لن تجد في حي ( الزبدية ) شارعا واحدا لا يرنو للثريا ، فهو في
أواسط جبل الأنصاري مابين الكلاسة و سيف الدولة ، و تقابله في أفقه الشرقي قلعة حلب
الشماء . في منتصف شارعه الرئيسي الصاعد منزل الأديب الكبير الأستاذ محمد الحسناوي
- رحمه الله - و على مقربة منه جامع فاطمة الزهراء ، الذي سجلت فيه أشرطة ( البراعم
المسلمة ) و أغاريدهم العذبة : يا ربي يا رب الفلق / يا مبدعا لما خلق .... من نورك
الصبح انبثق / من بعد ظلمة الغسق . أنتجها لهم الفنان الشاعر مروان قدري مكانسي -
مؤذن المسجد - و يا لروعة ذلك المسجد الذي كان جديدا في سنة 1980 م ، و كان يخطب
فيه الأستاذ الشيخ عبد الله سلقيني و عند انتهاء الصلاة كنا نردد جهرا مائة مرة (
حسبنا الله و نعم الوكيل ) عسى الله أن يفرج عن حلب كربتها.
في ( الزبدية ) و هي تسمية أسرية محدثة ، سقط شهداء كثر منهم
الشهيد محمود عزيز - على بوابة منزل الشيخ الداعية مجاهد شعبان - و الشهيد الحيي
البطل أحمد شوقي .. و فيه منزل الشهيد القبضاي ياسر غنام - نجل الأستاذ المربي صبري
غنام - و منزل الشهيد حسام بصمه جي و شقيقه أحمد نور رحمهما الله تعالى
كنت ألاحظ عمارات الحي التي تنشأ ، و كان صديقي مؤمن غنام
يحدثني عن حكاياتها الدافئة بكل ألفتها و غرابتها ، و لم أعجب أن كانت ( الزبدية )
التواقة للحرية تواقة أيضا لشهدائها الجدد .. السيدة سامية الشهابي ، وائل قباني ،
مصطفى مصري ، و أسماء كثيرة
ظهرت الزبدية في وسائل الإعلام تحرر مخفرها من المفسدين في
الأرض و المحاربين لله و عباده ، و ظهرت كذلك عند اقتحام منزل عضو مجلس الشعب
الشبيح فواز دحو ، الذي أخرجت منه أكياس المخدرات و البودرة البيضاء و السوداء ،
مما يؤشر لمستوى ممثلي الشعب لدى العصابة العائلية المتفرعنة
و .. لعل أجمل ما كتب على أحد جدرانها : الزبدية حرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق