الخميس، 14 فبراير 2013

قلعة حلب

قلعة بلا بداية ، رفع قواعدها الإسكندر المقدوني - 356 / 323 ق.م - ووجدت فيها مقتنيات تعود للألف العاشرة ق.م ، تعاقب عليها الأكاديون و الحثيون و الآراميون والبابليون و الآشوريون و السلوقيون و الرومان و البيزنطيون و الفرس و العرب و الترك . الرومان حكموها 700 سنة و العرب 500 و العثمانيون 400 ، العثمانيون سيطروا عليها من المماليك سنة 1516 م . استعصت على كسرى الأول 540 م و على نقفور الروم 962 م ، لكن ريموش دمرها منتصف القرن 3 ق.م ، و هولاكو سنة 1260 م و تيمورلنك سنة 1400 م و الزلزال الكبير في 1822 م

شكلها الهندسي بيضوي بطول 550 م و عرض 350 م ، ترتفع عن سطح البحر 70 م و يحيطها خندق عرضه 30 م و عمقه 22 م ليمنع الوصول لأسوارها الشامخة ، خندق الماء هذا لم يمنع خالد بن الوليد من تجاوزه سنة 636 م !! هي القلعة التي أحبها أرسطو و أبهرت ابن جبير و أدهشت ابن بطوطة و لفتت ياقوت و اعتبرها البيروني من عجائب الدنيا ، ثم عشقها و جاورها المتنبي - داره حاليا المدرسة البهائية - و تفاءل بها ابن الزكي فقال مهنئا صلاح الدين البطل : وفتحك القلعة الشهباء في صفر / مبشر بفتوح القدس في رجب
هل عرفتم لماذا تدعم إسرائيل سرا نظام الأسد ؟؟


دخلت القلعة 3 مرات ، مع مدرستي الأندلس و توفيق علبي ، ومع أختي وفاء صيف 1978 م ، و أوائل شباط فبراير 1980 م كدت أقتل بإطلاق الرصاص على المدنيين من الوحدات الخاصة المحتلة لها .. هي تسلبك حاضرك و تنطقك قلبيا أحجارها الموغلة في أعماق التاريخ فتصمت و تتأمل ، يا الله ما أروع الخلود و الأسطورة و المدى ، شكرا لك أبي الحبيب لأنك سكبت في روعي محبة الآثار


من البوابة العظيمة إلى مقام الخضر و مجلس مار جرجس و حبس الدم و قاعة العرش و جامع إبراهيم الخليل - عليه السلام - حيث كان يحلب بقرته ( الجنرال الفرنسي ريغان سرق محرابه ، فأنشأ الشيخ كامل الغزي جمعية العاديات سنة 1925 م لحماية التراث ) و كذلك الجامع الذي بناه مع 26 قصرا و حماما و قسطلا الملك الظاهر غازي في 1210 م ، كنت أراه من الخارج بمئذنته المربعة كالراية التي لا تتزعزع .. كل معالم القلعة تعكس الإعجاز الإنساني في العمارة العسكرية ! إنها مركز حلب و مركز الحمدانيين و مركز إبراهيم باشا و مدافع الأعياد ، جبل وسط السهول حاولت صعوده مع أولاد عمي فلم أفلح . سمعت من الأديب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله قوله : لقد زرت ثلث الكرة الأرضية ، لم أجد أجمل ولا أكمل ولا أوسع من قلعة حلب .. اليوم هي محاصرة من الثوار المسلحين ، العجيب أن المحاصرين فيها منذ 3 أشهر يفضلون صيد الحمام و أكله ، على أن يتحرروا من معسكر الأسد الولد !!!! لقد تورطوا بقنص المئات من الحلبيين الأبرياء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق