على مشارف باب قنسرين - أحد أبواب حلب
التسعة - ما تزال أطلال تنور الكلس قائمة بجانب مقبرة الكليماتي التي تضم رفات
الشيخ العارف الولي أحمد الحجار .. حي ( الكلاسة ) الثائر واحد من الأحياء القيمية
الشهمة ، كان مع الثورة ضد الفرنسيين و مع الوحدة ضد الانفصال و مع الحرية ضد
العبودية ، و على امتداده الزماني و المكاني المحدود فرض اسمه و وجوده قمة في
العطاء و الغيرة و الفداء
ساحة الأحرار هي الأشهر فيه و في
صدارتها جامع المصلى ، الذي كان شيخه الشهيد حسن الحاج إبراهيم يصدح على منبره
بالحق و فصل الخطاب . و في الثمانينيات و رغم العدد الغفير من شهدائه البررة ، فقد
استمرت في مساجده الدروس و حلقات القرآن و لم ينقطع درس الشيخ عبد الوهاب سكر في
جامع الهبراوي حتى وفاته في 1986 م رحمه الله
لا تكاد تجد في ( حارة الكلاسة )
زاوية أو زقاقا لم يتضمخ بمسك الشهادة ، من الأطراف إلى المركز أمام المخفر القديم
و نفحات منزل الشهيد عبد العليم صباغ - أبو طالب - الذي قضى تحت التعذيب نفخا
بالهواء في فرع السريان ، و بذات الجوار منزل الشهيد البطل مروان قشري .. و من ثم
منزل الشهيد د . أبو النصر ميرة - نجل الشيخ المحدث محمود ميرة - و كذلك منزل
الشهيد أيمن عنجريني و شقيقه أنس ، و منزل الشهيد مصطفى الزاكري و صولا لمنزل
الشهيد عبد الصمد الياقتي - نجل شيخ الكلاسة محمد الياقتي - و منزل الشهيد زهير
سرحيل ، و مرورا ببيوت الشهداء من آل رسلان و صهريج و سنده و عيار إلخ إلخ
في شهر آذار 1980 م خرجت التظاهرات في
الكلاسة و بدأ الأسد الأب بالقتل ، و ماتزال دماء الطفل الشهيد وحيد قاظان - ابن
الفران - شاهدة على عمق المأساة من أمام ضريح الشيخ شهاب الدين . و في ثورة الشعب
السوري اليوم خرج الناس عن بكرة أبيهم انتصارا لقيم الخير و الحق و الجمال ، و
ليرحل - أيضا - عشرات الشهداء عشرات الشهداء
شيخان في الكلاسة اشتهر علمهما و
أدبهما و تقواهما و برهما ، الشيخ الأستاذ عبد الرحمن كرام و الشيخ الأستاذ أحمد
جاموس ، رحمهما الله تعالى . و لتبقى ( الكلاسة وردة في كاسة ) كما يتناقل
الكلاسيون عن جمال عبد الناصر ، و لكنها كأسة الحرية و ليست كأسة الناصرية ولا
الأسدية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق