الجمعة، 14 سبتمبر 2012

المشهد .. و الشهادة

قبل 50 سنة لم يكن أحد يقطن حي ( المشهد ) في مدينة حلب ، سوى بعض المزارعين ضمن حقوله المتناثرة .. إنما و قبل ذلك في القرن السادس الهجري ، كان الملك الظاهر غياث الدين - نجل صلاح الدين الأيوبي - أنشأ مسجد المشهد في المكان الذي شهدت تربته وضع رأس ( الإمام الحسين ) و نزول قطرة دم منه ، أثناء نقله إلى يزيد في دمشق ، و ليضم أيضا بذات الرقعة قبر المحسن ابنه و كان جنينا سقط من بطن أمه ، كما هي الروايات المتواترة السنية و الشيعية
 
هذا المسجد أو المشهد يمثل سرة جبل الأنصاري غربي حلب ، و منه لأقصى الجنوب حتى العامرية و الراموسة ، يمتد حي المشهد متدثرا برداء الشهادة و سيرة السبط ، فيقدم مرة بعد مرة عشرات الشهداء في مواجهاته الحصرية مع الجوشن الجديد و أوباش الجهالة
 
و على طريق التضحية و المضاء نراه شارك بكل دعوات الإضراب في سوقه و متاجره ، و مثلما افتقد الشهيد هيثم ملا عثمان و الشهيد مأمون كردي و الشهيد عبد الله دباغ و الشهيد نادر كرزون و الشهيد وليد سعدو و والده و الشهيد هيثم حزاني و الشهيد عبد القادر ناصر - أبو ياسر - الفكه البسام و أحد أفراد فرقة أبي الجود ، و كثير غيرهم في الثمانينيات .. ها هو في هذه الثورة يندفع للمزيد فيعطي ولا يتردد ، يسقط فيه الشهيد زكريا اليوسف - اللاعب الكروي المعروف - و الشهيد محمد وتار و الشهيد محمد سفريني و الشهيد عز الدين فارس و الشهيد أحمد العمر و الشهيدة فاطمة الحمادة و الشهيدة هدى نادر و شقيقتها ولاء ، و الشهيد الطفل محمد نور أبو مريش - 10 سنوات - و شهداء قد لا نعرفهم لكن الله يعرفهم ، يتساقطون كل ساعة في ليل أو نهار
 
في إحدى حارات المشهد يقع جامع علي بن أبي طالب ، صليت فيه مرة خلف خطيبه المربي الأستاذ فاضل خير الله - ابن عم الشيخ طاهر خير الله يرحمه الله - و كان يتحدث عن صدقة السر التي تطفئ غضب الرب
اللهم اكشف الضيم عن حي المشهد و عن كل سورية .. يا رب
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق