الخميس، 27 سبتمبر 2012

أبواب النصر !!


سنة 1885 م بدأ العثمانيون شق ( جادة الخندق ) فهدم بسببها أحد الأبواب الثلاثة لباب النصر ، رغم هذا بقي تاريخه و تواترت ذكرياته ! الملك الظاهر غازي ( ابن صلاح الدين الأيوبي ) بناه أو رممه في أقصى الشمال من قلعة حلب ، و سماه باب النصر .. هو مدخل القيسارية - كلمة أعجمية تعني السوق - الممتدة حتى شارع السجن و أحياء الخابية و الفرافرة و كذلك المدرسة العثمانية ( أنشئت 1143 ه ) . تشاهد فيه مبيعات الجلود و الغزل و الكعك الشهي ، و .. أيضا جامع المهمندار( أو جامع القاضي ) الذي بناه آية في العمارة الجميلة أواسط القرن السابع الهجري ( حسن بن مهمندار ) و نقش على أحد أحجاره : ملعون بن ملعون من يتعاطى التصوير قرب المسجد !! ( أصيبت مئذنته بالقصف في 8 / 8 / 2012 م ) و على مسافة أمتار منه منزل الوزير نظام الملك الطغرائي


ما رأيته في ( باب النصر ) السقف المرتفع أمام البوابة ، و الذي يرمز لهمة رفعت أمة . و بالجوار مبنى المخفر القديم العريق ، و الذي أقيمت بقربه أول دار للدعوة الإسلامية ( دار الأرقم ) ، و أخبار حكاها لي ابن عمي ( بدر ) الذي أخذني ذات عيد إلى سينما السعد هناك ، و كانت أول مرة في حياتي .. و لا أنسى المكتبات الكثيرة ، منها مكتبة النصار للشيخ عبد المجيد نصار شياح و إخوته ( صاحب التقاويم و عدو التدخين رقم واحد ) و مكتبة الأستاذ سميح دعاس ( وكيل مجلة حضارة الإسلام ) ، وفي المواسم المدرسية مشهد استبدال و بيع الكتب المستعملة . و يشير بعض المدونين لمقبرة اليهود خارج الباب ، لكن على بعد 100 متر شمالا يقع جامع ( الزكي ) الأثري ، بناه علي الزيني في 700 ه وجدده محمد الزكي أحد مشايخ الطرق الصوفية ، إمامه الأشهر الشيخ الصالح المحقق ( محمد الحجار ) والد الشهداء صفوح و أسامة و يمان ، و الذي توفي مهاجرا في المدينة المنورة سنة 1428 ه


إلى الشرق من باب النصر منزل الشهيد الشهم صديق شعبان ، و موقعة 19 / 8 / 1979 م التي استشهد فيها 5 من شباب الحركة الإسلامية ، منهم عصام قدسي و همام الشامي و ياسر غنام ، طاردوهم و اتهموهم بالتطرف ظلما و زورا ( وقتها احتلوا بيوت الملاحقين لأسابيع و كانوا يعتاشون مع أسرهم وقاحة و بصبصة ) وفي داخل الباب استشهد الشاب محمود بن الحاج عبد الباسط بكار
ليس مستغربا اسم ( باب النصر ) في أخبار حلب ، لأنه ببساطة ( أبواب ) النصر و العزة ، عزة التاريخ و تاريخ العزة 


اللهم ارحم الشهداء أنس جركس و محمود نوار و وليد عروق ، وكل شهداء باب النصر و سورية التي تنتفض
و احفظ - يا رب - هذا الأثر العظيم من بطش الأسد و شبيحته و ( حرسه الثوري ) و براميل باروده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق