الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

فسيفساء السريان

حوالي الساعة 16 من يوم الوقفة 25 / 10 / 2012 م ، قبض الثوار على شخص حاول ركن سيارة مفخخة في أحد شوارع ( السريان ) بحلب .. تماما كما حصل بمنطقة باب توما الدمشقية ، عندما أودى انفجار بعشرات المسيحيين

الحقبة السريانية حقيقة أعمق من العبث ، هي جزء تاريخي و حضاري و ديمغرافي من الهوية الوطنية ( مئات الكلمات الحلبية سريانية : انبلش ، باظ ، ببو ، بعق ، برطوش ، جهجه ، دبق ، شطف .. إلخ ) و الكنيسة السريانية - خاصة الأرثوذكسية - أقدم الكنائس المعروفة ، فهم ليسوا بالجالية كما يشاع ، و إن كان الحي أنشئ إثر هجرة أهل أورفا و الرها ، في عهد مرعي باشا الملاح - 1856 / 1930 م - غربي محطة بغداد و شرقي شارع فيصل و جامع الرحمن و جنوبي الشيخ مقصود و الأشرفية


أبجديتي هنا قصص الصديق المهندس عبد الحنان عن شقيقه خليل ( استشهد في مجزرة تدمر 27 / 6 / 1980 م ) و شباب الرحمن .. و كذلك دار الأيتام و مديرها الأستاذ مجاهد شعبان ، رحمه الله ( أحيانا يذهب لها منتصف الليلة الماطرة لحاجة يتيم أو مرض نزيل ) ! ثم فرع المخابرات العسكرية الشهير و رئيسه مصطفى التاجر القادم من ريف اعزاز ( المقر كان معملا للجوارب صودر من مالكه يوسف مشخص فترة التأميم ) و .. المارثون الكشفي السنوي في 6 حزيران ، و أول كنيسة من الخشب سنة 1925 م


السريان الجديدة و القديمة و أطلال الأمن و الحرش ، حي فسيفسائي من المسيحيين و مذاهبهم و المسلمين الأكراد و العرب و التركمان ، خليطه التعارف و التعايش و التعاون و التسامح . في 30 / 9 / 2011 م خرج يهتف بكل الألسنة : يا رستن حلب معاك للموت !! و في 20 / 10 / 2011 م خرج يرد على دعاوى التأييد و مسيرات الزيف


انتشر القناصون على سطح مستشفى ابن رشد ، و احتل الشبيحة المستشفى السوري الفرنسي ، و أخذت ثكنة المهلب القريبة تدك المنطقة بكرات اللهب و موسيقى الجنائز ، و مع ذلك فإن مظاهرات جامع إبراهيم بن أدهم لم تخف أو تختفي .. سقط شهداء كثر يوم 10 / 9 / 2012 م منهم الطفلة روهان شيخو - 10 سنوات - و أصبح السريان نقطة تماس


المستبد الضليل يمارس الطائفية و يزكيها ثم يتهم شعبه بها .. يسوق أولادنا للتجنيد حتى يقتلنا بهم !.. عجبي من عبقريته منتهية الصلاحية


قصته مع الأقليات تشبه قصة القرد و كعب الجبنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق