بتاريخ 13 / 4 / 2012 م وأثناء تظاهرة تشييع الشهيد عبد الواحد
هنداوي في حي الإذاعة ، أطلق عبيد الأسد قذائفهم على المدنيين ، فسقط 6 شهداء دفعة
واحدة عرف منهم وقتئذ : الشهيد يوسف الحزواني ، و الشهيمنهل محمد ، و الشهيد فادي
نجار ، و الشهيد محمد جعفر . و كذلك أصيب الطفل مصطفى علوش - 12 سنة - برصاصة في
صدره ، و عندما شاهد والده المفجوع به قال له بكل البراءة : سامحني يوب
و كأن هذا الحي الحلبي الشهم عصي الدمع و عصي الانكسار ، فهو لا
يتوخى التقية و المداراة ، و تضاريسه العجيبة أهم مؤشرات ذلك .. فهو يقع نهايات
طريق الشام ( يمين نزلة الحريري ) و قبيل الوصول للملعب
البلدي و سكة القطار ، مابين سهل و ربوة و جبل شاهق تعلوه (
إذاعة حلب ) و تحيط حوله بيوتاته إحاطة السوار بالمعصم ! إنه لقاء الحرية و
المستقبل و الشهادة والحلم - الحلم الذي كان يرقد على غصن منسي - و الأثير الحادي
القادر على إنبات الأثر ، رغم تراكم الشهداء و استفحال الألم
إن ابن خلدون - العالم المجتمعي - يلح أن لا نفسر الحاضر دون
الرجوع للماضي ، و ماضي ( حي الإذاعة ) حكاية الشهيد رائد مهمندار ، الذي قتله قناص
مجرم نهاية 1979 م داخل حديقة المنطقة الممتدة بأشجارها و أزهارها حتى حدود ثانوية
الكواكبي . تناثرت دماؤه الزكية على رقعة خضراء واسعة ، و امتزجت مع عبير و ألوان
الورد الجوري .. راح أبوه - و كان من أهل اليسار - يوزع نسخا من القرآن الكريم على
المساجد ، وقد كتب على الصفحة الأولى من كل نسخة : أخي المسلم اقرأ الفاتحة على
روح الشهيد رائد
منه أيضا تخرج الشهيد محمد أبو صالح - أبو الحسن - البطل في
السباحة و المصارعة و الرماية ، و كذلك شقيقه الشهيد وليد ، و الشهيد هيثم حمامي ،
والشهيد محمد محلول ، و الشهيد ياسين عرب سعيد ، و الشهيد جمال عقيل ( شقيق الأخ
هيثم عقيل المقيم في نيوزيلندا و أحد أبطال مجموعة ال 17 التي هربت من سجن كفر سوسة
في 1980 م ) و آخرون يرحمهم الله
إنها سطور حارة و لحظة حنين .. من كتاب الذاكرة الكهلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق