الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

صوت .. الصالحين

الله ، سورية ، حرية و بس .. اضربونا فقط بالرصاص المطاطي ، كما تفعل إسرائيل .. الإعلام السوري كاذب .. أعطني حريتي ، أطلق يديا ! الصالحون من حي الصالحين ، هتفوا بهذه و مثيلاتها .. فالويل و الثبور- إذن - و عظائم الأمور
يقع حي الصالحين جنوب حلب جنوب حي القصيلة ، يجاوره شرقا حي المرجة ، و غربا باب المقام و الفردوس . اشتهرت فيه ( مقبرة الصالحين ) التاريخية ، أو الغرباء أو الشيخ جاكير أو إبراهيم الخليل ( لأثر منه ) ، تضم من السابقين رفات العلامة الكاساني والإمام القاشاني و البلخي الأصولي و العيوفي الصوفي و غيره ، و تضم من المتأخرين و المعاصرين الشيخ محمد سعيد الإدلبي 1871 - 1951 م ، و الشيخ الأزهري محمد جميل عقاد 1893 - 1968 م ( والد الأخ المهندس الإعلامي سداد ) ، و الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين 1916 - 1973 م .. و كذلك العلامة الموسوعي خير الدين الأسدي 1900 - 1971 م ، و الرسام التشكيلي الشهير لؤي كيالي ، و الشاعر العبقري عمر أبو ريشة 1910 - 1990 م ( صاحب القصيدة الرائعة : أمتي هل لك بين الأمم / منبر للسيف أو للقلم ؟ ) و أيضا أعلام و نبلاء و زهاد


على إحدى زوايا المقبرة تجتمع النسوة لطبخ ( المغمومة ) وهي من أكلات الشتاء و عاداته ، و قد زرتها مرة وحيدة بصحبة أخوالي و والدتي ، قرأنا الفاتحة عند قبر خالتهم الكبرى علية إدلبي رحمها الله - وهي زوجة المؤذن سابقا صباح أبو قوس و المغني لاحقا صباح فخري - و رغم امتداد المقبرة رأينا كيف عاقبوا أهل الصالحين بمنع دفن شهدائهم فيها ، بل و منع سحب جثامينهم من الشوارع . الشبان الأربعة الذين استشهدوا في 20 / 8 / 2012 م ، و عشرات المصابين من آل عقاد و الصالح في 13 / 9 / 2012 م ، و الشهداء محمد كعكة و فارس عذاب و زكريا جوخدار و علاء قطان و حمزة البكاري و فراس صباغ و حسن الشاغل و خالد ديموك و حسن برهوم - 10 سنين - ، و القصف المدفعي و الجوي لم يفت في عضد الصالحين و مدنييه و صناعييه و ساحاته و أحيائه و أمواته ، فالثورة هنا هي خلاص الروح .. لابداية ولا نهاية لها


جامع الصالحين و جامع عمر و جامع عبد القادر الجيلاني ( الكيلاني ) و كل الزوايا العتيقة باقية ولو هدموا أحجارها ، جامع الصالحين اعتدوا عليه أصلا عام الثمانين ، لكنه ظل يجهر بالنداء الخالد و لم يصمت ! رأيت فيلما في 12 / رمضان / 1433 ه عن مخفر الصالحين ، وضعوا مكبرات الصوت أمامه و ظلوا يناشدون رئيسه العميد علي نصر ، أن يحقن الدماء و يلتحق بالجيش الحر ، كان يرد على ذلك بالمزيد من الضرب و اللهب

حي الصالحين اليوم صوت الصمود و صمود الصوت .. سورية كلها اليوم أسطورة الصمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق