الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

باب الجنين

يحكي ابن شداد أن منطقة ( باب الجنان ) في حلب لا تضر فيها لسعة الأفعى ، لوجود طلسم برج الثعابين هناك !! هذا الباب المندثر حاليا خربه كسرى و نقفور و هولاكو و تيمورلنك ، و لم تزهق روحه إلى أن هدم آخر مرة سنة 1310 ه لتوسعة الطريق ( آخر بناء له في 820 ه و آخر ترميم في 918 ه ) في داخله جامع القصر القديم و ضريح الفيلسوف السهروردي ( 545 - 586 ه ) و قسطل أبي خشبة ، وهو يبعد عن باب أنطاكية مئات الأذرع نحو الشمال .. وقيل أنه كان يفضي لجنان حلب الغربية ، حيث نهر قويق و بساتين الفستق و الثمرات ، و على مشارفه الشرقية يربض جبل العقبة ( وجدوا كتابة هيروغليفية على بعض أحجاره ) و من الذاكرة المستعادة فإن أهم ملامحه الزحام و .. سوق العتمة ، تجد فيه أسماك الفرات و زيوت عفرين و ألبان حماة و سمنها الحديدي و حمضيات الساحل و زيتون إدلب و كرز أريحا و تفاح القصير - الصغير السكري - و دنيا الخيرات و الطيبات . كنت أقطع هذا السوق أيام الصيف في طريقي لمحل الحاج إسماعيل عطار - رحمه الله - بسوق الوزير ، كان صديق أبي أذهب لمعاونته تدريبا و تمرينا على أبجديات تجارة الأقمشة

آخر مرة شاهدت المنطقة في 1980 قرب المنشية الجديدة ، كانت شاحنة عسكرية تسحل جثمان أحد الشهداء ، أظنه من آل حماد أو الحجار ( وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ؟ لا فض فوك يا ذات النطاقين ) إنه مشهد مروع يعكس سقوط الأخلاق و فجور القتلة


الملك الكذاب - من الثلاثة الذين توعدهم الله بالغضب - ورث المسالخ البشرية عن أبيه القصاب ، وأسقط برميلا للبارود فوق المارة في 2 / 10 / 2012 م صرع فيه 5 شهداء و عشرات الجرحى و النازفين ، منهم سيدة استشهدت قرب المصرف العقاري . كما اغتال قناصته من فندق الأمير امرأة من آل هورو يوم 5 / 9 / 2012 م ، و كذلك قتلوا بجانب فرع المرور الشاب حسام شوا .. كثير من الشهداء سقطوا هناك عرف منهم ، أحمد درويش و مصطفى درويش و إبراهيم الآغا و محمد جمال ، رحمهم الله

الجنان أو الجنين سيان .. تاريخ مندثر يرفض اندثاره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق