السبت، 15 سبتمبر 2012

الإسماعيلية .. و العبور

زودني صديقي عبد العليم خياطة ، بأسماء كوكبة من شهداء ( حي الإسماعيلية ) في الثمانين ، بدايتهم الشهيد عمر سالم - الذي قتلوه حرقا - و الشهيد عمر ناصر آغا ، و الشهيد نصر الدين ناصر ، و الشهيد حسن كرمو ، و الشهيد سهيل جزماتي ، و الشهيد صفوح حلاج ، و الشهيد أحمد حاووط - اغتالوه بجانب المخبز - و الشهداء من آل دانيال عبد الرحيم و عبد الحكيم و أحمد ، رحمهم الله .. وما زلت أذكر بالحنين ذلك الشاب الأسمرالنحيل الكريم ( محمد زعبوبة ) قتلته سرايا الدفاع

الإسماعيلية في حلب غير الإسماعيلية في مصر ، فالأولى تنتسب لإسماعيل باشا - الوالي العثماني الذي بنى قصره فيها ستينيات القرن التاسع عشر - و الثانية بناها الخديوي إسماعيل أثناء حفر قناة السويس . نصف سكان حلب عبروا هذا الحي و لمسوا أناقة عماراته و تناسقها الهندسي ، فهي تعبر عن خضرمة عهوده و تشبثه المستدام بالتجدد ، عبرته كثيرا جدا في باص سيف الدولة الذي يمر فيه ، قبل أن يدلف لحي الفيض و الملعب البلدي فالإذاعة و الكرة الأرضية حتى نهاية الخط .. وقد صحبت أبي مرة لدار ابن خاله محمد طالب الصباغ - أستاذ الرياضيات الذي تخرج من بريطانيا و بقي عزبا طيلة حياته - و كان شقيقه الأصغر ضابطا مجازا من خدمته في طرابلس بلبنان ، تحدث حينها عن طائفية الجيش و إهدار كرامة الجنود ! لكنهم قطعوا الوقت أكثر بالحديث عن أيام ( دار الأرقم ) في الجميلية المجاورة ، وفي معالجة و تشغيل أسطوانات الشيخ محمد رفعت و مصطفى إسماعيل ، سقى الله تلك الذكرى


تتوسط الإسماعيلية ثانوية المأمون أو التجهيز سابقا ، و مدرسة الأمين ، و مدرسة الوليد بن عبد الملك ذات الطراز القديم ، أسماء تنافرت تاريخيا لكنها تآلفت و تصالحت في هذه المنطقة ، تماما كتسامح مسلمي جامع زكي باشا مع رهبان مستشفى فريشو الشهير المجاور له . فلا صورة قاتمة هنا للتعصب و الكراهية


على الشرفة الجنوبية للحي ، نعوش متعايشة تطرد النعاس عن العيون المستفهمة ، إبراهيم هنانو و سعد الله الجابري و الجندي المجهول ، يسمعون الأذان الخالد من جامع عمر سالم ( الجد الثري للشهيد ) و على الطرف الشمالي للحي موقع المحكمة العسكرية
في 17 / 8 / 2011 م كان العبور الأول أمام بارليف الأسد ، و خرج أحرار و حرائر الإسماعيلية التي استمرت تطالع أوراق الغد دون ترديد لترانيم الملل ، سقط شهداء و جرحى و قذائف و ظلت ترمز للعبور ، العبور إلى .. الشراكة و الأخوة و التضامن الأهلي

ملحوظة / أناشد الجميع الدعاء بالشفاء لإمام جامع زكي باشا الشيخ أسعد قاطرجي ، والد الأخ الأستاذ الإعلامي محمد هدى قاطرجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق