الجمعة، 12 أكتوبر 2012

الحيدرية .. تستشهد

في أحد أيام 2006 م أرسل الأسد جرافاته و كساراته إلى حي ( الحيدرية ) في حلب ، و راحت تعيث فسادا و تخريبا في الدور و الدكاكين بحجة بنائها على أراض مستملكة لمجلس المدينة ! ( الحقيقة أن أصحابها أخذوا موافقة البلدية المسبقة ، وكان في الأمر صفقة فساد ) رأينا الصورة الشهيرة للمرأة العجوز وهي تنتحب كسيرة الخاطر ، بعدما ضربوها و طردوها و هدموا بيتها المتواضع .. لعلها انتقلت إلى رحمة الله فلم تشهد تدمير الحيدرية ببراميل البارود ، و انتشار الأشلاء البشرية مع الأغصان الممزقة

مجازر الحيدرية لا تنته ، و كأن في الأمر تصفية حساب من طرف حرامية الشعب ، ففي 4 / 10 / 2012 م استشهد في القصف 21 شهيدا ، عرف منهم : فياض و فاروق و شقيقهما الطفل ، أحمد عزيز ، أحمد العجيلي ، إبراهيم شوقي ، إسماعيل كهية ، عبد الله مايل ، علي عبد الله ، حاتم بصومة ، جوان عبدو ، محمد صبحي حجي ، و موسى العجيلي


في 7 / 9 / 2012 م قصفوا الحي بطيران الميغ 21 ، قياما و قعودا و على جنوبهم
في 15 / 9 / 2012 م قصفوا خزان المياه ، عل سكانها يقضون عطشا
في 20 / 9 / 2012 م قصفوا رجلا و طفلين ، بجانب صيدلية الحنون
في 29 / 9 / 2012 م قصفوا مدارس المنطقة ، حتى يعم الجهل و يسود التخلف .. و في 8 / 10 قتلوا الطفلين عبد القادر حنان و محمود حنان ، و أحمد أديب و أحمد الحاج ملك ، وهكذا


الحيدرية ، حي الشهادة و الشهداء ، مشكلته أنه أراد استخلاص حريته السليبة و ابتغى التغيير ، قابله النظام بمنطق التصفية و ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد . و لأنه من الأحياء الفاقهة و تسمى بلقب الإمام علي و حضرته حيدرية النجف ، ذهب لفضاء الوطن الواسع و تمرد على التبعية و الرق ، تعرضت جوامعه المعروفة الفتح و القادسية و صلاح الدين و النعمان بن ثابت ( قصفوا مئذنته المهيبة ) لكل التنكيل و العربدة ، ويوم 21 / 8 / 2012 م قذفوا دوار الحيدرية بأثقل أنواع المدافع و الصواريخ ، منها صاروخ روسي لم ينفجر صار لعبة للصغار 


يتميز بوشائجه المتينة مابين سكانه ، و بتمازجه السكني و الصناعي و شبابه المستدام ( نصف قرن فقط ) ، قريب من مدينة الشيخ نجار و عين التل ، شمال الصاخور و غربي مساكن هنانو و أقصى شمال حلب


الحيدرية تستشهد أو تنتصر ، لا تستسلم .. هكذا كتب أحرارها في لافتاتهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق