الجمعة، 14 سبتمبر 2012

مساكن هنانو

وصيتي لكم ، على الشباب العربي أن ينصر الحق و يكون عونا له ، و أي حق أعظم من حق الوطن على بنيه ؟ سواعد الشباب المفتولة هي التي تعمل في حقل الوطن كل عمل نافع .. هكذا تكلم الزعيم إبراهيم هنانو 1869 - 1935 م

الحي الذي حمل اسمه ، أنعش بنقوشه قلب الصمت و راح يرسم ذاته بمداد الدم . ارتدت حيطانه براعمها البيضاء و الحمراء المضادة للقطف ، لم يحتمل القاتل تفتحها فجن جنونه ، أطلق عليها براميل البارود و فوهات البنادق ! ردت عليه بإفساد نظريته المفسدة ، مزيدا من الصوت مزيدا من العصيان . تجمعت في جامع حمزة و جامع عثمان و جامع العباس ، عكرت صفو الظلم بهاماتها ولم تأبه بخناجره الصدئة ، أخذ ينتقم من الحدائق و المدارس و الطفولة


خاض إبراهيم هنانو 27 معركة لم ينهزم فيها ، و ( مساكن هنانو ) ما تزال تخوض في أطيان الشهادة ولم تنهزم . أول طفل قنصوه فيها عبد الجليل مردغاني ، و أول شهيدة بالمدفعية الثقيلة هي صباح العلي يوم 21 / 8 / 2012 م ، أيضا صباح العيدو و عائدة الخان و حليمة العبيد و أمينة داوود و أمل خلو كلهن استشهدن .. محمود عواد - متزوج و له ولدان - استشهد برصاصة في قلبه في 26 / 7 / 2012 م بينما كان يحاول إنقاذ طفل مصاب ، الشهداء باسل حمدون و باسل خليل و خليل مصطفى و مصطفى طبش و مصطفى النجار و رشيد بكور و خالد عثمان و عمار الوايلي و يحيى يونس و علاء ريحاوي و فاضل رمضان و غسان حج درويش و محمود تلدرافي و محمد محمود أيوب ، هم بعض ضحايا القاتل السكران


مساكن هنانو ، حي قريب العهد صادق العهد ، أول أحياء حلب من الشرق و أكبرها ، شمال الميسر و طريق الباب و جنوبي الحيدرية . بنته المؤسسة العامة للإسكان ، و إذ به صدى لجده البطل ورث منه الثورة و العاطفة و الحرية المعشوقة ، تماما مثلما ورث إبراهيم و شقيقته زكية هنانو الذهب الوفير و الأخلاق الرفيعة عن والدهما الثري سليمان آغا هنانو 


قبل شهر ، تكلمت بالهاتف مع خالتي في مساكن هنانو ، سمعت - للحظات - من زعيق القصف و القنابل ، مالا أذن سمعت !! المستعمر الفرنجي و المستخرب العربي الفارسي ، كلاهما يكرهك .. يا هنانو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق