الأحد، 6 يناير 2013

الشيخ نجار

وضع مدير الناحية بسطاره على فم المرأة المنتحبة السبعينية ، راح يضغط بشدة حتى لا يصل استعصامها بالمعتصم إلى أسماعه ، وقتها كانت الجرافة تحرث بيتها الريفي القرميدي المخالف لتعاليم الحاكم بأمره . نساء قرية ( الشيخ نجار ) انتفضن على العار ، راحت الحجارة و الأحذية و الأرواث تطارد زبانية الوثن حتى ردوهم عن حياض العجوز .. حدث هذا في 29 / 7 / 2010 م
على أوتوسترادات عديدة شمال شرق حلب - منها طرق الباب و السفيرة و المسلمية - تقع قرية الشيخ نجار غير النائية ، تبعد 5 كم و يقطنها 5000 نسمة فقط . و على مقربة منها تقع مدينة الشيخ نجار الصناعية العملاقة ( 4400 هكتار ) باستثمارات تزيد على 300 مليار ليرة !! خلع السكان هنا حرائق البيوت و القمامة ، الفقر و الحرمان و السخرة و المدرسة الإبتدائية الوحيدة كل ذلك أثمر الثورة
أحبك يا شيخ نجار لأنني لا أعرفك ، هذا الصوفي المتقشف فرض اسمه على أشهر منطقة صناعية في الشرق الأوسط ، مئات المعامل المتنوعة تشتغل منذ سنة 2000 م يحاول الأفاك السفاك دمدمتها ، في 10 / 12 / 2011 م انتشر شبيبته و شبيحته هنا لحرق كل مصنع يستجيب لإضراب الكرامة ، و في 14 / 11 / 2012 م كانت ألسنة النيران اللعينة تلعلع بالإرغام لتفتك بحضارة الإنسان و تقدمه و مكانته و ماكينته . ليس الموت هنا أقرب من حبل الوريد ، رغم اكتشاف المقبرة الجماعية بتاريخ 30 / 8 / 2012 م ، إنما الإرادة و المسؤولية و الكدح و الروح


استشهد الطفل إسماعيل العبد الله - 9 سنوات - و فياض الحمادي من عشيرة عميرات و زكور خواتمي و إبراهيم بطيخة و رحمو الرحيم و غيره و غيره ، ومن أعيق بسبب القصف علمه عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى
نقلت وكالة ( آكي ) الإخبارية في 31 / 12 / 2012 م أن في سورية 270 ألف حالة إعاقة دائمة بسبب الأحداث .. أي رأس سنة هذا ؟؟ كيف نبتسم ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق