الخميس، 3 يناير 2013

القاطرجي .. الكرم و الكرامة

على شاشة أورينت نيوز في جمعة ( خبز الدم ) 28 / 12 / 2012 م و كما جميع الجمع ، شاهدت الصورة الأخيرة لأحرار ( كرم القاطرجي ) وهم يهتفون بآلاف الحناجر : نحن هنا ، شدوا الهمة الهمة قوية

أروع مافي الثورة السورية اكتشاف الذات و الموقع و الفكرة العميقة ، أراها منة من المنان الرحمن و سنة إلهية لاريب فيها بعد جمود كل شيء و انطفاء كل شيء .. نعم ، المخاض عصيب و الولادة قيصرية ، لكن المولود ( وطن ) ! والله اشتقنا أن نكون مثل بني البشر


حدثني الإعلامي الأديب محمد هدى قاطرجي ، أن هذا الحي قبل قرن واحد كان كرما كبيرا يعج بأشجار الفستق و الزيتون و المشمش ، و أن حدوده الجنوبية هي حلب القديمة و جب القبة ، بينما يجاوره شمالا حي الشعار الأبي و شرقا التاتالر - التتريون بالتركية - أو حارة النصارى ، أي أنه الوسط الشرقي للمدينة و وسط عين الشمس . سكانه أتوا من الأحياء المتفرقة و الفقيرة و تغلب عليهم المسحة العشائرية ، لكنهم اليوم في مقدمة العظماء والأصفياء و الأغنياء ( الغنى غنى النفس ) صمدوا و صبروا و صرخوا و صخبوا ، ثاروا على استعمار المخابرات و النوم في جيوبهم ! في 7 و 8 / 8 / 2012 م خرجوا بمعاصمهم يردون على القصف ، و في 28 / 9 / 2012 م خرجوا تحت القصف و العنف ، وفي 28 / 11 / 2012 م خرجوا ليلا ليتضامنوا مع دير الزور و دير بعلبة . أربعون يوما والكهرباء مقطوعة ، لم يعد الأذان يسمع من جامع الباقر أو عباد بن بشر أو القاطرجي .. الشهيدتان في 20 / 9 / 2012 م لم أعرف لهما اسما ، لكني عرفت أسماء سعاد محمد و حمدان حمان و حسام عفر و حسين عبد الله و أحمد العبد الله و جهاد عرفة و خالد معصراني و مصطفى شمرحي و محمد بللو و بكري حمشو ، رحمهم الله رضي عنهم الله


القاطرجي - أمير القافلة أو القاطرة العثمانية - الأصل من حارة الباشا ، الحاج علي و عائلته كانوا أصحاب هذا الكرم .. سنة 1980 م استشهد منهم عبد الغني قاطرجي ( في الجلوم ) و محمد قاطرجي ( في تدمر ) و أبناء مصطفى قاطرجي و غيرهم


و ما بين التذكر و النسيان ، سلام لنجم بيروت الشيخ الداعية الشهم ( حسن قاطرجي ) و كل أهل الكرم والكرامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق