قبل
50 سنة لم يكن أحد يقطن حي ( المشهد ) في مدينة حلب ، سوى بعض المزارعين
ضمن حقوله المتناثرة .. إنما و قبل ذلك في القرن السادس الهجري ، كان الملك
الظاهر غياث الدين - نجل صلاح الدين الأيوبي - أنشأ مسجد المشهد في المكان
الذي شهدت تربته وضع رأس ( الإمام الحسين ) و نزول قطرة دم منه ، أثناء
نقله إلى يزيد في دمشق ، و ليضم أيضا بذات الرقعة قبر المحسن ابنه و كان
جنينا سقط من بطن أمه ، كما هي الروايات المتواترة السنية و الشيعية
هذا
المسجد أو المشهد يمثل سرة جبل الأنصاري غربي حلب ، و منه لأقصى الجنوب
حتى العامرية و الراموسة ، يمتد حي المشهد متدثرا برداء الشهادة و سيرة
السبط ، فيقدم مرة بعد مرة عشرات الشهداء في مواجهاته الحصرية مع الجوشن
الجديد و أوباش الجهالة
و
على طريق التضحية و المضاء نراه شارك بكل دعوات الإضراب في سوقه و متاجره ،
و مثلما افتقد الشهيد هيثم ملا عثمان و الشهيد مأمون كردي و الشهيد عبد
الله دباغ و الشهيد نادر كرزون و الشهيد وليد سعدو و والده و الشهيد هيثم
حزاني و الشهيد عبد القادر ناصر - أبو ياسر - الفكه البسام و أحد أفراد
فرقة أبي الجود ، و كثير غيرهم في الثمانينيات .. ها هو في هذه الثورة
يندفع للمزيد فيعطي ولا يتردد ، يسقط فيه الشهيد زكريا اليوسف - اللاعب
الكروي المعروف - و الشهيد محمد وتار و الشهيد محمد سفريني و الشهيد عز
الدين فارس و الشهيد أحمد العمر و الشهيدة فاطمة الحمادة و الشهيدة هدى
نادر و شقيقتها ولاء ، و الشهيد الطفل محمد نور أبو مريش - 10 سنوات - و
شهداء قد لا نعرفهم لكن الله يعرفهم ، يتساقطون كل ساعة في ليل أو نهار
في
إحدى حارات المشهد يقع جامع علي بن أبي طالب ، صليت فيه مرة خلف خطيبه
المربي الأستاذ فاضل خير الله - ابن عم الشيخ طاهر خير الله يرحمه الله - و
كان يتحدث عن صدقة السر التي تطفئ غضب الرب
اللهم اكشف الضيم عن حي المشهد و عن كل سورية .. يا رب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق