الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

و .. المعادي

المغامرات الدموية الدراماتيكية التي تجتاح سورية الحبيبة ، باتت مثل مسلسلات الإكشن التي لا تصدق ، فالنظام الزائل المرذول نجح في عسكرة الثورة الشعبية ، لكنه - بالتأكيد - سيرسب في القضاء على أحرارها و فدائييها !! الثورة السورية هي ذلك الفتى الحوراني ( 21 / 9 / 2011 م ) الذي أكرهوه على السجود لصورة بشار ، و لما انحنى بصق عليها ، فأردوه .. شهيدا

بتاريخ 10 / 9 / 2012 م قصفوا المدرسة الظاهرية الأثرية الممتلئة باللاجئين من النساء و الأطفال في حي ( المعادي ) ، و قبلها قتلوا الطفل محمد شوا كيلاني في 8 / 8 / 2012 م ، متصورين أن انتصارهم المثالي هو وأد الطفولة من حمزة الخطيب ( درعا ) إلى حمزة البصمجي و منى البصمجي و سنا البصمجي ، ومعهم أمهم الشهيدة ( مجزرة الاثنين 24 / 9 / 2012 م ) على مائدة المعادي .. مرورا ببراعم اللاذقية و براءتها الباكية ، عز الدين و تقى و حمزة و عيسى الطايع ، الذين قتلوا حرقا و خنقا ! و ألوف سواهم ، لهفي عليهم أي هول رأته عيونهم الصغيرة ؟


حي المعادي ، عمره 600 سنة ، يقع شمال الفردوس و جنوب باب المقام و المقامات في حلب الجنوبية ( اشتق اسمه من معدا و هي سريانية تعني المنزلق ، و معادي القاهرة سميت لوجود معدية لعبور النيل ) ظهرت مظاهراته الهاتفة بالحرية من جوامعه و ساحاته ، المعادي و السبطين و بزة ، و ودع من شهدائه : أحمد ستر و محمد ديرو و محمد قصاب و محمد الرفاعي و طارق الأسود و عبد الحليم ترمانيني ، و عمر حاوي ( من يشاهد تأبين والد عمر لابنه العريس في 25 / 12 / 2011 م يعرف لماذا ستنتصر الثورة ، معنويات ولا أروع ) و لأن سعار العار من سمات بشار و أوباشه و معلميه ، فهو يلاحق الجنائز و يقصف الأموات أيضا .. هذا ما صنعه مع مقبرة ( السفيرة ) في المعادي يوم 8 / 8 / 2012 م


أصالة المعادي و أبجدياتها الوطنية الخلاقة بلا حدود ، منذ الثمانينيات وهي تكابد دموعها و كبرياءها ، وقتئذ ودعت من شهدائها : عبد الهادي ناعورة ، و عبد القادر طيبي ، و مصطفى الزين ، و محمود الزين ، و أحمد حجار ، و ماهر برغل ، و محمد برغل ، و والدهما ( أعطوا الوالد مسدسا و طلبوا منه أن يقتل ابنه محمد ، و لما رفض أطلقوا عليهما النار معا ) حدث هذا أمام باب بيتهم ، رحمهم الله

المعادي تعادي من يعادي .. تصادق من يصادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق