الاثنين، 1 أكتوبر 2012

الجامع الكبير


على بعد خطوات غربي قلعة حلب ، يرافقك التاريخ إلى ( الجامع الكبير ) تتمعن في صفحاته ، فيفتح لك قلبه
ذكروا أن الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك بناه ( سنة 96 ه ) منافسة لشقيقه الوليد في إقامة جامع دمشق ، ليكون لؤلؤة حلب و مركزها النابض . طوله 100 م و عرضه 80 م و ارتفاع منارته 50 م ، أحرقه في 962 م نقفور ( كلب الروم كما سماه الرشيد ) ليصلحه بعدها الأمير سعد الدولة ، و أصلحه ثانية نور الدين زنكي ( الشهيد ) بعد حريق 1169 م


آوى إليه خيرة العلماء و أحلى الأصوات ( كان عمر الدربي يؤذن الفجر ، و حسن حفار العصر ، و صبري مدلل العشاء ) و كذلك هو مضافة الغرباء و مستقر الأضراء و راحة النفس و الروح ! في داخله قبر زكريا النبي - كما يروى - و بجوار بابه الشمالي كنيسة هيلانة أم الملك قسطنطين ( أنشئت في 247 م ، دخلتها مرة مستطلعا ، ففرح القس برؤية هذا المسلم الصغير ) و على محيطه الأسواق القديمة - و الحديثة - و الخانات و الحركة التجارية و السياحية ، و بحسب موسوعة غينس فإن أسواق ( وراء الجامع ) هي الأطول في العالم ( مئات المحلات منها أحرقها نيرون الأسد في 29 / 9 / 2012 م تحت سمع و بصر اليونسكو و الإيسيسكو و الإلكسو ) عن سبق ترصد و تعمد


لا تغادرني صورة والدي و عمي محمد ديب و عمتي فاطمة و زوجها الحاج عمر مخللاتي ، وهم يجلسون كل اثنين قرب المئذنة ، بعد انتهاء درس الشيخ عبد الله سراج الدين ( حفظت منه حديث بني الإسلام على خمس ) رحمهم الله جميعا .. الآن ، هل يكفي الحنين و اللهفة و الدعاء للمسجد المحزون المحاصر بالعنف و النار و الدم ؟
الجامع الكبير مغلق منذ 17 / رمضان / 1433 ه ، و مديره الشيخ يوسف هنداوي يقبع في المعتقل منذ أسابيع طويلة ، لانتقاده استباحة الحرم و إدخال الخمور لساحاته ! و يقول موقع ( عكس السير ) أن قذيفة استهدفت الجامع في 18 / 9 / 2012 م فأوقعت عددا من الشهداء و المصابين


الجامع الكبير لم يركع لغير الله ، فلماذا يتصور أعداء الله أن يركع لهم ؟ المظاهرة الكبرى في 15 / 3 / 2012 م و رفع علم الاستقلال فوق ( القبلية ) و قبل ذلك و بعد ذلك من احتجاجات المصلين ، نيشان بطولة و خلود لجامع حلب الأول
شهدت فيه مظاهرة نسائية ، كانت بتاريخ 6 / 11 / 1979 م ، طالبت بالحرية و إطلاق سجناء الرأي و الضمير ، قادتها الأستاذة ( إلهام دلال ) زوجة المفكر الإسلامي د . منير الغضبان

أيها الجامع الكبير : قريبا يعود الأذان .. قريبا يردم الأخدود .. قريبا يأتي المؤمنون ، على كل ضامر ومن كل فج عميق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق