلب ، اسمه الأتراس ( وضع الجنود أتراسهم أمامهم في الصلاة ) و يسمى أيضا العمري و الغضائري و التوتة و الشعيبية إلخ .. و لكل تسمية قصة !! رممه كثيرون منهم سيف الدولة في 353 ه ، و ارتبط في المخيال الشعبي بسيرة الشيخ معروف بن جمر ( كان بطلا اشتهر بالكرة الحديدية التي حارب بها الصليبيين ، ما تزال معلقة هناك بسلسلة و مربوطة بعصا ، قطرها 20 سم ) وقد دفن صاحبها على بعد 700 م في المدرسة الشاذبختية ، حدثني عن حكاياته ابن خالتي محمود ، رحمه الله

أنطاكية القريبة ، المدينة التوأم و الشقيقة الرؤوم ، اختارت شعاع الشر واعتنقت مذهب ابن نصير ربما بسيف ( حسن المكزون ) في القرن السابع الهجري ! قبل ذلك أنشأ حسين الخصيبي ( 260 ه ) مركز حلب الباطني بإشراف علي الحلي ، و كذلك مركز بغداد بإشراف علي الجسري ( مركز حلب انتقل للساحل السوري و مركز بغداد دمره هولاكو في اجتياحه ) ، وقعت أنطاكية العربية و الحضارية فريسة العتمات و الأضاليل ، و كأنها ثانية تتنكب دعوة المرسلين و تتقمص طريق المسرفين

باب أنطاكية ، التاريخ و العراقة و كلة معروف ، تستقبلك حوانيته المتنوعة في السقطية و المحمص و بقية الأسواق و الخانات ، فيه جامع البهرمية و جامع عكش ( جامع عكش جامعة شرعية مصغرة أقامها الداعية الأستاذ عبد الوهاب طويلة ) .. كنت أشاهد العمال يقفون على جانبي الباب ، جلهم من الإخوة الأكراد . و مع أخبار الثورة تلحظ المسحة التجارية على السكنى في حي ( باب انطاكة ) كما يلفظه الحلبيون ، فكل شهدائه تقريبا من عابري السبيل قضوا في المستوصفات الميدانية المقامة حديثا ، وما تزال الاشتباكات ساخنة كل يوم


اللهم ارفع الضيم عن هذا الحي و كل أحياء سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق