الاثنين، 17 سبتمبر 2012

كلنا ميسلون !

كتب أديب العربية و سورية الأستاذ علي الطنطاوي في ذكرياته عن معركة ميسلون 35 مرة و عن يوسف بك العظمة 3 مرات ، ففي سنة 1920 م تصدى 3000 مقاتل لأكثر من 9000 فرنسي زاحف من انتصاره لاحتلال الشآم بقيادة الجنرال غوابيه ، تلك المواجهة الشريفة في مرتفعات ميسلون على طريق بيروت ، أسفرت عن دخول كبيرهم هنري غورو دمشق و رفسه لقبر صلاح الدين !! أبطال الوطن خسرتهم المعركة و ربحهم الوطن

ميسلون حلب أيضا نقطة مضيئة في تاريخنا الحديث ، إنها حي صغير على مرتفعات صفوانية تمزج بالضرورة مابين سطوع الكلمة و علاء الهمة ، تقع وسط الوريد الممتد من الجابرية شمالا إلى باب الحديد جنوبا . مكتباتها التي أحفظها كأنها الشامات على خد الخيل ، و معهدها المهني معلم و منار يسطر مع تدريبه الطلاب تواشيح التمرد .. أول احتكاك مع حافظ الأسد كان من هنا إبان أحداث الدستور 1973 م ، خرجت من جامع ميسلون مظاهرات استنكرت الإكراه و الكراهية ، قمعها الأب الديكتاتور ببسطاره . العشرات وقتئذ قضوا سنين في سجونه ، كان منهم المفكر الإسلامي سعيد حوى و الأستاذ جودت سعيد و الأستاذ عادل فارس و د . خالص جلبي و د . فاروق البطل و الشاعر عبد الله عيسى السلامة و الباحث محمد نور سويد و آخرون من كل المناطق ، و كأن كل دستور يقدمه هذا النظام ( دستور من خاطرك ) سيأكله الحمار كما في مسرحية محمد الماغوط


حواري الحي جامع أسامة بن زيد في أغير ، خطيبه المعروف الشيخ محمد أديب حسون ( سمعت من الأستاذ عطاء الله أن الشيخ أديب قال له : يظن البعث أن باستطاعته محو الإسلام ، لو استطاع ذلك أحد لكان كمال أتاتورك ) . سنة 1980 م امتطت ميسلون صهوة الثورة ثانية ، و افتقدت الكثير من الشهداء : عمر مداراتي و مصطفى مداراتي ومصطفى قصار و خلدون مؤيد و بكري فتى نحاس و من آل المؤذن و سواهم ، اشتعلت ميسلون و استنفرت و تحدت القوة الغاشمة التي لم تأسر روحها ، و لن تستطيع

الآهات الحارة اختلط حسيسها مع أوار الحدث و حرارة الدم ، يوم مجزرة العيد 21 / 8 / 2012 م ، تناثرت الجثث قبالة مخبز أغير كما تناثرت ذات مرة تحت سنابك الفرنساوية ، مع أن أولئك لم يقتلوا النساء ، أما هؤلاء فقد قتلوا الشهيدة فاتن محلاياتي و الشهيدة أماني زقو والشهيد عبادة الشامي و الشهيد يونس إدلبي و الشهيد حسن قمار و شهداء من آل أومري و جعرور و رشيد و قطان و زهيراتي و الأخرس و قاسمو و الحاج عدنان و عز الدين ، و .. مالا ندري


لأن ( ميسلون ) هي الحرية .. كلنا ميسلون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق