الجمعة، 14 سبتمبر 2012

حي الإذاعة


بتاريخ 13 / 4 / 2012 م وأثناء تظاهرة تشييع الشهيد عبد الواحد هنداوي في حي الإذاعة ، أطلق عبيد الأسد قذائفهم على المدنيين ، فسقط 6 شهداء دفعة واحدة عرف منهم وقتئذ : الشهيد يوسف الحزواني ، و الشهيمنهل محمد ، و الشهيد فادي نجار ، و الشهيد محمد جعفر . و كذلك أصيب الطفل مصطفى علوش - 12 سنة - برصاصة في صدره ، و عندما شاهد والده المفجوع به قال له بكل البراءة : سامحني يوب

و كأن هذا الحي الحلبي الشهم عصي الدمع و عصي الانكسار ، فهو لا يتوخى التقية و المداراة ، و تضاريسه العجيبة أهم مؤشرات ذلك .. فهو يقع نهايات طريق الشام ( يمين نزلة الحريري ) و قبيل الوصول للملعب
البلدي و سكة القطار ، مابين سهل و ربوة و جبل شاهق تعلوه ( إذاعة حلب ) و تحيط حوله بيوتاته إحاطة السوار بالمعصم ! إنه لقاء الحرية و المستقبل و الشهادة والحلم - الحلم الذي كان يرقد على غصن منسي - و الأثير الحادي القادر على إنبات الأثر ، رغم تراكم الشهداء و استفحال الألم

إن ابن خلدون - العالم المجتمعي - يلح أن لا نفسر الحاضر دون الرجوع للماضي ، و ماضي ( حي الإذاعة ) حكاية الشهيد رائد مهمندار ، الذي قتله قناص مجرم نهاية 1979 م داخل حديقة المنطقة الممتدة بأشجارها و أزهارها حتى حدود ثانوية الكواكبي . تناثرت دماؤه الزكية على رقعة خضراء واسعة ، و امتزجت مع عبير و ألوان الورد الجوري .. راح أبوه - و كان من أهل اليسار - يوزع نسخا من القرآن الكريم على المساجد ،  وقد كتب على الصفحة الأولى من كل نسخة : أخي المسلم اقرأ الفاتحة على روح الشهيد رائد

منه أيضا تخرج الشهيد محمد أبو صالح - أبو الحسن - البطل في السباحة و المصارعة و الرماية ، و كذلك شقيقه الشهيد وليد ، و الشهيد هيثم حمامي ، والشهيد محمد محلول ، و الشهيد ياسين عرب سعيد ، و الشهيد جمال عقيل ( شقيق الأخ هيثم عقيل المقيم في نيوزيلندا و أحد أبطال مجموعة ال 17 التي هربت من سجن كفر سوسة في 1980 م ) و آخرون يرحمهم الله

إنها سطور حارة و لحظة حنين .. من كتاب الذاكرة الكهلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق